كان لارتفاع أسعار الخضار وصعوبة الوصول إلى الأسواق لتأمينها، سبب كافٍ لتوجه أبناء "حوران" إلى الزراعة المنزلية، ليحققوا بذلك نوعاً من الاكتفاء الذاتي بالخضار والفواكه.

منذ الصباح الباكر يستيقظ "مياس عليان" ليقوم بسقاية وحصاد ما زرعه من خضار في "حاكورته" الصغيرة. مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 16 كانون الأول 2014، التقت السيد "مياس" ليحدثنا عن تجربته في زراعة الخضار بالقول: «دفعت الأوضاع الراهنة التي نمر بها من ارتفاع أسعار الخضار والفواكه في الأسواق والمحال، إلى توجه أغلب الناس إلى زراعة "الحواكير" وحدائق المنازل بالخضار والفواكه، بهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي وعدم اللجوء إلى التجار والأسواق وتجنب ارتفاع الأسعار الكبير في الخضار، خاصة أن الغلاء مرهون بجشع التاجر غير المقبول، وساهمت هذه التجربة في تخفيف المصاريف عن كاهل أرباب الأسر، لذلك قمت بزراعة قطعة الأرض في منزلي ببعض أنواع الخضار لتأمين حاجيات البيت من الخضار، وكانت تجربة ناجحة استمتعت بها أنا وأسرتي وخصوصاً والدتي التي تمضي معظم الوقت في التعشيب والسقاية والعناية بالنباتات».

تمكنت من سد احتياجاتي المنزلية من قطعة الأرض الموجودة في حديقة منزلي، التي لا تتجاوز ربع دونم، لكون راتبي الوظيفي لا يكفي لتأمين جميع متطلباتي المنزلية وحاجيات البيت من أنواع الطعام، حيث إن أسرتي كبيرة وبحاجة إلى تكاليف يومية عالية، فكيلو البطاطا يتعدى 100 ليرة سورية والبندورة نفس السعر، فقمت بزراعتها إضافة إلى زراعة أنواع أخرى مثل: "اللوبياء، والبامياء، والفليفلة" وبكميات قليلة تكفيني، كما قمت أيضاً بزراعة بعض الخضار والحشائش في مساكب صغيرة، أغنتني عن التوجه إلى "الدكنجي" وبائعي الخضار المتجولين

من جهته بيّن "محمد أبو عزيزة" أحد كبار السن في مدينة "درعا": «تمكنت من سد احتياجاتي المنزلية من قطعة الأرض الموجودة في حديقة منزلي، التي لا تتجاوز ربع دونم، لكون راتبي الوظيفي لا يكفي لتأمين جميع متطلباتي المنزلية وحاجيات البيت من أنواع الطعام، حيث إن أسرتي كبيرة وبحاجة إلى تكاليف يومية عالية، فكيلو البطاطا يتعدى 100 ليرة سورية والبندورة نفس السعر، فقمت بزراعتها إضافة إلى زراعة أنواع أخرى مثل: "اللوبياء، والبامياء، والفليفلة" وبكميات قليلة تكفيني، كما قمت أيضاً بزراعة بعض الخضار والحشائش في مساكب صغيرة، أغنتني عن التوجه إلى "الدكنجي" وبائعي الخضار المتجولين».

زراعة الفول

بيمنا قال السيد "عبيدة الزعبي" وهو ربّ أسرة تتألف من خمسة أشخاص: «في تجربة شخصية لي أعتقد أننا يجب أن نعايش الواقع، ونتكيف مع الأمور الحالية وخاصة في ظل ارتفاع أسعار الخضار الكبير، على الرغم من أن "حوران" سلة غذاء المنطقة الجنوبية، وتعد المورد الأساسي في بيع وإنتاج الخضار المتنوعة والحشائش، إلا أن جشع التجار وارتفاع متطلبات الزراعة من محروقات ومستلزمات أساسية وأجور النقل واليد العاملة ساهم بهذا الغلاء، فقمت بزراعة "الحاكورة" التي تحيط بمنزلي ببعض الخضراوات ومنها البامياء واللوبياء، وحالياً زرعت "السبانخ، والخبيزة، والكزبرة، والبقدونس، والفجل"، وقطعة صغيرة من الزهرة، ومع بدء الإنتاج أصبحت بحالة اكتفاء ذاتي من هذه الأنواع واستغنيت عن بعض المصاريف».

أما السيد "زهير الجندي" الذي كان يزرع قطعة كبيرة في بستانه وحقله بالخضار، ويعمل في الزراعة منذ مدة طويلة، فتحدث عن نجاح زراعة القطعة الموجودة في منزلة بالخضار الشتوية، بالقول: «أمارس مهنة الزراعة منذ مدة طويلة ورثتها من والدي الذي كنت أساعده في الزراعة في قطعة الأرض التي كنا نزرعها في منطقة "نوى" بمختلف أنواع الخضار ونحولها للأسواق، وبعد ارتفاع مستلزمات الزراعة وعدم توافر المحروقات لسقاية الأرض، قمت بزراعة قطعة الأرض الصغيرة في منزلي لأتمكن من تأمين متطلبات العائلة، وأقوم بحراثة الأرض عن طريق الشوكة وتثليمها وزراعتها بالعديد من الخضار الصيفية والشتوية لأستطيع تأمين حاجيات المنزل، فقمت بزراعة "الفول، والملفوف، والبازلاء، و"العليجة" الهندباء، والنعناع، والبصل الأخضر، والسبانخ، والرشاد"، وكانت زراعة ناجحة استطعنا أن نمون منها الفول والملوخية، متجنبين ارتفاع الأسعار هذه الخضراوات بزراعتها».

السيد زهير الجندي في حاكورته
تعشيب الارض