لتصنع أطباق وأدوات الضيافة بمختلف الأشكال والأحجام والألوان، تستعد المرأة "الحورانية" بعد موسم الحصاد لتجمع أكبر كمية من سيقان القمح؛ بعد فصلها عن السنابل واختيار الجزء المناسب منها، وبين الزينة والاستخدام اليومي تتعدد أسماء هذه الأطباق.

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 1 كانون الأول 2014، التقت السيد "محمد فتحي المقداد" الباحث في التراث الحوراني؛ ليحدثنا عن صناعة الأطباق وأدوات الضيافة بالقول: «تباهت النساء في "حوران" بصناعة الصواني وأدوات الضيافة، حيث زينت صدر كل حائط في البيوت القديمة ومضافات الوجهاء وشيوخ العشائر، بألوانها المزركشة، وتنافسن من تنتج أكثر، فبعد أن ينهين النساء الأعمال المنزلية والفلاحة مع الرجال خارج البيت، يجلسن مع السيدات المتقدمات بالسن في حلقات لصناعة الأطباق بأشكال وأحجام وألوان مختلفة، وتستخدم هذه الأطباق لأغراض كثيرة يختلف استخدامها حسب شكلها وحجمها، فمنها ما يستخدم لغرض الزينة والديكور وذلك لجمال الألوان والرسومات المستخدمة في صناعتها، ويكاد لا يخلو منزل في القرية من أطباق القش الملونة وغير الملونة، وتستخدم هذه الأطباق على مائدة الطعام لحفظ الخبز، ومنها أيضاً ما يستخدم لتزيين جدران المنازل دلالة على الارتباط الوثيق بالتراث الجميل».

تبدأ صناعة الأطباق في فصل الشتاء، حيث تجتمع النساء بشكل جماعات، فبعد تليين القش بنقعه في الماء مدة كافية وكذلك أيضاً القش المستخدم في الحشوة، تبدأ عملية صناعة الصينية بثني القش حول هذه العقد بشكل دائري وهذا ما يسمى بدور الصينية، وتتم العملية بإحداث ثقب صغير بواسطة "المخرز" وإدخال القشة فيه ثم ثنيها بشكل دائري وبدوائر متراصة حتى تصل إلى النهاية، فتضمها إلى الحشوة وتبدأ بالأخرى، وهنا تقوم المرأة خلالها بتلوين الأطباق حسب قدرتها ومهارتها مخرجة أشكالاً هندسية جميلة، وتستمر العملية حتى يصبح الطبق بالحجم الذي تراه مناسباً، ومن النساء من تزين الدور الأخير من الطبق كاملاً بالقماش فتقوم بتثبيت قطعة القماش عليه بواسطة الخيط والإبرة لتحافظ عليه من التلف لأطول مدة من الزمن

المراحل الأولى لصناعة الصواني تبدأ في الصيف، وهنا يضيف السيد "محمد أبو عزيزة" بالقول: «تمر صناعة الصواني بعدة مراحل لدى المرأة الحورانية، وتكون المرحلة الأولى في فصل الصيف، باجتماع النساء والرجال على البيادر التي تكون بعد حصاد موسم القمح، وهنا يجمع ما تبقى من محصول القمح في "صبابير"، وتبدأ بجمع وترتيب سيقان القمح بعد فصل السنابل عنها واختيار الجزء المناسب والأمثل لهذه الصناعة، والقش المستعمل في صناعتها يسمى "قصلاً"، و"القصلة" هي الجزء الواقع بين سنبلة القمح وأول عقدة فيه بعد نضجه وحصاده، وتجمع المرأة هذه الأجزاء على شكل حزم متساوية وتكون طرية أثناء نزول الندى في الأوقات الصباحية، وتبقى تجمع المرأة سنابل القمح بكميات تكفيها لصناعة الصواني بأشكالها وأحجامها المختلفة، وبعد الانتهاء من جمع السنابل تتجه إلى المنزل لصناعة الأطباق، وتحتفظ بكمية من القش الخالي من السنابل، ولكن دون تهذيب لاستخدامه في الحشوة التي تكون إحدى مراحل صناعة الأطباق».

تجهيز المنسف الملون

أما السيد "محمود الدوس" أحد كبار السن فيقول: «تبدأ صناعة الأطباق في فصل الشتاء، حيث تجتمع النساء بشكل جماعات، فبعد تليين القش بنقعه في الماء مدة كافية وكذلك أيضاً القش المستخدم في الحشوة، تبدأ عملية صناعة الصينية بثني القش حول هذه العقد بشكل دائري وهذا ما يسمى بدور الصينية، وتتم العملية بإحداث ثقب صغير بواسطة "المخرز" وإدخال القشة فيه ثم ثنيها بشكل دائري وبدوائر متراصة حتى تصل إلى النهاية، فتضمها إلى الحشوة وتبدأ بالأخرى، وهنا تقوم المرأة خلالها بتلوين الأطباق حسب قدرتها ومهارتها مخرجة أشكالاً هندسية جميلة، وتستمر العملية حتى يصبح الطبق بالحجم الذي تراه مناسباً، ومن النساء من تزين الدور الأخير من الطبق كاملاً بالقماش فتقوم بتثبيت قطعة القماش عليه بواسطة الخيط والإبرة لتحافظ عليه من التلف لأطول مدة من الزمن».

تتعدد أشكال وأحجام الصواني، وهنا يقول الحاج "محمد الخالدي": «يتم استخدام "قصل" القمح لصناعة العديد من الأشكال والأحجام من أطباق القش، ومن أهم الأحجام والتسميات التي تصنع من القصل "المنسفة"، وهي وعاء لوضع الخبز عليه، و"الجونة" وعاء لحفظ القمح والحبوب والطحين وتتسع لحوالي 30كغ، وتبدأ المرأة صناعتها بنفس طريقة صناعة الطبق، وعندما تصل إلى الحجم المناسب تبدأ تشكيل حافة جدار دائري لها، وتستمر ببناء الحافة الجدارية من القش حتى تصل إلى ارتفاع مناسب، وتمتاز بكبر حجمها، إضافة لـ"المرجونة" وهي وعاء يحفظ الخبز طرياً، ويخزّن البيض فيه، هرمية الشكل ولها غطاء، و"القُبْعَة" تصنع بنفس طريقة صنع "الجونة"، وهي وعاء يستخدم لحفظ ونقل المحاصيل أو أي مواد أخرى وتصنع من القش، وأغلب الأحيان يكون قطر القبعة 25سم تقريباً، وأكثر القبعات تصنع ملونة مزخرفة، وتستخدم كمكيال للدقيق، ويحمل فيه الدقيق المستخدم عند عملية إعداد الخبز في الطابون، إضافة لـ"طبق العجين" وهو وعاء توضع عليه أقراص العجين قبل خبزها».

أشكال وأحجام مختلفة
تحضير سيقان القمح