"الوسم" طريقة قديمة - جديدة في "حوران"، استمده أبناؤها من الحضارات المتعاقبة، والغاية منه تحديد ملكية الماشية لأي عائلة أو عشيرة، وهو صك أمان وملكية له حرمته في العرف العشائري.

مدونة وطن "eSyria" التقت السيد "محمود الدوس" أحد وجهاء وكبار السن في مدينة "درعا" بتاريخ 18/11/2013 فقال عن "الوسم": «"الوسم" عند أبناء "حوران" رمز وعلامة خاصة لكل عشيرة تميزها من غيرها، وهو صك أمان وملكية له حرمته في العرف العشائري، ويضاف إلى "الوسم" الرئيس داخل القبيلة الواحدة أو الفرع العشائري أو الأسري أو الفردي منها، وذلك للتفريق بين الممتلكات من المواشي داخل العائلة، وجرى التعارف بين الأغلبية من العائلات والعشائر على تحديد مسميات بعض الأوسمة نذكر منها "الهلال" وهو وسم مشهور، وكانت عائلة "الدوس" عائلتي وعائلة أجدادي تتخذه وسماً للماشية التي تخص العائلة، وهو على شكل الهلال، يأتي هلالاً بجميع الأشكال والاتجاهات، وهو من الأوسمة العربية المعروفة منذ القدم إلى وقتنا هذا، أيضاً "الباكورة" وهي من أنواع العصي استخدمت رمزاً للقوة، أو الحكمة، أو إشارة إلى المكانة الاجتماعية الرفيعة، وهو وسم حديث على شكل عصا "الباكورة"، وهي عصا مستقيمة، لها رأس مقوس على شكل نصف دائرة، ويأتي "الوسم" كذلك على شكل "باكورتين"».

يوضع "الوسم" على المواشي بمختلف أنواعها عن طريق الكي، بعد تسخين آلة حادة من الحديد على النار، ووضعها على أحد أماكن جسم الماشية في الرقبة أو اليد أو القدم أو الظهر، بعد أخذ الشكل المعين ونوع "الوسم" ثم كيها للحيوانات لتأخذ الشكل الذي تم صنع آلة الحديد عليه، ومن الأوسمة في "حوران" وسم عشيرة العجارمة الذي وضع على الإبل والأغنام، والمطرق والفتحة فيه على شكل الرقم /15/، ويقول المثل البدوي "وسمك أصلك" أو "وسمك اسمك"، ذلك أن العشائر المختلفة لا تلتقي في الوسم إلا مصادفة

"الوسم" يكون على شكل خط مستقيم أو معكوف وهنا قال السيد "خالد عويضة" أحد المهتمين بالتراث الحوراني: «"الوسم" هو عبارة عن رمز أو علامة على شكل خط مستقيم أو معكوف أو شكل دائرة أو نقطة، توضع على الماشية بمختلف أنواعها، الهدف منه تحديد الملكية لأي عائلة أو عشيرة أو "الوسم" الفرعي داخل العشيرة، ومن أهم الأوسمة عند أبناء "حوران"، "العرقاة" وهي ترمز إلى الحياة لعلاقتها بالدلو، وهو وسم قديم، مازال مستخدماً، ويسمى أيضاً الصليب لشكله، وهو خشبتان متقاطعتان في المنتصف توضعان على فوهة الدلو لسحب الماء، وامتد الوسم في كثير من المناطق والعشائر إلى مواقع الماء، إذ كان بعض البدو في مناطق "اللجاة" يخطون وسمهم على جدران الصخور المجاورة لعيون وآبار الماء الخاصة بهم».

السيد إبراهيم الشعابين

وعن طريقة وضع "الوسم" قال الحاج "محمد المحمد" من كبار السن في المنطقة: «يوضع "الوسم" على المواشي بمختلف أنواعها عن طريق الكي، بعد تسخين آلة حادة من الحديد على النار، ووضعها على أحد أماكن جسم الماشية في الرقبة أو اليد أو القدم أو الظهر، بعد أخذ الشكل المعين ونوع "الوسم" ثم كيها للحيوانات لتأخذ الشكل الذي تم صنع آلة الحديد عليه، ومن الأوسمة في "حوران" وسم عشيرة العجارمة الذي وضع على الإبل والأغنام، والمطرق والفتحة فيه على شكل الرقم /15/، ويقول المثل البدوي "وسمك أصلك" أو "وسمك اسمك"، ذلك أن العشائر المختلفة لا تلتقي في الوسم إلا مصادفة».

اتخذ المربون من الوسم علامة ودلالة مهمة للتعرف على قطعانهم ومواشيهم وخوفاً من اختلاطها وهنا قال السيد "إبراهيم الشعابين" الباحث في التراث الحوراني: «لكون أبناء "حوران" يعتمدون في الريف بحياتهم اليومية ومعيشتهم على تربية المواشي من الأغنام والأبقار، وبسبب كثرة وانتشار هذه القطعان في القرية أو المدينة أو في الحقول، اتخذ المربون من الوسم علامة ودلالة مهمة للتعرف على قطعانهم ومواشيهم وخوفاً من اختلاطها فيما بينها أو لمعرفتها عند الضياع أو شرودها في السهول، والوسم من دلائل أنساب القبائل، ذلك أن الوسم إرث أباً عن جد، والوسم صك ملكية يكتب بالنار علامة أعراف عشائرية، لاعتبارات تتعلق ببيع المواشي وبنشــد المواشي الضائعة أو المسروقة».

وسم الإبل
أحد أوسمة الأغنام