لا يزال تكحيل المواليد الجدد عادة تقليدية متبعة، باعتبارها تمثل جانباً من الموروث الشعبي "الحوراني" الغني بهذه العادات، تناقلتها الأمهات التي ورثتها عن الجدات.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 13 تشرين الأول 2014، السيد "محمد فتحي المقداد" أحد المهتمين بالتراث الحوراني، فقال عن عادة "تكحيل الطفل": «تعودت جداتنا وأمهاتنا على تكحيل عيون الأطفال بعد الولادة وحتى عامين، ظناً منهن أن الكحل يحمي عين الطفل من الأمراض وكبديل من القطرات الطبية، كما يعتقدون أنه يساعد في توسيع عيون الطفل، مما يساعد على تقوية النظر وزيادة كثافة رموش العين وشعر الحواجب».

ما زالت هذه العادة متبعة في الكثير من قرى ومناطق ريف "حوران"، فهي صحيحة وتفيد العين كما يعتقد الكثيرون ممن يمارسونها، وغالباً ما يركز كبار السن في العائلات على هذه المسألة لاعتقادهم أنها تساعد في تجميل وتوسيع عين الطفل حديث الولادة

بينما تحدث السيد "خالد عويضة" أحد المهتمين بالتراث الحوراني عن هذه العادة بالقول: «ما زالت هذه العادة متبعة في الكثير من قرى ومناطق ريف "حوران"، فهي صحيحة وتفيد العين كما يعتقد الكثيرون ممن يمارسونها، وغالباً ما يركز كبار السن في العائلات على هذه المسألة لاعتقادهم أنها تساعد في تجميل وتوسيع عين الطفل حديث الولادة».

المكحلة والعود

الحاجة "سكرة العواد" قالت عن هذه العادة المتداولة بكثرة في "حوران": «أنا أقوم بتكحيل أولادي، وأولاد أبنائي منذ الصغر، لأن "تكحيل الطفل" الوليد عادة ما زلنا نتداولها ونمارسها منذ زمن طويل، ولم يحدث أن تأذى منها أي طفل وليد على مر السنوات الطويلة التي مرت علينا، وسأبقى أكحل عين كل طفل من أقاربي وأبناء الحي الذي أسكن فيه».

الشيخ "بسام المسالمة" مفتي محافظتي "درعا والسويداء" تحدث عن عادة "تكحيل الطفل الوليد" بالقول: «لم يرد شيئاً عن النبي صلى الله عليه وسلم في تكحيل عين المولود بل هي مجرد عادة وتقاليد، وإذا كان الكحل المستخدم لتكحيل عين المولود هو "الإثمد" فإنه يساعد على تطهير العين من الميكروبات أثناء الولادة، أما استخدام الأنواع الأخرى فهو عادة خاطئة، وقد وردت أحاديث كثيرة عن التكحيل منها عن ابن عباس رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "اكتحلوا بالإثمد فإنه يجلو البصر وينبت الشعر"، "رواه الترمذي وحسنه وابن ماجة، وصححه ابن حيان"، وقال "ابن حجر": الإثمد حجر معروف أسود يضرب إلى اللون الأحمر، يكون في بلاد الحجاز وأجوده ما يؤتى من أصفهان، وأيضاً حديث آخر عن "عبد الله بن عباس" رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اكتحل يكتحل في اليمنى ثلاثة يبتدئ بها ويختم بها وفي اليسرى اثنتين، رواه "الترمذي والنسائي وابن ماجة" والإمام "أحمد"، وقال الرئيس "ابن سينا" عن الإثمد إنه يحفظ صحة العين ويذهب وسخ قروحها».

الشيخ بسام المسالمة مفتي محافظتي درعا والسويداء

الدكتور "محمد هزاع" طبيب أطفال تحدث عن الفوائد الصحية لعادة "تكحيل الطفل" في "حوران"، فقال: «إن الأطفال المولودين حديثاً أعينهم تكون عرضة للإصابة ببعض الميكروبات التي تنتقل إليهم أثناء الولادة، ويقوم طبيب الأطفال بإعطائهم قطرات عبارة عن مضادات حيوية فترة أسبوعين بعد الولادة، حيث تمنع أي التهابات محتملة للطفل بعد الولادة، وتكحيل الأطفال في الريف ممكن أن يؤدي إلى فقدان البصر لسببين: أولهما عدم نقاء الكحل واحتوائه على شوائب وميكروبات، وثانيهما عدم استعمال قطرات ما بعد الولادة؛ حيث يعتبر الأهل أن الكحل بديلاً من القطرات العلاجية، وعادة تكحيل المولود، أمر لا بد من التخلص منه، لما فيه من خطورة على عينيه، فالطب لم يورده في تعاليمه قط، بل التكحيل عادة سيئةٌ قد تؤدي إلى تحسس العين أو تهيجها أو جرحها وحدوث التهاباتٍ نحن في غنى عنها».

تكحيل الطفل