ما زال أبناء مناطق "حوران" يحاكون بعض الموروثات القديمة لعادات وخصال وتقاليد الأجداد، منها "الجوار" الذي له مكانة عالية في المدينة ومناطق البادية "اللجاة" التي لا يخرج فيها عن هذا الإطار، بل يؤكد على رسوخ مكارم الأخلاق.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 30 أيلول 2014، السيد "محمد فتحي المقداد" الباحث بالتراث الحوراني ليحدثنا عن مكانة الجار لدى أبناء "حوران": «للجار مكانة رفيعة ومهمة لدى أبناء عشائر "حوران"، ويقسم إلى قسمين حسب المكان والزمان والمسكن، جار البادية وجار الحاضر، في الحاضرة يعني للجار الثابت بنيانه في المدن أو القرى، وهي أن تساعده إذا احتاج هو أو أهله، وترأف بأهله وأطفاله وتزوره في بيته إذا مرض، وتكرمه إذا نزل، ولا تعتدي على جدار بيتك المشترك معه إلا بإذنه، وتحترم حرمة منزله وأهله وضيوفه وتواسيه في مصائبه، وتشاركه معك في الولائم إذا رغب، ومن حقه عليك إذا صنعت طعاماً أن تعطيه منه، وإذا أدخلت فاكهة فإما أن تدخلها سراً أو تعطى له منها حتى لا يغيظ ولدك ولده، وهناك حقوق لا حصر لها، وآخرها أن تتحمل أذاه، وتختلف مراتب الجيران بحسب قربهم وبعدهم، فالأقرب أولى بالبر والإكرام من الأبعد».

القسم الثاني جار البادية وله مثل جار الحاضرة، وله حقوق أكثر في عدة أمور منها: أن الجار البدوي هو الذي ينزل معك ويشد، وإذا أراد فراقك فارقك وأبعد عنك، وله مثل جار الطنب إلا في الشراكة فهو أقل درجة منه، وبذلك يجب المحافظة على الجار والدفاع عنه والأخذ بثأره إن قتل

جار البادية له مثل جار الحاضرة، وله حقوق أكثر في عدة أمور، وهنا يحدثنا السيد "خالد عويضة" أحد المهتمين بالتراث الحوراني: «القسم الثاني جار البادية وله مثل جار الحاضرة، وله حقوق أكثر في عدة أمور منها: أن الجار البدوي هو الذي ينزل معك ويشد، وإذا أراد فراقك فارقك وأبعد عنك، وله مثل جار الطنب إلا في الشراكة فهو أقل درجة منه، وبذلك يجب المحافظة على الجار والدفاع عنه والأخذ بثأره إن قتل».

جار الطنب

الاعتناء والاهتمام بالجار من أهم العادات والخصال الحميدة في "حوران"؛ هذا ما أشار إليه الحاج "محمد المحمد" أحد المهتمين بالتراث بالقول: «ما زالت مناطق وأبناء "درعا" يحاكون بعض الموروثات القديمة لعادات وتقاليد الأجداد، ومن أهم هذه العادات والخصال الحميدة الاهتمام والاعتناء بالجار، وهو عند أبناء المنطقة البدوي الذي يجاور الآخرين الذين ينتمون جميعاً إلى عشيرة واحدة وفي مضارب واحدة، وهذا لا تشمله حماية لأنه بين أفراد قبيلته وبني عمومته، إلا أنه يدخل في باب آخر من أبواب الحماية، فالتعبير بلفظ الجار غالباً ما يكون عن الغريب الذي ينتمي إلى عشيرة أخرى».

للجوار عند بادية "درعا" و"اللجاة" خصوصاً أحكام مختلفة تبعاً لنوع الجوار، وهنا يقول الحاج "محمود الدوس" أحد كبار السن في مدينة "درعا": «إكرام الجار أمر تفرضه الأخلاق العربية، وللجوار عند أبناء وعشائر حوران أحكام مختلفة تبعاً لنوع الجوار، فهم يميزون بين الجار الذي لجأ إليهم طلباً للحماية، والجار الذي لجأ للاستئناس من وحشة "الفلا"، أو طلباً للمرعى، وما شابه ذلك، كما يميزون بين الجار الذي ينتمي إلى نفس العشيرة والجار الذي ينتمي إلى عشيرة أخرى، وجار "الطنب" أي الذي يربط شاد بيت الشعر أو الخيمة في بيتك أو خيمتك، فله الحق الأول دون الآخرين لأنه عشير طعام ومنام، وله أن تثور له باسترداد حقه من القاصي والداني، ويصبح شريكاً لك إلا فيما حرم الله حتى يرحل عنك، ويفرق بعضهم بين أنواع الجوار تبعاً للضعف والقوة، فهناك جار غني له حقوق الجار المعروفة من تقدير واحترام وإيثار وإكرام، وهناك جار ضعيف لاجئ لديك تجب حمايته».

السيد خالد عويضة
دعوة الجار في المناسبات