يبدو أن تربية الجمال في محافظة "درعا"، عادت تظهر من جديد، بعد غياب طويل، لتدخل خارطة تربية الثروة الحيوانية، في الوقت الذي تتوافر فيه مقومات التربية كافة، لكنها ما زالت متواضعة، رغم ازدياد عددها عاماً بعد عام.

يقول السيد "علي اللباد" من سكان مدينة "الصنمين" لموقع eDaraa: «استخدمت الجمال في المحافظة سابقاً، لأغراض الزراعة والحصاد والركوب، وبعد ظهور وتطور وسائل النقل، راحت أعدادها تتلاشى تدريجياً، وفي السنوات الأخيرة عادت تربية الجمال تظهر، عند بعض الذين يعشقون هذه المهنة، لتعيدنا إلى الماضي الجميل، حيث بتنا نراها في أماكن مختلفة في المحافظة، ونأكل من لحومها ونشرب من حليبها، بعد أن توجه بعض المربين إلى فتح مطاعم لتناول لحم الجمل المفيد والشهي».

تأكل الجمال "الشوكيات، الشيح، القيصوم، الشنان، الصباريات، نبات الرمث، وغيرها من النباتات"، إضافة إلى الأعلاف التي يتم اللجوء إليها في سنوات الجفاف

وقال السيد "قاسم برغوث" مربي جمال من مدينة "داعل": «أربي الجمال منذ /8/ سنوات، وقد ورثتها عن عائلتي المشهورة بتربيتها، ولدي حالياً نحو /150/ رأساً من الجمال، ذات نوعيات مختلفة، منها "المجاهيم" وهي سوداء اللون، تعطي حليباً كثيراً، يتراوح إنتاجها ما بين /8 - 10/ كيلوغرامات يومياً، و"المغاتير" أو "الوضح" وهي بيضاء اللون، و"الشقح" ذات اللون الأشقر، و"الشعل" التي تميل إلى اللون الأصفر، و"الهجن" أو الحرة المعدة للسباق، وهي أغلى الأنواع، يتراوح سعر الواحد منها ما بين /250 -700/ ألف ليرة سورية، وتتميز بالخفة والرشاقة وطول القوائم والرقبة والرأس الصغير والمنظر الجميل، وقد اشتركت بعض هذه الجمال العام الماضي في مهرجان "تدمر" بسباق الهجن، وحصلت على المراتب الثالث والخامس والسابع».

وعن الجدوى الاقتصادية لتربية الجمال ذكر "برغوث": «تعد تربيتها رابحة، حيث يمكن الاستفادة من لحومها وحليبها ووبرها الذي يستخدم لصناعة العباءات الثمينة، ويبلغ سعر كيلو لحم الجمل الحي نحو/250/ ليرة سورية، ويرتفع بعد الذبح إلى /700/ ليرة سورية، ويقترب بذلك من أسعار لحم الغنم، مع الفوارق التي تميل لمصلحة الجمال، من حيث طعم لحومها ومناسبتها للمرضى، علماً أن الجمال بأنواعها كافة تباع في أسواق اللحوم عدا "الهجن"، التي يمكن الاستفادة منها في السباقات والركوب».

وفيما يخص طعام الجمال يقول "برغوث": «تأكل الجمال "الشوكيات، الشيح، القيصوم، الشنان، الصباريات، نبات الرمث، وغيرها من النباتات"، إضافة إلى الأعلاف التي يتم اللجوء إليها في سنوات الجفاف».

وحول واقع تربية الجمال في "درعا" تحدث الدكتور "محمد حريدين" رئيس قسم الثروة الحيوانية في مديرية زراعة "درعا"، بتاريخ 9/1/2011 لموقع eDaraa قائلاً: «تعتبر تربية الجمال حديثة في المحافظة، ظهرت على شكل حيازات صغيرة، يبلغ عدد المربين /18/ مربياً، يملكون نحو /270/ رأساً من الجمال، وتنتشر تربيتها في مناطق عدة منها "البادية، اللجاه، بصرى، النعيمة، خربة غزالة، داعل، الطف، غباغب، جدل، المسمية، بصر الحرير"، وتسمى الجمال بعدة مسميات أهمها "الابل، النوق، البعير"، كما لها مسميات حسب عمرها "الحوار، المفرود، اللجي، الحق، الجذع، الثني، المطية، البكرة، القحا"».

وفيما يتعلق بالخدمات الصحية التي تقدمها مديرية الزراعة للجمال يقول الدكتور "عاطف العاسمي" معاون رئيس دائرة الصحة الحيوانية في مديرية الزراعة: «نقدم لمربي الجمال نوعا واحداً من اللقاحات، وهو لقاح "البروسيلا" الحمى المالطية للمواليد الجدد من الجمال، الذي تتراوح أعمارها بين /6 -18/ شهراً، إضافة للفحوص الدورية والتحصينات الوقائية والأدوية والأشراف الصحي الدائم».

وحول المقننات العلفية التي تقدم للجمال ذكرالمهندس "عبد الكريم شباط" مدير فرع مؤسسة الأعلاف: «تقدم المؤسسة لكل مربي جمال /25/ كغ من النخالة شهرياً، و/100/ كغ شعيرا بأسعار رمزية، كما يحق للمربي أن يستجر إضافة لهذه الكميات ما بين /1 -25/ كغ شعيراً شهرياً».