زراعة الزيتون من الأهمية بمكان، فهي غدت تشكل أحد أهم فروع الإنتاج الزراعي في المحافظة، وبات أصحاب المعاصر يدركون أهمية إعادة استخدام المنتجات الثانوية لمخلفات عصر الزيتون في تحسين خصوبة التربة وتحسين الخواص الفيزيائية والكيميائية، وزيادة النمو الخضري، وخفض نسبة استخدام الأسمدة الكيميائية، بعد استخدامها كسماد للتربة، وجعل البيئة نظيفة.

السيد "محمد المصري" أحد أصحاب المعاصر بالمحافظة قال لنا: «نفذنا في معاصر الزيتون أحواض "كتيمة" أي خزانات تتناسب مع الطاقة الإنتاجية للمعصرة لتجميع مياه الجفت، وعدم صرفها بالشبكة العامة ومجاري الأودية لضمان ترحيل هذه المياه بالشكل المناسب، وأنشأنا بحرات في الأراضي الزراعية لتجميع المياه تمهيدا للاستفادة منها كإضافات تسميدية، ثم ترحيلها إلى الأراضي الزراعية وفق استمارات خاصة تنظم في مديرية الزراعة. واستطعنا من خلال النشرات التي تزودنا بها الوحدات الإرشادية في مديرية الزراعة، التعرف على كيفية استخدام مخلفات عصر الزيتون في تسميد الأراضي الزراعية والكميات المتوجب وضعها في الدونم».

يوجد في المحافظة لجنة متخصصة للإشراف على عمل المعاصر في كل موسم مكونة من مشرفين من مديرية التموين والصناعة والتجارة والاقتصاد ومديرية الزراعة، مهمة هذه اللجنة الإشراف على عمل معاصر الزيتون والتي يبلغ عدد المرخص منها في المحافظة 40 معصرة، تضم 64 خطاً، ومنها ما يعمل بخط واحد أو أربعة خطوط، وتعمل جميعها على مبدأ الطرد المركزي، منها سبع معاصر على قانون الاستثمار رقم 10، وتقوم هذه اللجنة بالإشراف على استخدام المياه الناتجة عن العصر بعد تحديد بداية ونهاية موسم عصر الزيتون

الأهمية الاقتصادية لمخلفات الزيتون التي بدأت بالانتشار في المحافظة تحدث عنها لموقع eDaraa بتاريخ 15/2/2012 المهندس "محمد الشحادات" رئيس دائرة الإرشاد الزراعي في مديرية زراعة "درعا" فقال: «تتكون مخلفات الزيتون من تفل الزيتون البيرين، إضافة إلى مياه عصر الزيتون الجفت الناتجة عن عصر الثمار التي تشكل الجزء الأكبر، ونواتج تقليم الأشجار، حيث يمكن الاستفادة من هذه المخلفات الطبيعية بالشكل الأمثل كأسمدة للأراضي الزراعية. ويتم استخدام مخلفات الزيتون في المحافظة حيث يتم نشرها على مساحات وتسمد فيها للزيتون، ويتم استثمارها في المناطق الحراجية عبر استخدام صهاريج خاصة لرشها على المناطق الحراجية واستخدامها للزراعة، ويستخدم كل معصرة في المحافظة حوض يجمع الماء، ويتم نقل نواتج الزيتون والمياه الناتجة عبر الصهاريج وتستخدم بإشراف فنيين من الوحدات الإرشادية».

المهندس محمد الشحادات

وعن المواد التي تحتويها مياه عصر الزيتون يضيف: «مياه عصر الزيتون تحتوي على تراكيز مرتفعة من مركبات البولي فيننول، وهو عبارة عن مواد طبيعية يمكن تفكيكها في الوسط البيئي لتصبح مفيدة للنبات إذا توافرت العوامل المساعدة كالبيئة المناسبة والأحياء الدقيقة، ويمكن أن تكون مصدرا للضرر في حال استخدامها بكميات كبيرة، ويبلغ متوسط كمية مخلفات التقليم للشجرة الواحدة نحو 20 كغ، ويتكون كل طن من أغصان مقلمة، ونصف كيلو غرام من الفوسفور على شكل عناصر، و 4 كيلو غرامات نتروجين وبوتاسيوم وكيلو غرام من المغنيزيوم، ويتم التعامل مع مشاكل مياه عصر الزيتون حسب كل بلد منتج له».

كيفية الاستفادة من مخلفات عصر الزيتون في المحافظة حدثنا عنها الدكتور "فراس العايش" رئيس مركز البحوث العلمية الزراعية بالمحافظة بالقول: «يعد مركز البحوث العلمية بالمحافظة أبحاثاً لجعل مخلفات عصر الزيتون مواد عضوية تسهم في تحسين خصوبة التربة، وزيادة الإنتاج لو استخدمت بالشكل الصحيح. حيث تستخدم بقايا التقليم في الأسمدة العضوية وصناعة الحطب باستخدام جهاز طحن بقايا التقليم، وعلف الحيوانات، ووقود للتدفئة وذلك بعد تقطيعها إلى أجزاء صغيرة وخلطها مع بعض مخلفات المزرعة وتخميرها وتحويلها إلى كومبوست" ثم إضافتها إلى الأرض الزراعية، وبالنسبة لمياه عصر الزيتون فهو المنتج الثانوي السائل الناتج عن عملية استخلاص زيت الزيتون من ثمار الزيتون، لونه بني طعمه مر حامضي يحتوي على تركيز عال من الملوحة، ونسبة عالية من المادة العضوية، وكمية جيدة من العناصر المعدنية، وتختلف كميته حسب منظومة الاستخلاص المستخدمة في عملية العصر».

مخلفات عصر الزيتون

وعن عدد معاصر الزيتون المرخصة والعاملة في المحافظة يقول المهندس "عبد الوحيد العوض" مدير الصناعة في المحافظة: «يوجد في المحافظة لجنة متخصصة للإشراف على عمل المعاصر في كل موسم مكونة من مشرفين من مديرية التموين والصناعة والتجارة والاقتصاد ومديرية الزراعة، مهمة هذه اللجنة الإشراف على عمل معاصر الزيتون والتي يبلغ عدد المرخص منها في المحافظة 40 معصرة، تضم 64 خطاً، ومنها ما يعمل بخط واحد أو أربعة خطوط، وتعمل جميعها على مبدأ الطرد المركزي، منها سبع معاصر على قانون الاستثمار رقم 10، وتقوم هذه اللجنة بالإشراف على استخدام المياه الناتجة عن العصر بعد تحديد بداية ونهاية موسم عصر الزيتون».

الدكتور فراس العايش