اعتادت النساء في جلساتهن النسائية قراءة الفنجان أو الكف كهواية تضفي على الجلسة نوعا من التسلية والتشويق وقضاء الوقت، فالبحث عن المجهول كان ولا يزال

همّ الإنسان الدائم، يولد فينا رغبة جامحة في استكشاف ما يخبئه لنا القدر.

السيدة أم احمد قارئة فنجان ومعروفة في حينا وقد اعتادت بعض السيدات في القرية على زيارتها منذ ساعات الصباح لقراءة حظهن في فنجان القهوة.

سألت السيدة أم احمد: من أين تعلمت قراءة الفنجان وكيف تتنبئين ببخت الناس من خلال خطوط القهوة المتبقية والتي ترتسم على جوانب الفنجان؟ فأجابت: تعلمت قراءة الفنجان من والدتي التي دربتني على معالم ومعاني خطوط القهوة والتي لها دلالات تدل على أحداث وأشياء، فإذا ظهرت نقاط كثيرة على جوانب الفنجان فهذا يدل على كثرة الحديث والكلام عن الشخص صاحب الفنجان.

والسمكة تعني المال أو الرزق الوفير والحصان يدل على أن الفتاة ينتظرها فتى الأحلام- العريس- وهو قادم على ظهر حصانه. وكذلك يدل النجم على النصر أو الربح والفوز بشيء ما.

وتضيف السيدة أم احمد: الدوائر تعني الوفاق والصلح أو لم الشمل مع الأهل والأصدقاء، وأيضا الشموع فهي للدلالة على الفرح والسرور القريب، وتدل المساحات البيضاء في الفنجان أن الفتاة أو الشاب أمامه طريق سفر، والطائر يعني رسالة أو أخبار من شخص بعيد.

وأما بخصوص البصمة في كعب الفنجان وعن العبرة في ذلك

فتقول السيدة أم احمد: هذا تقليد متعارف عليه عند الانتهاء من التبصير والتنجيم ليكون بمثابة الإعلان عن الانتهاء من قراءة الفنجان لتفسح بالدور لسيدة أخرى ليس أكثر.

ولكن سأخبرك يا بني سرا: إن قراءة الفنجان ما هي إلا توقعات وتنبؤات وهي وسيلة للتسلية والترفيه تلجأ إليها السيدات بين الحين والآخر.

السيدة– ص.ع – من النساء اللواتي اعتدن زيارة أم احمد في بيتها لتناول فنجان القهوة الصباحي، وتنتهز الزيارة لقراءة فنجانها من باب التسلية والدعابة ولو أنها كثيرا ما تقتنع بكلام ونبوءات فنجان أم احمد حول الكثير من الأمور المتعلقة بعمل زوجها أو أمورهم البيتية وإذا كان هناك من مال أو رزق في الطريق إليهم.

السيدة ص.ع التي لم تحب التعريف عن نفسها إلا بالأحرف الأولى من اسمها تصف كلام أم احمد بالصدق، وتضيف: فنجان أم احمد لا يخيب وكثيرا ما تصدق بكلامها.

هذا عن قراءة الفنجان ولكن ماذا عن قراءة الكف؟

وهذه تندرج أيضا تحت ما يسمى التوقع والتخمين على الرغم من إصرار البعض على أن له دلالات ومعاني كما له أصول وفنون،

فتلك الخطوط والعلامات الموجودة في باطن كف الإنسان يمكن أن تدل على ما حدث أو سيحدث لهذا الشخص في المستقبل.

فالكف فيه خط للحياة وآخر للنصيب والحظ وثالث للصحة ورابع للرأس وخامس للقلب وهكذا.

واليوم دخلت خطوط اليد والكف في سياق العلم وبدأت تستخدم للكشف عن أسرار جديدة والبحث عن أسباب أمراض كثيرة قد تفوق في نتائجها أدق التحاليل الطبية في كشف طبيعتها.

فهل وصلت تخمينات المستقبل رئة الفنجان والكف لهذه المرحلة من الدقة؟ هذا ما سيكشف عنه المستقبل، على الرغم من معرفة جميع السيدات اللواتي يلجأن الى هذا النوع من التبصير لمعرفة المستقبل

ما هو إلا نوع من الترفيه والتسلية.