على الرغم من بساطة العيش وبساطة الحياة لدى عائلات وعشائر "حوران"، إلا أنها ذات نظام ثابت راسخ يقوم على العادات الأصيلة، وإحدى هذه العادات "الثلاث السود"، إذ يحذرون منها لأنها تقلل من قيمة من لا يجتنبها.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 30 كانون الأول 2013 السيد "حسين الشمري" أحد المهتمين بالتراث الحوراني فقال عن عادة "الثلاث السود": «لأن طبيعة حياة العديد من العائلات في "حوران" والقبائل العربية التي كانت -ومازالت- تسكن المنطقة الجنوبية، يغلب عليها التنقل من مكان إلى آخر طلباً للماء والطعام دون التزام بمكان معين أو حدود معروفة، كان لا بدّ لهم من مصطلحات وعادات ذات معانٍ أصيلة، قد يفوت علينا معرفتها مع تطور الحياة المدنية، ومن هذه المصطلحات المشهورة "الثلاث السود"، وهي من العادات التي يفضلون ألا تكون في أي شخص منهم، فهي من الكبائر والعادات غير المحببة، وهنا يقول أحد الشعراء في العادات السود:

الثلاث السود من العادات والتقاليد غير الراسخة، أو الراسخ إنها خطأ ووبال على فاعلها عند أهل البادية وفي منطقة "اللجاة" وعائلات "حوران"، ومن يعمل بها يعتبر رجلاً لا قيمة كبيرة له عند ربعه وعند القبائل كافة، ومن هذه العادات أن يقوم الرجل بتزويج ابنته إلى رجل ثم يكثر من الذهاب إليها، أو ينام في بيتها، أو يأخذها من بيت زوجها لغرض خاص بعائلته، فيكون فعله هذا منافياً لما جاء في طاعة المرأة لزوجها ويكون عاراً عليه وعلى ابنته، وهذا أمر غير مرغوب فيه عند الناس الوجهاء الذين لهم شأن عند عشائرهم، ومن مرافقات هذه العادة عدم حضور حفل زواج الرجل لابنته هو أو أحد أفراد العائلة من الشباب، إنما تحضر النساء لمرافقة العروس في رحلة الفرح إلى بيت زوجها، وحضور حفل الزواج والزفاف

"أهلنا ما بها من يحاكين....... محذا الثلاث السود والمرح الأسمال

شاري البل ومودعها

اقفوا كما مزن نشـأ بأول الحين..... مزن بدت غريبة العصـر وأنجال".

والأولى منها: "شاري البل ومودعها"، أي يشتري الرجل الإبل ثم يدعها أمانة عند غيره، فتصبح عاراً عليه، وعلى الآخر الذي قبلها».

السيد محمد فتحي المقداد

العادة الثانية من "الثلاث السود": "مزوج البنت وتابعها"، وهنا يقول السيد "خالد أبو عويضة" أحد المهتمين بالتراث الحوراني: «الثلاث السود من العادات والتقاليد غير الراسخة، أو الراسخ إنها خطأ ووبال على فاعلها عند أهل البادية وفي منطقة "اللجاة" وعائلات "حوران"، ومن يعمل بها يعتبر رجلاً لا قيمة كبيرة له عند ربعه وعند القبائل كافة، ومن هذه العادات أن يقوم الرجل بتزويج ابنته إلى رجل ثم يكثر من الذهاب إليها، أو ينام في بيتها، أو يأخذها من بيت زوجها لغرض خاص بعائلته، فيكون فعله هذا منافياً لما جاء في طاعة المرأة لزوجها ويكون عاراً عليه وعلى ابنته، وهذا أمر غير مرغوب فيه عند الناس الوجهاء الذين لهم شأن عند عشائرهم، ومن مرافقات هذه العادة عدم حضور حفل زواج الرجل لابنته هو أو أحد أفراد العائلة من الشباب، إنما تحضر النساء لمرافقة العروس في رحلة الفرح إلى بيت زوجها، وحضور حفل الزواج والزفاف».

وأهالي البادية و"اللجاة وحوران"، تربّوا على نبذ العادات المسيئة، وثالثة "الثلاث السود" المنبوذة: "شيخ القوم وخاينها"، وعنها يقول السيد "محمد فتحي المقداد" الباحث في التراث الحوراني: «"شيخ القوم وخاينها"؛ من يخون القوم الذين انتخبوه لقيادتهم في شؤون العشيرة والعائلة، فهذه العادة من أهم وأكبر المعيبات في العشيرة، يجب عليه رعاية أفراد العشيرة، فسلطة الشيخ والزعيم هي أعلى مستويات السلطة‏‎ ‎في حياة القبيلة ووحداتها الاجتماعية الأخرى، ويجب على الشيخ المنتخب أو المنتدب أن يبتعد عن الأنانية والتكبر والانعزال عن أبناء القبيلة، وعدم استنقاص بعض أبناء القبيلة والتفرد والاستقلال باتخاذ القرارات، فهو المقدم على الأقران جميعاً، والمكلف ويجب عليه تمثيل القبيلة بشكل مشرف وقيادة القبيلة لتحقيق مصالحها واحتواء جميع المستويات الفكرية لأبناء القبيلة، وحل الخلافات التي تنشأ بين أفراد القبيلة دون محاباة لطرف على حساب آخر، ويجب أن يتخطى بعض العيوب، ومنها خيانة من انتخبه ليبقى له شأن وكلمة ومجلس بين رجال العائلة والعشيرة».

شيخ القوم وخاينها