أثار "سوق الحامد" منذ انطلاقته تساؤلات كثيرة بين الناس في محافظة "درعا"، حول طبيعة الدور الذي سوف يؤديه في محافظة "درعا"، فأخذ هؤلاء يرتادونه بصفة المراقب الحذر، لكن سرعان ما وجدوا أنه نموذج جديد من الأسواق، تقوم فكرته على مجمع حديث يضم فيه العديد من المحلات والمتاجر المتنوعة التي تجد فيها الأسرة كل ما تريد.

موقع "eDaraa" جال قبل مدة في السوق وكانت البداية مع السيد "خالد الزعبي" - متسوق- يقول: «"سوق الحامد" سوق شامل وغني بمحتوياته، حيث تجد فيه معظم احتياجات أفراد الأسرة، من ملابس وأحذية وأغراض للكساء وما شابه، وأنا شخصياً آتي إلى السوق باستمرار، لأحصل على احتياجاتي أنا وأسرتي، وكثيراً ما كنت أضطر في السابق للذهاب إلى "دمشق" للحصول على بعض المستلزمات، التي لم تكن متوافرة في "درعا" قبل افتتاح "سوق الحامد"».

عموماً يمكنني القول حسب مشاهداتي، إن أكثر المحلات مبيعات في "سوق الحامد" هي تلك المتخصصة بتجهيز العرائس

وأضاف السيد "الزعبي": «إن أسعار "سوق الحامد" مقبولة نوعاً ما، وتميل إلى الغلاء أحياناً، وخاصةً في بعض المواسم كالأعياد، وكثيراً ما تجد تفاوتا في الأسعار بين محل وآخر، لكن عموماً الخيار بالنهاية يعود للمتسوق، في اصطفاء نوعية البضاعة والسعر الذي يناسبه، "فسوق الحامد" يتيح للمستهلك بدائل متعددة للشراء، لكونه سوقا ضخما يحتوي على عشرات المحلات».

شدّ "سوق الحامد" في بداياته المتسوقين، هذا ما أكده السيد "أحمد محاميد" وهو بائع حقائب في السوق، وأضاف: «إن سبب ذلك يعود إلى ضخامة السوق من حيث البناء وكذلك التنظيم وديكورات المحلات وما شابه، حيث بدأ الناس مقارنته بغيره من الأسواق الموجودة في "درعا"، فترددوا عنه فترة خوفاً من ارتفاع الأسعار، لكن ما لبث هؤلاء الناس أن أدركوا أن أسعار "سوق الحامد" عادية ومقبولة، فازداد بذلك الإقبال عليه يوماً بعد يوم، حتى غدا "سوق الحامد" من أفضل الأسواق في "درعا"، وأكثرها حركة للمتسوقين، حيث يرتاده الآلاف منهم يومياً».

ويتابع السيد "أحمد": «يمكن القول بأن "سوق الحامد" أثر على الأسواق الأخرى إذ أخذ معظم زبائنهم، لكن هذه الظاهرة برأيي حديثة نسبياً إذ إن حركة السوق ازدادت بشكل ملحوظ منذ حوالي أربع سنوات فقط، وعموماً أقول إن حركة المتسوقين في "سوق الحامد" هي اليوم جيدة، وتزداد كثيراً في فصل الصيف وفي المناسبات كالأعياد».

معظم البائعين في السوق انتقلوا إليه من الأسواق الأخرى، يقول السيد "غسان الصبحات" وهو بائع ملابس: «إن البائعين في "سوق الحامد" هم خليط من بائعي الأسواق الأخرى في مدينة "درعا"، مثل سوق "فراس، عمّاش، الحميدية، خان الحرير، الرحمة....." وبعض هؤلاء البائعين انتقل كلياً إلى "سوق الحامد"، أمّا البعض الآخر فقد افتتح فرعا جديدا له فيه».

