الموروث الشعبي لدى أبناء "حوران" غني بالعادات والمعاني والمسميات، يختلف من منطقة إلى أخرى اختلافات بسيطة، وتبقى لها نفس المعاني، ومنها أسماء الأوقات مثل: "المسرى والمسراح والضحوية"، فهي جسر يربط الأصالة والماضي بالحاضر.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 10 كانون الثاني 2014 السيد "خالد عويضة" أحد المهتمين بالتراث الحوراني؛ فقال عن "مسميات الأوقات": «تختلف المسميات في مناطق "حوران"، ومنها "الظوية" وتعني أن مجموعة من الناس قد وصلوا بعد رحلة إلى مكان آخر وقت المغرب وقبل أن يدخل الليل، فيقال حينذاك: إنهم "ظووا" إلى المكان الذي يريدون الوصول إليه، وأيضاً "المسرى" أي المسير والارتحال ليلاً؛ فيقال: "سرينا" أو "بنسرى" أو "سرو الجماعة"؛ تعني أنهم انتقلوا من مكان إلى مكان ليلاً بعد العشاء. وتقسيمات الليل لها مسميات مختلفة أهمها "العتمة"، وهي عتم الليل بمعنى مرّ منه قطعة، والعتمة هي ثلث الليل الأول بعد غيبوبة الشفق، أو وقت صلاة العشاء الأخير، ومن المسميات "السدفة" وهي سواد الليل، و"الزلفة" وهي ساعات الليل الآخذة من النهار وساعات النهار الآخذة من الليل، والفحمة فحمة الليل أوّله، أو اشتدّ سواده أو ما بين غروب الشمس إلى نوم الناس خاصة في الصيف».‏

"مسميات الأوقات تحيي مفردات قديمة وغالية في تراثنا، مازال كبار السن "الشيبان" يرددونها حتى وقتنا هذا، وسمى أبناء "حوران" والبادية قديماً ساعات النهار عدة أسماء الساعة الأولى سميت الذروة، والشروق وهو شروق الشمس، والثانية سميت البزوغ، والثالثة سميت الضحى، والخامسة سميت الهاجرة، والسابعة سميت العصر، والثامنة سميت الأصيل، والتاسعة سميت الصبوب، والحادية عشرة سميت الغروب

مسميات الأوقات في "حوران" جسر من جسور تربط الأصالة والماضي بالحاضر؛ وعن هذا يقول السيد "جاسم المحمد" أحد أبناء المنطقة: «إن موضوع مسميات الأوقات في "حوران" جسر من جسور تربط الأصالة والماضي بالحاضر، ومن أهم المسميات لدينا "الهجور" حيث جرت العادة عند شيوخ وزعماء القبائل والعائلات تأخير وجبة الغداء، حيث يقيم الشيخ "كرمة" أو عزيمة ما بين صلاتي الظهر والعصر، أو تكون قريبة إلى العصر، والمقصود منها هو تجميع الناس من حاشية وضيوف في وقت واحد. ومن المسميات الشائعة "الضحوية": أي وضوح رؤية الشمس كاملة وتقال كتوقيت، وتعني وقتاً ما لا هو الصبح ولا هو الضحى، وإنما هو "الضحوية"، والكلمة مأخوذة من كلمة الضحى ويستفاد منها قديماً في تحديد الوقت».‏

ساعات الليل الآخذة من النهار

مسميات الأوقات كثيرة كان الأجداد يشعرون بها ولكل ساعة مسمى وهنا يقول السيد "محمد فتحي المقداد" الباحث في التراث الحوراني: «مسميات الأوقات كثيرة مثل: "العشي والغدوة البكور" وتقريباً كانوا يعرفونها بالتحديد ويشعرون بها ولكل ساعة تقريباً مسمى، ومعرفتهم للوقت من إحساسهم بالطبيعة والوقت خصوصاً في الليل، ومن فترات الأوقات المهمة في حياة أبناء حوران "العصير"؛ وتعني الوقت خلال فترة العصر، وهي تصغير كلمة العصر وتستخدم للفترة ما بعد صلاة العصر إلى ما قبل صلاة المغرب، فيقال: "يا فلان ألتقيك في وقت العصير" أي عصراً بعد الصلاة».‏

ويقول السيد "عبدو الحريري" أحد سكان منطقة "الحراك" عن مسميات الأوقات: إنها مفردات قديمة وغالية في تراثنا، ويتابع: «"مسميات الأوقات تحيي مفردات قديمة وغالية في تراثنا، مازال كبار السن "الشيبان" يرددونها حتى وقتنا هذا، وسمى أبناء "حوران" والبادية قديماً ساعات النهار عدة أسماء الساعة الأولى سميت الذروة، والشروق وهو شروق الشمس، والثانية سميت البزوغ، والثالثة سميت الضحى، والخامسة سميت الهاجرة، والسابعة سميت العصر، والثامنة سميت الأصيل، والتاسعة سميت الصبوب، والحادية عشرة سميت الغروب».‏

السيد خالد عويضة
فترة العصير وتجميع الرجال