على الرغم من تعرض الثروة الحيوانية في محافظة "درعا" لسنوات الجفاف وانحباس الأمطار، فإن أعدادها في تزايد مستمر، ناهيك عن دخولها دائرة الاستثمار الزراعي، في الوقت الذي تساهم فيه بتأمين الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي من مواد اللحوم والألبان وغيرها، فضلا عن دورها في توفير فرص عمل للكثير من المربين والفنيين الزراعيين والعاملين في صناعة المشتقات الحيوانية.

موقع "eDaraa" بحث واقع الثروة الحيوانية في محافظة "درعا" مع عدد من المربين وأصحاب العلاقة، وبدأ مع السيد "عثمان النعمة" مربي أغنام، والذي تحدث بالقول: «أقوم بتربية الأغنام منذ عشر سنوات، وهي تربية مجدية وتختلف ريعيتها الاقتصادية من موسم لآخر، لارتباطها بالظروف المناخية وجودة الموسم الزراعي، لذا أرى ضرورة أن يشمل صندوق الدعم الزراعي القطاع الحيواني أيضاً، ولا يقتصر دوره على بعض المحاصيل الزراعية، لأن الشق الحيواني لا يقل أهمية عن النباتي في مساهمته في عملية التنمية».

تم إجراء حصر شامل لإعداد الثروة الحيوانية، بالتعاون مع المكتب المركزي للإحصاء والاتحاد العام للفلاحين، وقد انهت لجان العد عملها في محافظة "درعا" بتاريخ "2/12/2010"، وتجري حالياً عمليات استلام الاستمارات، ليتم تسليمها إلى المكتب المركزي للإحصاء

بدوره السيد "ماجد الشحادات" رئيس الاتحاد الفلاحي في "درعا"، تحدث بالقول: «تعتبر الثروة الحيوانية في المحافظة مصدر دخل هام لعشرات الآلاف من الأسر في المحافظة، لكن يعاني مربو الثروة الحيوانية من صعوبات عديدة تقف حائلة في سبيل زيادة الإنتاج وتحسينه أبرزها، سنوات الجفاف وما نتج عنها من قلة في المراعي والمياه، وعدم كفاية المقننات العلفية التي تقدمها مؤسسة الاعلاف، وارتفاع أسعارها في السوق السوداء.

فمثلاً يبلغ سعر طن العلف المركب أبقار حلوب /18,200/ل.س، في الوقت الذي يبيع فيه المربي كيلو الحليب الواحد ب/16/ل.س فقط».

موقع "eDaraa" التقى بتاريخ "12/12/2010" الدكتور "محمد حريدين" رئيس قسم الثروة الحيوانية في مديرية زراعة "درعا"، والذي تحدث حول واقع الثروة الحيوانية قائلاً: «حظي قطاع الثروة الحيوانية باهتمام كبير من قبل الجهات المعنية والمربين في المحافظة، من خلال زيادة أعداد القطيع وتقديم كافة المستلزمات والمتطلبات الأساسية للمربين من اعلاف وخدمات صحية ولقاحات تحصينية.

فقد وصل عدد مزارع تربية الأبقار الحلوب وتسمين العجول المرخصة بدرعا إلى /244/ مزرعة، تبلغ طاقتها الاستعابية /7820/ بقرة و/18087/ عجلا بالدورة الواحدة، ويبلغ عدد مزارع تربية الأغنام وتسمين الخراف/18/ مزرعة، تبلغ طاقتها الاستيعابية /4587/ نعجة و/2969/ خاروفا بالدورة البالغة مدتها /6/ أشهر لعملية التسمين».

وحول الاعداد الكلية للثروة الحيوانية في "درعا" وإنتاجها السنوي قال المهندس "صالح المقداد" رئيس قسم الشؤون الاقتصادية في مديرية الزراعة: «ارتفع عدد رؤوس الأبقار حسب إحصائيات العام الماضي ليصل إلى /46477/ ألف رأس، منها /40/ ألف رأس من الأصناف المحسنة، والباقي من الأصناف المحلية والشامية والأجنبية، وبلغ إجمالي إنتاج الأبقارمن مادة الحليب/69227/طنا، ومن اللحم/2815/ طناً، في حين بلغ عدد رؤوس الأغنام /530091/ رأساً، منها /360559/ رأساً حلوباً، بلغ إنتاجها السنوي /19967/ طناً من الحليب و/5399/ طناً من اللحم، بينما وصل إجمالي عدد رؤوس الماعز بالمحافظة بصنفيها الجبلي والشامي إلى/ 65472/ رأساً، وبلغ إنتاجها من اللحم سنويا /339/ طناً، ومن الحليب /2182/ طناً، فيما وصل عدد خلايا النحل إلى /45/ ألف خلية تنتج نحو /160/ طناً عسل سنوياً».

