"تمليع الطفل" من العادات والممارسات التي تتبعها الأمهات وكبار السن مع المولود الجديد في "حوران"، حيث تكسب الطفل ليونة في مفاصله فهي بمنزلة تمارين رياضية بسيطة.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 26 أيلول 2014، السيدة "وداد خياط" وهي من كبار السن في المنطقة، لمعرفة المزيد حول هذه العادة لدى أبناء "حوران"، فقالت: «عادة "التمليع" عادة قديمة لا تزال متداولة في "حوران"، حيث يكون الطفل دائماً في حالة بكاء نتيجة ألم في أحد الأكتاف أو الكتفين، وإذا حملته والدته يزيد من حالة البكاء، وتكون هذه الحالة في الأشهر الستة الأولى، وبعد "تمليع" الطفل يصح ويصبح بحالة جيدة».

عادة "التمليع" عادة قديمة لا تزال متداولة في "حوران"، حيث يكون الطفل دائماً في حالة بكاء نتيجة ألم في أحد الأكتاف أو الكتفين، وإذا حملته والدته يزيد من حالة البكاء، وتكون هذه الحالة في الأشهر الستة الأولى، وبعد "تمليع" الطفل يصح ويصبح بحالة جيدة

"سكره العواد" في الثمانين من عمرها وجدة لنحو 15 حفيداً، تقول عن هذه العادة: «أقوم بتمليع أولادي وأحفادي منذ الصغر، وقمت بهذه العادة لجميع أطفالي وأحفادي على حد سواء، إضافة لأطفال الحي والقرية وأقاربي، فلدي معرفة واطلاع على هذه العادة، وعند بدء الطفل بالبكاء واستمراره فيه أعرف أنه "مملوع"؛ أي تملصت أكتافه، فأقوم بعملية "التمليع" فوراً وأفضل القيام بهذه العادة مساءً حين يكون جسم الطفل مرتخياً، وبعد تناول الحليب من أمه، بعدها أقوم بـ"التمليع" ليبقى نائماً لفترات طويلة قد تمتد إلى الصباح».

تمليع الطفل

السيدة "فهيدة الخالدي" "أم نواف" قالت عن هذه العادة: «عادة "تمليع" الطفل واحدة من أهم العادات المتداولة منذ زمن بعيد في "حوران"، تستعملها السيدات المتقدمات في السن ويمارسن هذه العادات منذ زمن طويل، فالطفل الذي يكون "مملوعاً" لا ينام ولا يترك أهله وعائلته تهدأ أو ترتاح، حيث يبقى دائماً بحالة بكاء وألم».

وعن طريقة تمليع الطفل تقول الحاجة "حمدة المصطفى" "أم ياسر": «عملية تمليع الطفل الوليد تقوم على عدة مراحل، في البداية نقوم بخلع ثياب الطفل، ثم نضع مكان "الملع" على الأكتاف زيت الزيتون، ونقوم بمسحه مكان الملع، وندهن بشكل متواصل لعدة دقائق من الأمام والخلف، والتركيز على الأعصاب المنشدة وتدليكها، ثم نحضر "محرمة" أي "إيشار" نسائي طويل، ونقوم بلفه على كتف الطفل من الخلف والأمام وعلى كلتا اليدين، ونقوم بربطه بشكل جيد ثم نلفه بالقماط الخاص به، ونضع الطفل على الرأس، ثم نبدأ عملية الضغط لتثبيت الكتفين، بعدها نضعه على قدمي من تقوم بعملية "التمليع"، وهما ممدودتان، ونقوم بدحرجة الطفل على القدمين ذهاباً وإياباً عدة مرات، بعدها نضعه في سريره أو على الفراش ونتركه لينام، وإذا احتاج الأمر مرة أخرى نقوم بتكرار الأمر مرة أخرى بعد عدة أيام، بعدها يرتاح الطفل وينام».

السيد خالد عويضة

ويقول السيد "خالد عويضة" أحد المهتمين بالتراث الحوراني: «لا تزال مناطق وقرى ريف "حوران"، تمارس العديد من العادات والتقاليد التي تنم عن الفلكلور والتراث الشعبي في "حوران"، وللطفل الوليد الكثير من العادات المتبعة التي تمارسها النساء الكبار بالسن، ومن أهم العادات على الإطلاق "تمليع الطفل"، التي تتلخص بلف الطفل وتدليك مكان الألم بالزيت وربطه جيداً، حيث لا ينفك، ويبقى من ليلة إلى ثلاث ليال مربوطاً، وبعدها يفك الرباط عن جسمه».

الدكتور "محمد هزاع" اختصاصي أطفال، تحدث عن الفوائد الصحية لعادة "تمليع الطفل"، وما تمثله من موروث شعبي في "حوران"، فقال: «"تمليع الطفل" عادة متوارثة في "حوران"، وما زالت السيدات المتقدمات بالسن يعملن على إجراء تحريك وتصالب اليدين وشد الأوتار، فهذه العملية بمنزلة إجراء نوع من أنواع التمارين الرياضية، وعدم حدوث اليبوسة المفصلية لدى الأطفال نتيجة وضعيات محددة نتيجة لف الطفل بالقماط، ويخشى أحياناً من حدوث خلع أو تحت الخلع نتيجة الشد من السيدات؛ عند ممارسة التمارين للطفل».

راحة الطفل بعد التمليع