شهدت محافظة "درعا" خلال السنوات الأخيرة تطوراً واضحاً على مختلف الصعد، لكنها تميزت في القطاع الطبي بحيث حققت قفزة نوعية لتكون رائدة على مستوى الوطن العربي في برنامج طب الأسرة، وذلك بتنشيط عمل /30/ مركزاً صحياً.

موقع "eDaraa" زار المركز الطبي في درعا البلد بتاريخ "26/1/2011" والتقى السيدة "ورود بداوة" إحدى مراجعات المركز لتحدثنا قائلة: «منذ /3/ أشهر وأنا أتردد على العيادة النسائية لمتابعة حملي وطلب الاستشارة، بالإضافة إلى أني بين الحين والآخر أصطحب ابنتي التي لا يتجاوز عمرها السنتين لقسم اللقاح وعيادة الأطفال التي تقدم كافة خدمات الطبابة المميزة من حيث سرعة القبول والبدء بالعلاج وكذلك العناية».

هو الرعاية الصحية الشاملة والمستمرة مع التركيز على الفرد في نطاق الأسرة كوحدة اجتماعية دون التقيد بالجنس أو العمر أو نوع المرض وهو اختصاص يعتمد على العلوم الصحية والسلوكية والاجتماعية

وفي تعريف "طب الأسرة" قال السيد "حسام الكرتلي" رئيس التمريض في المركز: «هو الرعاية الصحية الشاملة والمستمرة مع التركيز على الفرد في نطاق الأسرة كوحدة اجتماعية دون التقيد بالجنس أو العمر أو نوع المرض وهو اختصاص يعتمد على العلوم الصحية والسلوكية والاجتماعية».

السيد حسام الكرتلي

وتابع "الكرتلي": «نستقبل يومي "الإثنين؛ الأربعاء" ما يفوق /700/ مريض سكري بحيث نقدم لهم خدمات الطبابة وحبوب السكري وأبر الأنسولين مجاناً، بينما نقدم اللقاحات لما يقارب /150/ طفلا يومي الأحد والثلاثاء، ونكون على أهبة الاستعداد باقي الأيام في كل العيادات».

وعند سؤالنا الدكتورة "فيروز أبازيد" اختصاصية النساء والولادة عن قسم النساء قالت: «لدينا في هذا القسم عيادة الحوامل والنساء التي تقدم خدمات رعاية ومراقبة الحامل والقيام بالتحاليل اللازمة وتقديم المقويات ومعالجة كافة أمراض النساء، بالإضافة لعيادة تنظيم الأسرة التي تقدم مجاناً وسائل منع الحمل والاستشارة في عيادة تنظيم الأسرة».

الدكتور غسان الكراد

أما الدكتور "غسان الكراد" رئيس المركز فقال: «بدأنا في المركز الطبي في درعا البلد بشهر حزيران /2010/ بحجم عمل كبير لنستقبل شهرياً ما يفوق /3000/ مراجع لمختلف العيادات، وذلك بتطبيق كل معايير برنامج طب الأسرة بدءاً من تسجيل المريض وقبوله وانتهاءً بتقديم كافة الخدمات الصحية المطلوبة، من خلال العيادات المتوافرة حالياً في الطابق الأول من المبنى والتي هي عيادة "النسائية؛ الأطفال؛ الداخلية؛ الأذنية؛ الجلدية؛ السنية؛ السكري؛ الصحة الإنجابية؛ تنظيم الأسرة" بالإضافة لقسم "الإسعاف؛ المخبر؛ اللقاح"».

وأشار الدكتور "الكراد" إلى أنه يتم التحضير حالياً لإتمام تجهيز عيادات الطابق الثاني التي منها عيادة "العينية؛ البولية؛ العظمية؛ العصبية"، فضلاً عن جهازي الإيكو وجهاز الأشعة وجهاز التخطيط السمعي".

الدكتور أيمن العاسمي

الدكتور "أيمن العاسمي" رئيس دائرة الرعاية الصحية في "مديرية صحة درعا" قال: «بدأنا عام /2005/ بإجراء /5/ أنواع من الدراسات وهي دراسة "البنى التحتية لمراكز تقديم الخدمة؛ الخدمات المقدمة وطبيعتها؛ رضا مقدم الخدمة؛ رضا متلقي الخدمة؛ تكلفة الخدمات المقدمة"، فبينت النتائج أن بعض الخدمات المقدمة لدينا كانت تأتي على حساب خدمات أخرى مطلوبة بشكل أكبر، بالإضافة إلى أن البعض منها لا يتوافر عند سوانا، لذا كان علينا أن نعيرها اهتمام أكبر مثل "برامج اللقاح؛ الصحة الإنجابية"، فهي عدا كونها برامج مميزة فيما تقدمه من خدمات جديدة إلى حد ما هي أيضاً خدمات مجانية».

