للخيول العربية ألوان ميزتها ودخلت ضمن تسميتها، واختلطت بعادات وتقاليد المجتمع الحوراني، حتى إنها شكلت حالة روحانية أبرزت أهم مظاهر جمالها؛ فالألوان التي يتفاءلون بها يطلقونها على خيولهم، والألوان التي يتشاءمون منها يغيرون اسمها لتتلاءم مع أذواقهم.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 11 كانون الأول 2013 السيد "محمد الخالدي" أحد وجهاء وكبار السن في مدينة "درعا" فقال عن ألوان الخيل وأهميتها لدى أبناء "حوران": «كان الحصان ومازال رمزاً للبطولة والشجاعة لدى أبناء "حوران" والمنطقة الجنوبية، وحياة البدوي ومستقبل عشيرته تعتمد إلى حد كبير على حسن تربية الخيول وتحسين سلالاتها، ولهذا فإن ابن "حوران" يزود فرسه بالطعام الجيد، ليضمن لها صحة جيدة تمكنه من ركوبها في أي وقت، لأنه لا يستطيع التنبؤ بالزمن الذي تدعو إليه الضرورة لاستعمالها، وبهذا المعنى يقول البدو: "ما ينفع العليق يوم الغارة"، ويعدّ لون الخيل من أهم مظاهر جمالها، واللون ليس من الصفات الشكلية الثابتة؛ بل إنه يتغير ويتبدل بالانتخاب والعمر، ويتغير لون المهر عادة عندما يكبر».

كان الحصان ومازال رمزاً للبطولة والشجاعة لدى أبناء "حوران" والمنطقة الجنوبية، وحياة البدوي ومستقبل عشيرته تعتمد إلى حد كبير على حسن تربية الخيول وتحسين سلالاتها، ولهذا فإن ابن "حوران" يزود فرسه بالطعام الجيد، ليضمن لها صحة جيدة تمكنه من ركوبها في أي وقت، لأنه لا يستطيع التنبؤ بالزمن الذي تدعو إليه الضرورة لاستعمالها، وبهذا المعنى يقول البدو: "ما ينفع العليق يوم الغارة"، ويعدّ لون الخيل من أهم مظاهر جمالها، واللون ليس من الصفات الشكلية الثابتة؛ بل إنه يتغير ويتبدل بالانتخاب والعمر، ويتغير لون المهر عادة عندما يكبر

يهتم أبناء "حوران" بلون الحصان وهناك العديد من الألوان المفضلة لديهم، وهنا يقول السيد "خالد عويضة" أحد المهتمين بالتراث الحوراني: «يفضل أبناء "حوران" العديد من ألوان الفرس والخيل الأصيلة، ومن أهم الألوان المحببة والدارجة التي يتفاخر بها مربو الخيل "الفرس الشقراء" وهي من الخيل ذات اللون البني الفاتح الذي يضرب إلى الصفرة، ويعدّ اللون الأشقر تابعاً أو متفرعاً من اللون "الأدهم"؛ وهو ما كان لونه مزيجاً بين اللونين الأحمر والأصفر وله عدة درجات، وهي: الأشقر الذهبي وهو ما شابه لون الذهب، والأشقر الفاتح وهو ما كثرت صفرته على اللون الأحمر، ومن الألوان الجميلة أيضاً اللـــون الأحمر، وهو من الألوان المحببة لدى أبناء "حوران" وخصوصاً في بادية "اللجاة"، حيث يكون لون جسمه ما بين الحمرة والسواد، أما الذيل فلونه أســود، ويقول أحد الشعراء في وصف الخيل الأحمر:

الفرس الشقراء

"شفي على حمرا وحمرا تباريه / حمرا ولحم سيقانها بضهرهــــا

لا غارت على قوم نوخذ نواديــه / ويلــوذ راعــي الدوبلى بنحـرهــا

الحاج محمد المحمد

تميل على جال وجال تراعــــيه / يشداك فقعات الزبيدي حفرهـا"».

الألوان التي يتفاءلون بها يطلقونها على خيولهم، يقول الباحث في التراث الحوراني "محمد فتحي المقداد": «من المعروف أن ألوان الحيوانات والماشية لها أسماءٌ مختلفة عند سكان وأهالي "حوران" والبدو خاصة، فالألوان التي يتفاءلون بها يطلقونها على إبلهم وخيولهم، والألوان التي يتشاءمون منها يغيرون اسمها لتتلاءم مع أذواقهم، وترتاح لها أنفسهم ولا يجدون حرجاً في نطقها والتلفظ بها. وقد يطلقون على اللون الواحد أكثر من اسم، كما هو الحال في اللون الأبيض، فهو في الخيل شيء وفي الإبل شيء آخر، ومن أهم الألوان التي يفضلها الفارس اللـــون الأسود "الأدهم" يكون فيه لون الجسم والذيل والمعرفة والقوائم أسود "السواد الخالص"، والفرس "الأدهم الخالص" هو الذي تشتد خضرته حتى يصفو سواده، ويذهب ما يخالط الخضرة من الغبرة. ويعد "الأدهم الخالص" أشد الخيل الدهم سواداً، وأصفاها شعراً ولوناً، وتسمى الأنثى "دهماء"، ويقال "ملوك الخيل دهمها"، ولكون الخيل محبوبة عند السكان فمهما اكتست من ألوان تظل قيمتها كبيرة ومنزلتها سامية في نظرهم».

