برز دور المرأة الحورانية في الحياة الاقتصادية اليومية، وتجلت مواهبها وقدراتها التي ترجمتها إلى أدوات للعمل والكسب في أمور مختلفة، ونواحي متعددة وتفنَّنت في كثير منها، وهو ما ساهم في تحسين ظروف العائلة المادية، وكانت بجدها واجتهادها وعملها المخلص الدؤوب، تساهم مساهمة فعالة في توفير لقمة العيش إلى جانب زوجها من أجل حياةٍ كريمة.

استطاعت المرأة الحورانية أن تنافس الرجال في الكثير من الأعمال التي كانت تقتصر عليهم فقط، وهنا يقول السيد "خالد عويضة" أحد المهتمين بالتراث الحوراني في حديثه لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 27 تشرين الثاني 2014: «لعبت المرأة الحورانية دوراً بارزاً في العديد من المجالات واستطاعت أن تنافس الرجال في الكثير من الأعمال التي كانت تقتصر عليهم فقط، وحققت حضوراً لافتاً في الريف من خلال قيامها بالأعمال المتنوعة، وبرعت المرأةُ الحورانية في مجال المنسوجات على أنواعها، وتفنَّنت في كثير منها، وأضفت عليها لمساتٍ جمالية من ذوقها السليم، ومنها المنسوجات الصوفية الملونة التي اختارت ألوانها بعناية فائقة ورتبت خطوطها الطولية بدقّة وبتناسق متناهٍ، وحبكت أطرافها حبكاً متيناً وأضافت إليها "الهَدَب والشراشيب" التي زادتها جمالاً وروعة، وعملت اللونين الأبيض والأسود، حيث جاء اللون الأسود من لون شعر الماعز والأبيض من لون صوف الماشية، وفي هذين اللونين تناغم هادئ ترتاح له النفس، وتطمئن إليه الحواس ولا تنفر منه».

لعبت المرأة الحورانية دوراً بارزاً في العديد من المجالات واستطاعت أن تنافس الرجال في الكثير من الأعمال التي كانت تقتصر عليهم فقط، وحققت حضوراً لافتاً في الريف من خلال قيامها بالأعمال المتنوعة، وبرعت المرأةُ الحورانية في مجال المنسوجات على أنواعها، وتفنَّنت في كثير منها، وأضفت عليها لمساتٍ جمالية من ذوقها السليم، ومنها المنسوجات الصوفية الملونة التي اختارت ألوانها بعناية فائقة ورتبت خطوطها الطولية بدقّة وبتناسق متناهٍ، وحبكت أطرافها حبكاً متيناً وأضافت إليها "الهَدَب والشراشيب" التي زادتها جمالاً وروعة، وعملت اللونين الأبيض والأسود، حيث جاء اللون الأسود من لون شعر الماعز والأبيض من لون صوف الماشية، وفي هذين اللونين تناغم هادئ ترتاح له النفس، وتطمئن إليه الحواس ولا تنفر منه

الصناعات التقليدية أخذت بعداً اقتصادياً لدى المرأة العاملة، يضيف السيد "عبيدة الزعبي" من سكان مدينة "درعا": «أخذت صورة المرأة العاملة بعداً اقتصادياً بدأت ملامحه تبرز خلال السنوات الأخيرة، التي شهدت ضرورة العودة إلى الصناعات التقليدية أهمها صناعة البساط، وهي فَرش منسوج من الخيوط الصوفية المتينة المبرومة برماً جيداً والمنسوجة بدقة وعناية. ولصناعة هذه البسط تغزل المرأة صوف الأغنام بعد غسله وتنظيفه و"نفشه" وتهيئته للغزل، ثم تصبغ قسماً منه، وتترك قسماً آخر بلا صبغة، وتنسج منه بسطاً ملونة ذات خطوط طولية جذابة، وهذه البسط تستعمل فراشاً للضيوف من وجهاء القوم وكبارهم، وأغلب الأحيان يفرش تحتها بسط غير ملونة حتى تظل نظيفة نقية، إضافة لصناعة "المكانس" الريفية التي ورثتها عبر الأجيال عبر زراعة مساحات من أرضهم ببذور الذرة واستثمار العيدان الحاملة للثمرة، ويتم صناعتها من بقايا عيدان الذرة الحمراء التي لا تزرع بمساحات واسعة».

صناعة البسط

لجأت المرأة الحورانية إلى مجالات عديدة وتعدد نشاطها؛ وهنا يقول السيد "محمد فتحي المقداد" الباحث في التراث الحوراني: «لم تتمحور المرأة الحورانية في مجال واحد بل لجأت إلى مجالات عددية منها الخياطة والتطريز، حيث كانت المرأة تطرز الثياب بالأجرة، ولها أجر معين عن كل "طبة" وقطعة تطرزها أو عن كل عرق أو عن قبّة الثوب بكاملها، وكانت تخض اللبن وتخرج منه الزبدة، وتصنع منه السمن البلدي في مجال المواشي وألبانها بعد، وكانت بعض النساء تعمل في التجارة تربي الخراف وتشتري المواشي وتبيع وتشتري وتربح في كل سوق، وكانت تزرع في "الحاكورة" بعض الزراعات الخفيفة، وتبتعد عما تطرحه الأسواق من أصناف غير مأمونة الجانب لتكتفي بمؤونتها وطعامها اليومي، وكانت المرأة أيام الصيف تجفف البندورة، وإذا كان لديها كمية كبيرة أو فائض يزيد على استهلاك العائلة فكانت تبيع ذلك، وكانت تجفف البامياء أيضاً وتبيع قسماً منها على شكل قلائد مجففة، ومن الأمور التي كانت تصنعها المرأة الحورانية "الخُرج"، الذي كان يستعمل في الحياة اليومية للفلاحين، فكان ينسج كالبساط ولكنه أرفع منه، ويثنى طرفاه حتى يصبحا كالجيبين، وتوصل أطراف الجيبين وصلاً متيناً، ثم يوضع على ظهر الدابة ليحمل فيه الفلاحون ومربو الماشية، بعض أمتعتها وأغراضها وطعامهم وأدوات العمل، ويتكون عادة من خطوط بيضاء وسوداء».

صناعات متنوعة
الباحث محمد المقداد