قطعوا المسافات الطويلة وجاؤوا إلى سهل "حوران"، وفي سهولها وجدوا ضالتهم، حيث الخضرة والمياه، ليعملوا كعمال زراعيين، وليساهموا في زيادة الإنتاج وتحسينه.

موقع "eDaraa" تناول واقع العمالة الزراعية المحلية الوافدة إلى محافظة "درعا"، والتقى عدداً من العمال والمزارعين والمعنيين بالمحافظة بتاريخ "8/12/2010"، يقول العامل" فهد العبد الله" من "محافظة الرقة": «نعمل مدة /8/ أشهر في السنة تقريباً، وعلى فترات مختلفة، ونتقاضى أجوراً لا بأس بها، حيث تبلغ أجرة العمل للعامل الواحد من/40-50/ ليرة سورية في الساعة، أو/500/ ل.س لليوم الواحد».

نعمل مدة /8/ أشهر في السنة تقريباً، وعلى فترات مختلفة، ونتقاضى أجوراً لا بأس بها، حيث تبلغ أجرة العمل للعامل الواحد من/40-50/ ليرة سورية في الساعة، أو/500/ ل.س لليوم الواحد

أما العامل "عبود الحمد" من محافظة "الحسكة" فقال: «وجدنا فرصتنا فيها، وليس هذا فحسب بل أصبحنا عمال مقيمين بشكل دائم، كما تأثرنا بعاداتها وتقاليدها، وانصهرنا بمجتمعها حيث نتبادل الزيارات والصداقات الشخصية مع بعض أسرها، ووصلت الأمور إلى حد المصاهرة بيننا».

العامل "علي المحمد"

بالمقابل يقول السيد "أحمد سليمان" مزارع خضار في "درعا": «يعمل لدي /200/ عامل وافد من المحافظات الشرقية، منهم /80/ عاملاً يعملون بشكل دائم، واعتمد عليهم بكل شيء، حيث يقومون بجميع مراحل الأعمال الزراعية من مرحلة الزراعة حتى جني المحصول وفرزه وتوضيبه، خاصة أنهم يعملون في الفترتين الصباحية والمسائية، ما يؤدي إلى إنجاز العمل بأقصى سرعة ممكنة».

أما السيد "أحمد حجازي" رئيس الجمعية الفلاحية في مدينة "طفس" فقال: «من المعروف أن "طفس" والأراضي المجاورة لها، هي سلة المحافظة من الخضار والفواكة، الأمر الذي يتطلب أيدي عاملة كبيرة، تتمكن من العمل في كافة أوقات السنة، وهذا ما جعل مدينتنا مقصداً لقسماً كبيراً منهم، لدرجة أن أعدادهم تجاوزت/12/ ألف عامل.

السيد "محمود المذيب"

وكان لهذه العمالة أثراً إيجابيا على الزراعة بالمحافظة، حيث ساهمت في زيادة المساحات المزروعة وزيادة الإنتاج ولمختلف المحاصيل والأصناف المزروعة، وبالتالي أصبح المزارع مطمئنا لتوافر الأيدي العاملة الكافية للزراعة والقطاف، بعد أن كان يعتمد على بعض أفراد أسرته فقط».

وحول حجم العمالة الزراعية الوافدة تحدث السيد "محمود المذيب" رئيس شعبة العمل الزراعي في مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل "بدرعا" بتاريخ "13/12/2010" لموقع "eDaraa" قائلاً: «منذ /10/ سنوات تقريباً بدأت العمالة الوافدة المحلية تتوافد من المحافظات الشرقية والشمالية، إلى سهول "حوران" طلباً للعمل، ولا توجد أرقام ومعطيات دقيقة عن حجم هذه العمالة حتى الآن لصعوبة حصرها، لكن في العام /2009/ أجرت مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل، مسحاً اجتماعياً لأسر العمالة الزراعية الوافدة، وقدر عددهم آنذاك بـ/1347/ أسرة، كما تم اجراء مسح اجتماعي آخر هذا العام للأسر الفقيرة في المحافظة، ومن ضمنها العمالة الزراعية الوافدة، لكن لم تعلن نتائجة بعد».

السيد "خليل الشحادات"

وأخيراً ذكر السيد "خليل الشحادات" عضو المكتب التنفيذي في محافظة "درعا" والمسؤول عن الزراعة والاستثمار: «تشير المعلومات إلى أن عدد العمالة المحلية الوافدة إلى المحافظة يزداد سنوياً، ويقدر عددها بأكثر من /20/ ألف عامل، وتأتي معظمها من محافظات، "الحسكة، وريف حلب، وأدلب، والرقة، ودير الزور" وغيرها من المحافظات، بعد أن أجبرتها الظروف المادية والمعاشية للبحث عن مصادر جديدة للرزق والعمل.

تعمل هذه العمالة الوافدة بشكل عام بالقطاع الزراعي على شكل ورشات عمل غالباً، نظراً لوجود زراعات حديثة ومتطورة وإنتاج وفير بالمحافظة، ما يسهل على المزارعين عملية البحث عن عمالة في أماكن مختلفة، ناهيك عن كونهم متفرغين للعمل في الأوقات كافة، وهذا مؤشر إيجابي على دورهم الهام في المساهمة بعملية التنمية في المحافظة».