الفرس الصقلاوية

يعتني أبناء "حوران" بالخيول العربية الأصيلة باستمرار ويولونها الرعاية التامة كأنها فرد من أفراد الأسرة، وهنا يقول السيد "عايد الزعبي" أحد المهتمين بالخيول والمواظب على تربيتها والاعتناء بألوانها باستمرار: «تعدّ الخيول لدى أبناء "حوران" أفضل الحيوانات فهم يعتنون بها باستمرار، ويولونها الرعاية التامة كأنها فرد من أفراد الأسرة، فمن أولى مظاهر المكانة الاجتماعية الرفيعة اقتناء الأجود من الخيول، وتصنف الخيول أصنافاً حسب سلالاتها ونسبها وألوانها التي تتعدد ويفضلها كل شخص حسب رغبته الشخصية، ومن هذه الألوان الدارجة والمحببة الفرس "الصقلاوية" وسميت كذلك لأن شعرها يبدو مصقولاً سابلاً ويسمى نسلها "صقلاويات"، والنوع الآخر "أم عرقوب"؛ وسميت كذلك لأن عرقوبها ملتوٍ ويسمى نسلها "أمـات عرقوب"، و"الـــشويـمة" وسميت كذلك لأن عليها نقاطاً تشبه الشامات، ويسمى نسلها "شويمات"».

ألوان الخيل لها خصوصية عند أبناء "حوران" ترافقها عدة صفات يجب أن تتمتع بها الخيل، وهنا يقول السيد "محمد المحمد" أحد كبار السن في مدينة "درعا": «الخيل تتمتع بعدة ألوان زاهية براقة جذابة أساسها خمسة ألوان هي: الأبيض، والأحمر، والأسود، والأخضر، والأصفر، وتتمازج بعض هذه الألوان فيما بينها وتنتج من هذا التمازج ألوان جديدة عديدة أطلق عليها أبناء المنطقة أسماء جديدة تدل على الألوان المستحدثة، ويجب أن تتمتع الفرس الأصيلة بعدة صفات إضافة إلى جمال اللون منها ثلاثة قصار هي: قصيرة من مربط الشعر بالحافر إلى البروز الناتئ فوقه، قصيرة الظهر، قصيرة الأصلي دون شعر، وثلاثة طوال هي: طويلة العمد "الرجلان واليدان"، وطويلة الرقبة وطويلة الأذنين، وثلاثة واسعة هي: واسعة الصدر والمنخرين، وواسعة مؤخرة الظهر، وواسعة العينين، وهنا تذكر هذه الأوصاف كالتالي:

"الخيل ما لها مناقيـد / إلا سوى ركضها بالأراضي

إما بطول سماحيق / ولا بقـــصــار عــــــــراض"».

تشتهر بعض المناطق بحبها للعديد من ألوان الخيل وأهم هذه الألوان: "الرمادي والكميت الأشقر والكستنائي"، وهنا يقول السيد "محمود الدوس": «الخيل العربية الأصيلة هي أكثر الخيول جمالاً ورشاقة، تتميز بملامح خاصة يسهل التعرف عليها فور رؤيتها، تشتهر فيها الألوان: الرمادي والكميت الأشقر والكستنائي، أحياناً تتوجد الألوان البيضاء والسوداء، وتتميز الأنواع أيضاً بالألوان النقية الواضحة دون تداخلات، ويمكن إدراك اللون الحقيقي للحصان بفحص الخطم فقد يبدو الحصان من البعد أسود اللون، ولكن يمكن التعرف على لونه الحقيقي بفحص الخطم الذي يوضح أنه بني غامق، والمهر يمكن إدراك لونه الحقيقي بفحص الخطم وفوق العيون.

ويقول الشاعر في ألوان الخيل معدداً صفاتها من ألوانها:

"أما الشقر إذا طارت فصدق / بنات الريح تسبق في المجال

وأما السـود فزيدوا عشاهـن / وخلــوهن لعتمــات الليــالي

وأما الزرق مركوب الأمارى / تزيــد الراكب هيـبة وجـلال

وكـل الخيـل للحمرا خـوادم / كما هي السيد تخدمها الموالي"».