لا يزال أبناء "حوران" يمارسون عادات وتقاليد توارثوها عن الرعيل الراحل من أسلافهم، فكانت لهم تركة قيمة ثمينة، ومن هذه العادات "رمي الوجه"، أي الاستنجاد برجل من الوجهاء والشيوخ لمنع شر أو خطر أو خصومة بين شخص وآخر أو قبيلة وأخرى.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 3 تشرين الأول 2014، السيد "خالد عويضة" أحد المهتمين بالتراث الحوراني؛ الذي حدثنا عن هذا التقليد المتوارث بالقول: «"رمي الوجه" هو الاستنجاد برجل من الوجهاء أو الشيوخ لمنع شر أو خطر أو خصومة بين شخص وآخر أو قبيلة وأخرى، والوجه هو أشرف شيء لدى أبناء "حوران"، وقد استعمل في القضاء بمعنى (الشرف، والكفل، والعرض)، فيقال في وجه فلان أو في عرض الكفيل، وهو مهم جداً عند جميع عشائر "حوران" والبدو في مناطق "اللجاة" والأماكن التي يسكنونها في "حوران"، يحافظون على الشخص حتى لا يخدش، مثل العرض تماماً».

"رمي الوجه" هو الاستنجاد برجل من الوجهاء أو الشيوخ لمنع شر أو خطر أو خصومة بين شخص وآخر أو قبيلة وأخرى، والوجه هو أشرف شيء لدى أبناء "حوران"، وقد استعمل في القضاء بمعنى (الشرف، والكفل، والعرض)، فيقال في وجه فلان أو في عرض الكفيل، وهو مهم جداً عند جميع عشائر "حوران" والبدو في مناطق "اللجاة" والأماكن التي يسكنونها في "حوران"، يحافظون على الشخص حتى لا يخدش، مثل العرض تماماً

للوجه حرمة كبيرة عند أهالي وعشائر "حوران"، وهنا يقول الحاج "محمد المحمد" أحد كبار السن في مدينة "المزيريب": «إذا هب رجلان أو قبيلتان للقتال وقال أحد الحضور "رميت وجهي أو وجه فلان بينكما" كف الفريقان عن القتال فوراً، لأن للوجه حرمة كبيرة عند أبناء حوران والبدو، فإذا استمر الفريقان أو الشخصان في القتال بعد "رمي الوجه" قال صاحب الوجه "فلان قطع وجهي"، ودعاه إلى القاضي، فإذا رفض أشهد عليه أربعة شهود وشرع في أخذ "الوثاقة"، وهي عادة قديمة عند أهل حوران وباديتها، وهي قانون أو شريعة وهي أن يقوم شخص بالاستيلاء على إبل شخص آخر كرهن مقابل الحصول على حقه من هذا الشخص، حتى يقبل الذهاب إلي القاضي، ولا بد في هذه الحالة فرض عقوبة على "قاطع الوجه"، وتختلف العقوبة حسب درجة ومكانة الشخص "المقطوع وجهه"».

الاستنجاد بالشيوخ لمنع الخصومة

الوجه معنوياً هو المكانة الاجتماعية لشخص ما، وهو يعني المحافظة على أي التزام يتعهد به الرجل؛ وهنا يوضح السيد "محمد الخالدي" من أبناء منطقة "زيزون": «التراث الفلكلوري الحوراني يشمل أعرافاً متوارثة وآداباً متعددة، تعد شرفاً كبيراً لدى أبناء حوران اكتسبوها من أسلافهم ولا تزال متبعة إلى يومنا هذا، أهمها "رمي الوجه"، والوجه معنوياً هو المكانة الاجتماعية لشخص ما، وهو يعني المحافظة على أي التزام يتعهد به الرجل ويدافع عنه مثل مدافعته عن عرضه، والوجه والكفل شيء واحد، حيث تعني بياض الوجه لمن قام بتأديتها على أكمل وجه وحافظ عليها».

"رمي الوجه" يكون أحياناً أثناء الخلافات والمشكلات، وهنا يتحدث السيد "محمد فتحي المقداد" الباحث في التراث الحوراني: «للوجه كرامة وحرمة في أعراف البادية وأعراف القضاء العشائري، فلا يزال القضاء العشائري يركز على ثلاثة أمور مهمة، وهن: "القتل العمد، والعرض، وتقطيع الوجه"، و"تقطيع الوجه" يعني هنا أن يتم الاعتداء من أحد الطرفين بعد "رمي الوجه". وأحياناً يعني "رمي الوجه" على طالبه ما يعني انتهاءها أو التعهد بعدم المطالبة بها، وفلان هذا هو الكفيل على ذلك، و"رمي الوجه" يكون أحياناً أثناء المشكلة، فيقول أحد المتواجدين المحايدين "عليها وجه فلان"، فيتحتم على الجميع التوقف عن النزاع واحترام الوجه، ومدة الوجه ثلاثة أيام وثلث اليوم يبدأ فيها طلب "العمار"».

الحاج محمد المحمد