وفيما يخص الاحصاء الأخير للثروة الحيوانية أضاف "المقداد": «تم إجراء حصر شامل لإعداد الثروة الحيوانية، بالتعاون مع المكتب المركزي للإحصاء والاتحاد العام للفلاحين، وقد انهت لجان العد عملها في محافظة "درعا" بتاريخ "2/12/2010"، وتجري حالياً عمليات استلام الاستمارات، ليتم تسليمها إلى المكتب المركزي للإحصاء».

وعن دخول قطاع الثروة الحيوانية في المحافظة مجال الاستثمار الزراعي يقول السيد "خليل الشحادات" عضو المكتب التنفيذي في محافظة "درعا" والمسؤول عن الزراعة والاستثمار: «استقطب توافر الثروة الحيوانية في المحافظة خلال السنوات الأخيرة، مشاريع استثمارية من المتوقع أن توفر آلاف فرص العمل.

وهو ما يؤشر إلى انتقال واقع هذه الثروة من حالة التربية في الحضائر والرعي في البادية وما يرافقها من معاناة، إلى الاستثمار الأمن والقائم على الدراسات العلمية والجدوى الاقتصادية، إضافة لقدرة هذه الاستثمارات على توفير مادة اللحوم بنوعيها الحمراء والبيضاء، ونشوء صناعات مترافقة مع هذه الاستثمارات، كتسمين عجول وتربية أبقار وخراف، ومعامل ألبان وأجبان، ومشاريع إنتاج الخلائط العلفية للثروة الحيوانية، إضافة لتشميل مشاريع تهتم بصناعة الأسمدة الناتجة عن هذه المشاريع، التي وصلت تكاليفها التقديرية إلى /1.2/ مليار ليرة سورية.

علماً أن توافر الأرض والمساحات الكافية، وسهولة الحصول على التراخيص، وقرب المحافظة من الأسواق المستهلكة لمنتجات هذه المشاريع وتوافر اليد العاملة، كلها عوامل لعبت دوراً بارزاً في حضور هذه المشاريع».

وفيما يتعلق بالحالة الصحية العامة للثروة الحيوانية بالمحافظة ذكر الدكتور "محمد حريدين" رئيس قسم الثروة الحيوانية: «إن القطيع لا يعاني من أي أمراض خطيرة، وذلك نتيجة الحملات التحصينية المستمرة، والرعاية الصحية وحملات التوعية للمربين، والتي تنفذها المديرية، حيث تقدم دائرة الصحة الحيوانية والخدمات البيطرية للثروة الحيوانية عبر /54/ مركزاً بيطرياً موزعة في جميع الوحدات الزراعية الإرشادية بالمحافظة، وتضم كادراً بيطرياً متخصصاً، لتقديم كافة الاستشارات والخدمات الصحية لمربي الثروة الحيوانية مجاناً».

وحول توزيع المقننات العلفية على الثروة الحيوانية قال المهندس "عبد الكريم شباط" مدير فرع "درعا" للمؤسسة العامة للأعلاف: «يقوم فرع المؤسسة العامة للأعلاف بتوزيع المقنن العلفي على مربي الثروة الحيوانية، عبر دورات علفية، تحدد خلالها الكميات المخصصة لكل رأس من حيث الكميات والنسب ووفق خلطات مدروسة وأسعار مناسبة، وتتم عمليات التوزيع على الأبقار بموجب الجداول الاحصائية المعتمدة من قبل وزارة الزراعة، في حين يتم توزع الأعلاف على الأغنام والماعز حسب جداول وبطاقات التحصين الوقائى المعتمدة من مديرية الزراعة.

حيث يعطى للرأس الواحد من الأبقار /50/ كغ جاهز حلوب ومن /1-25/ كغ شعير، فيما يعطى الرأس الواحد من الأغنام /10/كغ نخالة و/14/ كغ شعير و/1/كغ جاهز أغنام، وتوزع الأعلاف على المربين عبر أربعة مراكز هي مركز بلدة "المسيفرة"، ومركز مدينة "الصنمين"، ومركز "المزيريب"، ومركز مدينة "ازرع"، في الوقت الذي يوجد في المحافظة /17/ معملا مرخصا للاعلاف».