لأهل "حوران" عادات وتقاليد تجري في مناسبة الختان لأولادهم، ومنها غناء الأهازيج الخاصة بهذه المناسبة وتوزيع الحلوى، كما يضعون في أيدي الأطفال باقات من الورد تجمع من الورد الجوري والورد الحوراني المسمى "طاب فلسطيني".

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 8 تشرين الثاني 2014، السيد "محمد فتحي المقداد" أحد المهتمين بالتراث الحوراني، الذي حدثنا عن "طهور" الطفل قائلاً: «في "حوران" العديد من العادات والتقاليد التي تجري في مناسبات الختان لأولادهم، في البداية الرجال يجلسون في المضافة يتجاذبون أطراف الحديث ويحتسون القهوة العربية، وهي رمز للضيافة، وهم ينتظرون موعد الغداء الذي سيحضر بعد الظهر، وقبل سنوات عابرة كان الرجل الذي يقوم بعملية الختان يأتي من المدينة ويسمى "المُطَهّر"، حيث تعد عملية الختان من الطهارة التي تقتلع مكان النجاسة التي تستتر تحتها، وكان يردد الرجال والنساء العديد من الأغاني خلال هذه المناسبة، ومن هذه الأغاني المتداولة الخاصة بمناسبة الطهور:

قديماً كانوا يتركون أولادهم حتى يبلغوا من العمر عدة سنين، حيث يصل الطفل لعمر عشر سنوات وهو لم يختن، وينتظر معظم الناس حتى الصيف حيث تكثر المناسبات والأفراح، وتعد مناسبة الختان من الأفراح التي تقرع لها الدفوف وتذبح الذبائح، وتقام الولائم ويجتمع الأهل والأحبة والأصدقاء، والنسوة يهزجن الأغاني البديعة التي تطرب لها الأذن بنغمة خاصة لمثل تلك المناسبة، وتتعالى الزغاريد الجميلة من أفواه النساء عند انتهاء عميلة الختان، وتبدأ حفلة الغناء بشدة وحماس مترافقة برقص النساء على نغمات الأغاني مع التصفيق بإيقاع يتناغم برهافة دون أن تنشز إحداهن

"واكربي زنارك يا أم المُطهّر... واكربي زنارك

مفتي درعا والسويداء

عابرين على دارك... حسّ المطهِّر... عابرين على دارك".

وهذا يعني أن النساء القادمات للمناسبة بدعوة من أم الصبي، ينادين عليها أن تشد الحزام الذي تضعه على خصرها، لتعرف ضيوفها وتقوم بالواجب الذي يليق بهن، والمقطع الثاني يعني إننا جئنا عابرين أي داخلين إلى دارك، لما سمعن صوت المطهر ذلك الرجل الذي يقوم بالختان، ولتأكيد المجيء يرددن "عابرين" أي داخلات إلى دارك».

الطفل بعد الطهور

ويتابع: «قديماً كانوا يتركون أولادهم حتى يبلغوا من العمر عدة سنين، حيث يصل الطفل لعمر عشر سنوات وهو لم يختن، وينتظر معظم الناس حتى الصيف حيث تكثر المناسبات والأفراح، وتعد مناسبة الختان من الأفراح التي تقرع لها الدفوف وتذبح الذبائح، وتقام الولائم ويجتمع الأهل والأحبة والأصدقاء، والنسوة يهزجن الأغاني البديعة التي تطرب لها الأذن بنغمة خاصة لمثل تلك المناسبة، وتتعالى الزغاريد الجميلة من أفواه النساء عند انتهاء عميلة الختان، وتبدأ حفلة الغناء بشدة وحماس مترافقة برقص النساء على نغمات الأغاني مع التصفيق بإيقاع يتناغم برهافة دون أن تنشز إحداهن».

بينما قال السيد "خالد عويضة" أحد المهتمين أيضاً بالتراث الحوراني: «من طقوس تلك المناسبة رش الحلوى على الولد عند خروجه من الغرفة إلى رحاب الدار وتقديم الهدايا والنقوط، و"النقوط" هو عبارة عن مبلغ مادي يقدم على سبيل المساعدة وهو متبادل في المناسبات بين الأهل والأصدقاء، وكان الأهل في هذه المناسبة أيضاً يحضرون الدفوف من جلود الماعز، وينظفون الدار ويجهزون المكان على أحسن ما يكون ويدعون الأهل والأقارب والأصدقاء، ويلبسون الصبي "جلابية" بيضاء، ويضعون في يده باقة من الورد يجمعونها من الورد الجوري والورد الحوراني المسمى "طاب فلسطيني"، ويردد الأهالي في المنطقة الغربية وأهمها منطقة "الشجرة" العديد من الأغاني بهذه المناسبة، منها:

السيد خالد عويضة

"إيدك..إيدك... يا مطهر الصبيان... إيدك

لا توجع "محمد" بنقطع إيدك".

وهنا الأغنية التي تردد على ألسنة الحاضرات من النسوة، يحذرن فيها المُطهر أن يخفف يده بعملية الختان، وأن لا يتسبب بالوجع للصبي وعلى سبيل المثال اسمه "محمد"، الذي يبكي خوفاً من الدم والألم، وتلك العملية تجري من دون مواد مخدرة، وإذا حصل الوجع سننتقم منك بقطع يدك بدل الوجع الذي سببته لمحمد».

وكثيراً ما كانت تقام الأفراح لعدة أيام مثلها مثل العرس، هذا ما أضافه السيد "عبيدة الزعبي" بالقول: «عادة ما يتأهب لهذه الفرحة أهل المولود بوقتٍ كاف قبل عملية الطهور، حيث تقام الأفراح والولائم، ويلبس الطفل لباساً خاصاً لهذه المناسبة، وتغنى أغان خاصة، وكانت عملية الطهور تتم من قبل المطهر الذي كان يتجول بين البلدات لهذا الغرض، وكان يجمع أطفال العائلة الواحدة في أحد المنازل، من أهمية الحدث واحتفالاً برجولة هذا الطفل، الذي أصبح يشب على الرجولة، وكثيراً ما كانت تقام الأفراح لعدة أيام، وكثيراً ما كانت تصل إلى أسبوع، مثلها مثل العرس، وهو ما يعني أن العائلة ازدادت فارساً ومدافعاً عن حياض الأسرة والعشيرة، والقيام بأعمال الحصاد والفلاحة مساعداً لوالده وأعمامه».