توج أصحاب الخير جهودهم بإنشاء الجمعية الخيرية في مدينة طفس وذلك في العام 1999 وهي فرع من جمعية البر والخدمات الاجتماعية في مدينة درعا مع وجود تعاون وثيق مع جمعية الإمام النووي الخيرية في مدينة نوى.

يتألف مجلس إدارتها من خمسة أعضاء من المتطوعين وأصحاب الأفعال الحميدة والمبادرات الإنسانية مقرها المؤقت وسط مدينة طفس.

على الرغم من قصر فترة تأسيسها إلا أنها لعبت دوراً إنسانياً واجتماعياً بارزاً في حياة مدينة طفس وذلك بفضل الإخلاص والصدق الناتج عن أداء أعضائها. عرفت أكثر في مجال مساعدة الأيتام والأرامل والمحتاجين لكونها نبع من الخير لا ينضب أبداً.

أنفقت منذ بداية العام 2007 الحالي ولغاية الأول من أيلول الماضي حوالي أربعة ملايين ليرة سورية وهذه سابقة في حياة مدينة طفس كلها ذهبت للأيتام والارامل والفقراء وطلاب العلم، ومن المتوقع أن يصل الرقم الى ستة ملايين ليرة سورية.

موقع eSyria انتقل لمقر الجمعية واستمع من مجلس إدارتها لحديثٍ مطول فيه الكثير من الوجدان والعاطفة للدور الإنساني الذي تقوم به الجمعية وذلك بحضور المحامي محمد خير المسالمة رئيس مجلس إدارة جمعية البر والخدمات الاجتماعية بدرعا. وأفادت مصادر الجمعية: أنها تعطي لكل أسرة محتاجة راتباً ثابتاً مقداره أربعة آلاف ليرة سورية كحدٍ أعلى و1000 ليرة سورية كحد أدنى تبعاً لحاجة وظرف كل أسرة، أما المساعدات الصحية التي نقدمها فهي بحدود الخمسين في المئة.

في المجال الدراسي: نصرف على كل طالب محتاج 30 ألف ليرة سورية مناصفةً على فصلين، أما الطلاب الذين يدرسون في مدينة درعا فنساعدهم بواقع 20 ألف ليرة سورية عشرة لكل فصل. والطلاب الذين يدرسون في مدينتنا طفس نعطيهم عشرة آلاف خمسة لكل فصل.

في المجال الصحي: هناك تعاون وثيق بيننا وبين الأطباء كلٌ حسب اختصاصه والمشافي والمخابر ومراكز التصوير الشعاعي، ونقوم بإجراء العمليات الجراحية ومعالجة المرضى وندفع النسبة العظمى من ثمن تلك العمليات وان أمكننا أن ندفعها بالكامل لا نقصر. والمهم في هذا الجانب أننا نتابع المريض ونزوره في بيته لنطمئن على وضعه الصحي ونحاول أن نسير معه حتى مرحلة العلاج الكامل والعودة للحياة الطبيعية إنساناً فعالاً في المجتمع. ونقوم باستشارة الأطباء الذين لهم توجهات إنسانية ووجدانية على حالة المرضى والسبل الأفضل والأرخص لعلاجهم.

وفيما يتعلق بالوضع الإنساني: هناك أثر نفسي ومعنوي كبير للجمعية من خلال كونها باتت واحدةً من أفراد المجتمع له وزنه وثقله الكبير في إبعاد الغبن والألم عن العديد من الأسر والأفراد.

أصبح أي إنسان من المجتمع سواء أكان فقيرا ومحتاجا أم مكتفياً سليماً يقصد الجمعية للمساعدة فهي بذلك الملاذ الأفضل للتأهيل عند وقوع المآسي، فعملنا إنساني اجتماعي أكثر منه ديني فحصل أن حدثت بعض الحرائق لممتلكات أشخاص وضعهم المادي جيد. لكن بعد وقوع الكارثة أصبحوا في وضع صعب للغاية وهم أعفاء لا يعبرون عن حاجتهم أو يطلبون المساعدة لكننا في مثل هذه الحالة نتدخل لإعادة الرفاه الى حياة هؤلاء الناس.

الجميل في عملنا يتجسد في رمضان الخير والمحبة فنسبة البذل والصدقات تصل الى أعلى مستوياتها ففي الشهر الفضيل تصلنا الإيرادات بنسبة 90% وهي عبارة عن جمع أموال من الجوامع وتبرعات وصدقات وزكاة فطر.

وهناك باب في غاية الأهمية من أبواب ومناحي عملنا يتعلق بالمعاقين ومحاولة علاجهم ومساعدتهم في رفع مستواهم العملي من دورات كمبيوتر وإصلاح أجهزة تلفزيون وموبايل ويبلغ عددهم في المدينة ممن تصله مساعداتنا ما بين 10-15 معاق.

لابد أن نؤكد أن جمعية طفس حققت قفزات نوعية في مجال العمل فاقت به أكثر الجمعيات الموجودة بدرعا والتي يصل عددها لحوالي 44 جمعية يزيد عمر بعضها على خمسين عاماً.

وختم أعضاء الجمعية حديثهم بالقول: ما أجملها من لحظات عند رؤية نتائج عملنا وقد غيرت شيئاً من حياة بعض الأشخاص كأن نرى طبيباً ناجحاً تبنته الجمعية في المراحل الدراسية الأولى أو مهندساً يخطط ويبني. نتمنى أن نكمل رسالتنا الإنسانية هذه والشكر كل الشكر لأصحاب الخير الذين يعتبرون وقودنا لمتابعة العمل فلولاهم لما استطعنا أن نعطي شيئاً فقد تبرع أحدهم الآن بقطعة أرض مساحتها 600 متر مربع لإقامة مقر خاص للجمعية فيها جزاه الله كل خير وعوضه الجنان الفسيحة.