يسهم تنوع البيئة في "سهل حوران" والأشجار المثمرة والحراجية والظروف المناخية المناسبة، بالإضافة للمحاصيل الزراعية، وتوافر المراعي الجيدة على مدار العام، في توفير مصادر رحيق متنوعة لخلايا النحل، ما أدى إلى انتشارها وتطور تربية النحل، وبالتالي إنتاج أنواع عديدة من العسل، ساهمت في صناعة وتجارة مادة العسل وتوفير حاجة السوق من أصناف العسل المختلفة.

السيد "ناصر أبو زرد" أحد مربي النحل في محافظة "درعا" قال لنا: «كميات الأمطار الهاطلة وتوافر النباتات البرية ذات الرحيق بشكل جيد، من شأنها أن تساهم في ازدياد كميات إنتاج هذا الموسم، ومن المعروف لدى النحالين إذا أمحلت السنة قل إنتاج النحل وقديماً كان عندما تمحل لا أحد يزرع الأرض لتنتشر في الأرض عشبة "الحلاب"، وهي خاصة لمربي النحل حيث إن المواشي لا تأكل هذه العشبة ولا يستفيد منها سوى النحل فقط.

لنجاح تربية النحل وتطويرها، يجب اتباع جملة من النشاطات والأعمال التي تسهم في تطوير واقع تربية النحل، وأهما نقل الطوائف إلى المراعي، وتبديل الملكات كل سنة أو سنة ونصف بسبب وجود الأمراض تتمثل بقيام الاختصاصيين بالكشف الطبي المستمر على خلايا وطوائف النحل، واعتماد نظام دوائي مناسب لمكافحة أهم الأمراض والآفات التي تصيب النحل، إضافة إلى إنشاء مظلات صيفية لوقاية طوائف النحل من أشعة الشمس ومعالجة الأمراض بنسب وكميات محددة

وتعتبر المراعي الطبيعية وخاصة المبكرة منشطة للنحل وباعثة على زيادة الإنتاج، وأنا أعمل بهذا القطاع منذ سنوات طويلة، وامتلك نحو 400 خلية تنتج سنوياً كل خلية نحو 10 كغ من العسل، والنحل لا يتم وضعه في مكان واحد وإنما ننقله من مكان لآخر كل موسم حيث تتم الحركة خلال الشهر الرابع ولنهاية الشهر السابع، ونطالب من شعبة النحل وضع حد للأعسال المغشوشة التي تأتي من الخارج وبأسعار زهيدة، وتسويق العسل الذي ننتجه بالمحافظة».

السيد ناصر ابو زرد

وعن أهم أنواع وأصناف العسل في المحافظة يقول المواطن "خليل البريدي" من مربي النحل: «أهم الأصناف المنتجة للعسل في المحافظة هي عسل الأزهار البرية والكينا والشوكيات والخضار والربيعي والجبلي والحلاب وغيرها، ويتراوح سعر الكيلو غرام الواحد من هذه الأصناف بين 600 و700 ليرة، ويتفاوت الإنتاج حسب الخدمات المقدمة والظروف الجوية السائدة، ومن المتوقع ارتفاع إنتاج العسل هذا العام لتوافر المراعي الطبيعية المبكرة التي تبشر بموسم عسل أفضل، وما نتمناه تشميل النحل في صندوق الدعم الزراعي أسوة بالدواجن والمحاصيل الزراعية».

كميات العسل المنتجة بالمحافظة وعدد خلايا النحل حدثنا عنها بتاريخ 16/2/2012 المهندس "محمد الخالد" رئيس شعبة النحل في مديرية زراعة المحافظة: «تلعب تربية النحل في محافظة "درعا" دوراً مهما في تأمين فرص عمل ومردود اقتصادي للكثير من المربين والعاملين في صناعة وتجارة مادة العسل، يبلغ عدد خلايا النحل في المحافظة نحو 49500 خلية، ومعظم هذه الخلايا تنتشر في مختلف أنحاء المحافظة، حيث تم إنتاج خلال العام الماضي 150 طناً بشكل متوسط من العسل الصافي ذي النوعية الجيدة، اشرف على إنتاجها 8360 مربياً موزعين على ضفاف "وادي اليرموك" ومناطق "درعا والصنمين وازرع وبصرى وطفس وازرع والشجرة ونوى"، ومناطق "العجمي والأشعري وجملة"، وبلغ مجموع الخلاية بالمحافظة 49575 خلية».

قطف عسل

خدمات وتسهيلات مقدمة لتطوير ونشر تربية النحل تقدمها شعبة النحل وبهذا المجال يقول: «أسهمت الظروف المناخية المناسبة وتنوع المحاصيل الزراعية والأشجار المثمرة في تطوير تربية النحل وانتشارها، لذلك تقوم مديرية الزراعة بتقديم التسهيلات لتشجيع تربية النحل، وتوسيع نطاق هذه المهنة وتقديم كل الاستشارات الفنية والطبية والزراعية الضرورية للمربين، بالإضافة للمراقبة الدورية وإجراء عمليات المكافحة المستمرة للخلايا، ومساعدة المربين في حماية النحل من الأمراض التي تصيبه، عدا إصدار البروشورات والملصقات الإرشادية حول طرق وأساليب تربية النحل، وإقامة الندوات والمحاضرات العلمية والتعريف بأهم الأمراض التي تصيبه وكيفية الوقاية منها».

تطوير واقع تربية النحل وزيادة إنتاجه من مادة العسل يتطلب اتباع جملة من الأعمال أوجزها لنا رئيس شعبة النحل بالقول: «لنجاح تربية النحل وتطويرها، يجب اتباع جملة من النشاطات والأعمال التي تسهم في تطوير واقع تربية النحل، وأهما نقل الطوائف إلى المراعي، وتبديل الملكات كل سنة أو سنة ونصف بسبب وجود الأمراض تتمثل بقيام الاختصاصيين بالكشف الطبي المستمر على خلايا وطوائف النحل، واعتماد نظام دوائي مناسب لمكافحة أهم الأمراض والآفات التي تصيب النحل، إضافة إلى إنشاء مظلات صيفية لوقاية طوائف النحل من أشعة الشمس ومعالجة الأمراض بنسب وكميات محددة».

العسل الحوراني

تقوم باستمرار مديرية الزراعة بتنفيذ برامج إرشادية شاملة للنحل، وبهذا المجال التقينا المهندس "محمد الشحادات" رئيس دائرة الإرشاد الزراعي بمديرية زراعة "درعا" الذي قال هنا: «نسعى في المديرية لاتباع المربين شروط التربية السليمة واعتماد التقنيات الحديثة، من خلال تنفذ برنامج إرشادية للنحل من أجل تحديد أهم المشكلات الزراعية والفنية التي تعترض واقع تربية النحل، ووضع الأهداف والبرامج الإرشادية الكفيلة بتجاوز هذه المشكلات، ويشمل البرنامج توزيع النشرات الإرشادية، وتنفيذ وإقامة لقاءات فلاحية مع المربين لتدريبهم على أهم الطرق والأساليب العلمية والعملية الناجحة في تربية ورعاية النحل، عدا الدورات التدريبية والندوات الإرشادية وأيام حقلية وبيانات عملية».