ويضيف السيد "الصبحات": «إن العلاقة بين البائعين هي علاقة جيدة في معظم الأحيان، وترتكز على الاحترام المتبادل والثقة والتنافس المشروع، ويتوزع هؤلاء البائعين – وهم تجار مفرق – على عدة تخصصات إذ يحتوي السوق على محلات متنوعة هي محلات "أحذية، ألبسة ، عطارة، خياطة، مكياجات وعطورات، هدايا وإكسسوارات، بن ومكسرات، ساعات والكترونيات، حقائب، مركز اتصالات، سناك"».

أكثر محلات السوق متخصصة بالألبسة النسائية والأطفال، هذا ما أفادنا به السيد "عدي محاميد" وهو أيضاً بائع في السوق منذ حوالي تسع سنوات وأضاف: «يتحكم بأسعار السلع في السوق عدّة أمور منها: تكاليف آجار المحل "كلما ازداد الإيجار ارتفع سعر البضاعة والعكس صحيح"، نوعية البضاعة المعروضة في المحل، موقع المحل بالنسبة للسوق "حيث يتكون السوق من طابقين والطابق الثاني أقل حركة ومبيعات من الأول، كما يتألف السوق من ممرين شمالي وجنوبي وهذا الأخير هو الأكثر في حركة المتسوقين وبالتالي مبيعات".

كما يؤثر موسم التسوق مثل "الأعياد، بداية العام الدراسي، نهاية موسم الحصاد، فصل الصيف...."، المنافسة بين البائعين "حيث تجري في السوق بشكل دائم تنزيلات على بعض البضائع، غالباً ما ترتبط بحالات معينة، مثل ركود السوق أو نهاية موسم ما وما شابه"».

ويتابع السيد "عدي": «عموماً يمكنني القول حسب مشاهداتي، إن أكثر المحلات مبيعات في "سوق الحامد" هي تلك المتخصصة بتجهيز العرائس».

السيد "منهل سويدان" مدير "سوق الحامد" يقول: «كانت تطلعاتنا عند إنشاء "سوق الحامد" - منذ حوالي عشر سنوات- ليست اقتصادية فقط، بل حرصنا على أن يكون هذا السوق معلماً متميزاً لمحافظة "درعا" التي يغلب على أسواقها الطابع الشعبي، وقد كانت لنا تجربة سابقة في إنشاء أسواق أخرى مثل سوق "الرحمة" - وهو أقل مستوى من سوق الحامد – وقد لاقى هذا المشروع استحساناً كثيراً من أهالي المحافظة، فارتأينا لذلك وبناءً على طلب من أصحاب المحلات في سوق "الرحمة" إنشاء "سوق الحامد" بسوية أعلى وحجم أكبر».

من جانب آخر قال السيد "سويدان": «السوق الآن يضم حوالي /181/ محلا، ويحوي أيضاً خمسة شقق سكنية لمؤسسة "الخط الحديدي الحجازي".

وعن مكملات السوق يقول السيد "منهل": «يوجد في السوق مسجد وحمامات، كما تمّ افتتاح استراحة ومطعم ملحق بها سابقاً، وقد عملت هذه الاستراحة لمدّة سنتين ثمّ أغلقت بناءً على طلب من المسؤولين في المحافظة، كما كان مخططاً لإنشاء صالة انترنت، ومركز ترفيهي في "سوق الحامد"، وأيضاً توزيع عناصر أمن وحراسة، وكاميرات مراقبة، وكذلك تصنيع درج كهربائي لتخديم الطابق الثاني، إلا أن صعوبات معينة حالت دون تحقيق ذلك».

وعن مشاكل السوق يقول السيد "سويدان": «لا توجد مشاكل حقيقية في "سوق الحامد"، باستثناء وجود بعض البسطات الشعبية على مداخل السوق، والتي تعيق حركة المتسوقين، كما نعاني كإدارة من ممارسات فردية لبعض الأشخاص، والتي تؤثر على نظافة وجمالية السوق».