لأبناء "حوران" والبدو قديماً وحديثاً عادات تنبع من البيئة السليمة والفطرة النقية، ومن العادات "الحسنى"، التي يُفتخَر بها لأنها فعل طيب، وتعني المعروف الذي يفعله الإنسان مع أخيه الإنسان.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 8 كانون الثاني 2014 السيد "حسين الشمري" أحد المهتمين بالتراث الحوراني فقال عن "الحسنى": «عادات كانت شائعة عند أهالي "حوران" والبدو خاصة في المناطق التي كانت تعتمد في حياتها اليومية ومعيشتها على الماشية، وهنا من الواجب علينا أن نذكر بعادات آبائنا وأجدادنا، ليتعرف أبناؤنا ما كان عليه الآباء والأجداد، ومن هذه العادات والصفات الحسنة "الحسنى"، وتعني المعروف الذي يفعله الإنسان مع أخيه الإنسان، ويسمى فاعل المعروف صاحب "الحسنى"».

عادات كانت شائعة عند أهالي "حوران" والبدو خاصة في المناطق التي كانت تعتمد في حياتها اليومية ومعيشتها على الماشية، وهنا من الواجب علينا أن نذكر بعادات آبائنا وأجدادنا، ليتعرف أبناؤنا ما كان عليه الآباء والأجداد، ومن هذه العادات والصفات الحسنة "الحسنى"، وتعني المعروف الذي يفعله الإنسان مع أخيه الإنسان، ويسمى فاعل المعروف صاحب "الحسنى"

لـ"الحسنى" العديد من الأنواع والصفات المهمة في الرجل، والأولى منها: "حسنى العرض"؛ وعنها يقول السيد "محمد النجم الخالدي" أحد الوجهاء في المنطقة: «"حسنى العرض" هي إنقاذ فتاة من مصيبة حلت بها، إن كانت حالة عرض أو مشكلة في العائلة، أو في حالة "الخطيفة"، حيث تجد شاباً في ربوع عمره وفي نضج حياته قد عشق ومن ثم تطور عشقه إلى "الخطيفة" وتزوج، وهنا عند قيام الشاب بخطف الفتاة توضع عند أحد الوجهاء في العشيرة أو العائلة، ويقوم بحماية الفتاة حتى عقد الصلح وتزويج الفتاة برغبة من أهلها، عادات ذهبت واندثرت مع أنها الأجمل والأنقى والأسمى بين العائلات والعشائر».

صور التكافل الاجتماعي

"حسنى المال" هي أحد أنواع "الحسنى" لدى أبناء حوران والبدو؛ وعنها يتابع الحديث السيد "محمد المحمد" أحد كبار السن في مدينة "درعا" فيقول: «من عادات البدو الافتخار بـ"الحسنى" لأنها فعل طيب، فعادات العرب قديماً تنبع من البيئة السليمة والفطرة النقية، و"حسنى المال" هي إغاثة الرجل فترد ماله إليه عندما يكون أحدهم أودع مبلغاً من المال أو باعه سلعة بالدين ولم يستوفها، فيرد الحق عن طريق الوجهاء إلى صاحبه، أو يقوم أحد الوجهاء بعد "الدخالة" عليه بدفع المال إلى صاحبه، ومن ثم يقوم بالصلح والتراضي بين الطرفين».

ومن العادات الحسنة أيضاً التكافل الاجتماعي بين أفراد العائلة؛ وهنا يقول السيد "محمد فتحي المقداد" الباحث في التراث الحوراني: «من صور التكافل الاجتماعي في العائلات والقبائل ما يقدم إلى الشخص المقبل على الزواج من مساعدات مالية وعينية، وكذلك من صور التكافل الاجتماعي ما يحصل من تجمع للقبائل، وقيام كل فخذ من العائلة أو مجموعة يجعلون لهم ما يسمى صندوق الجماعة، يخصص لما يحدث لأحد أفراد القبيلة وللحوادث التي تحصل عندهم، ومن العادات ما كان يحصل بين الجيران من تكافل، وكل واحد يسد مكان الثاني إذا غاب في طلب الرزق لعياله، ويعتبر عيال جاره أكثر من عياله وهنا يقول الشاعر: "ترا الخوي والضيف والثالث الجار... إحقوقهم عليك مثل الفريضة".

السيد محمد المحمد

ومن العادات الحسنة التي انقرضت، تيسير أمور الزواج من المهر والتكاليف وعدم الإسراف في الولائم».

اجتماع حسنى العرض