وأضاف "العاسمي": «أيضاً وجدنا أن المواطن يحتاج إلى بعض الخدمات غير الاستشفائية غير متوافرة لدينا، لذا ومن خلال اطلاعنا على تجارب بعض دول العالم تبين أن البرنامج المناسب والذي بإمكانه تطوير واقع العمل وسد الثغرات لدينا هو برنامج طب الأسرة، فباشرنا ومن خلال برنامج تطوير القطاع الصحي بتمويل من الاتحاد الأوروبي وهيئة تخطيط الدولة وبالتعاون مع القطاع الخاص كنقابة المهندسين ومهندسي المديرية، بإعادة تأهيل البنى التحتية ل/30/ مركزا صحيا بالمحافظة حسب معايير معينة كإمكانية المركز الواحد تخديم حوالي /20/ ألف مواطن، وأن تتوسط هذه المراكز المدن والبلدات بحيث لا يتجاوز وقت الوصول إليها مدة /10/ دقائق، فضلاً عن بناء /8/ مراكز جديدة وتأثيثها وتجهيزها بشكل كامل ليتم تشغيلها نهاية عام /2011/».

وعن آلية استقطاب المرضى إلى مراكز طب الأسرة قال "العاسمي": «عند مقارنة الخدمات المقدمة عام /2009/ بتلك المقدمة عام /2010/ وجدنا زيادة /135/ ألف خدمة بمعظم المراكز، حيث ازداد عدد المراجعين إلى العيادات بشقيها العامة والتخصصية نظراً لجودة الخدمات والتكلفة المتدنية والإنتاجية العالية، فقد تم تدريب حوالي /90/ ممرض عيادة ورؤساء تمريض ومخبريين على برامج طب الأسرة، ليأخذ المريض حقه في العلاج بشكل كامل، كما تم العمل على إدخال مدرسة التمريض في المناطق التي هي بحاجة إلى كادر تمريضي ليتناسب عدد الممرضين مع عدد السكان المخدمين».

أما عن الأهداف المستقبلية التي سيتمكن برنامج طب الأسرة من تحقيقها فقد ذكرها "العاسمي" قائلاً: «هدفنا الوصول إلى كافة أنحاء المحافظة بإيجاد /45/ مركزاً يتناسب عددها طرداً مع التزايد السكاني، كما ستتم أتمتة مديرية الصحة بكل ما فيها من مشاف ومراكز ومناطق، لأن هدفنا أن نصل مع نهاية عام /2011/ إلى /75%/ من عدد السكان المرتبطة ببطاقات "سمارت كارد" يمكن من خلالها متابعة الوضع الصحي بشكل كامل وصحيح، على الرغم من البدء بأتمتة ما يقارب /50%/ من أضابير العائلات الموجودة لدينا، بالإضافة إلى أنه سيتم إلغاء البرامج العمودية التي تعتمد على الفنيين، لتصبح برامج أفقية تعتمد وبشكل كامل على تقديم الخدمة من قبل الطبيب بالتعاون مع الكادر التمريضي الشامل».

بدوره لفت الدكتور "حسين الزعبي" مدير صحة درعا إلى أنه: «تم البدء بتطبيق معايير الأداء والجودة في /30/ مركزاً صحياً من مراكز طب الأسرة لتكون النتائج إيجابية، بحيث تم اعتماد المعيار الأهم بأن تكون كافة المراكز على القدر نفسه من الخدمات المقدمة والتجهيزات، من خلال تقديم حزمة من الخدمات المجانية والأساسية في الرعاية الصحية الأولية، وذلك من قبل كادر مؤهل ومدرب على برنامج طب الأسرة».

وعما يتبع لبرنامج طب الأسرة من خدمات قال "الزعبي": «تم تطبيق نظام الإحالة الصحية من خلال المراكز الصحية الموزعة في مختلف أنحاء المحافظة من أجل تخفيف الضغط عن المشافي، كذلك استطاع صندوق الأسرة توفير الأدوية بسعر منخفض جداً للمسجلين فيه وكذلك الأمر بالنسبة للتحاليل المخبرية، بحيث يستطيع هذا الصندوق فصل ممول الخدمة الصحية عن مقدمها بأن يحصل المواطن على أفضل الخدمات بأجور رمزية».