أصبحت زراعة أشجار الزيتون، تقليداً عاماً في "درعا"، نظراً لأهميتها في تأمين حاجة السكان من مادتي "الزيتون والزيت"، وتوفير فرص عمل لقسم لا بأس به من العمال تمكنهم من تحسين مستوى معيشتهم، عدا دورها في تحسين الواقع البيئي باعتبارها من الأشجار دائمة الخضرة على مدار العام، كما تسهم في تحقيق التوازن البيئي، وتضفي على المنطقة طابعاً أخضر يحسن المنظر الجمالي، الإ أنها تتأثر سلباً بالجفاف وانحباس الأمطار خاصة في السنوات الأخيرة.

موقع "eDaraa" بحث واقع "زراعة الزيتون" في "محافظة درعا"، والتقى السيد "محمد شاكر" من مزارعي أشجار الزيتون: «تعد زراعة أشجار الزيتون في المحافظة من الزراعات الأساسية الاقتصادية والغذائية الهامة، لكن تعترضها العديد من الصعوبات تتمثل في عدم توافر المياه لري الأشجار، وارتفاع تكاليف مستلزمات الإنتاج من محروقات وأسمدة وأدوية مكافحة وأجور جني المحصول».

تعد زراعة أشجار الزيتون في المحافظة من الزراعات الأساسية الاقتصادية والغذائية الهامة، لكن تعترضها العديد من الصعوبات تتمثل في عدم توافر المياه لري الأشجار، وارتفاع تكاليف مستلزمات الإنتاج من محروقات وأسمدة وأدوية مكافحة وأجور جني المحصول

أما المهندس "جمال فروخ" مزارع زيتون فقال: «تشكل زراعة الزيتون عبئاً ثقيلاً على أغلب المزارعين لانخفاض أسعار الزيت، علماً أن سعر العبوة حجم /16/ كيلو غراماً انخفض إلى حدود /2000/ ليرة خلال الموسم الماضي، في حين تبلغ تكلفتها الإجمالية حوالي/1500/ ليرة سورية، وهذا السعر لا يكاد يغطي تكاليف الإنتاج، ولا يحقق أرباحاً توازي الجهد والنفقات، لذا نقترح رفع قيمة الدعم من صندوق الدعم الزراعي للدونم الواحد من الزيتون من/ 500/ إلى /1000/ ل.س، وفتح منافذ لتصدير "زيت الزيتون" الذي يعد من أجود الأصناف، وإعادة النظر بضريبة الري المفروضة وخفضها، واعتماد المساحات المروية والمزروعة فعلاً لدى تحصيل تلك الضريبة».

المهندس "أحميد الخابوري"

موقع eDaraa التقى بتاريخ 25/11/2010 المهندس "مصطفى الحميدي" رئيس دائرة المكاتب المتخصصة في مديرية زراعة "درعا"، والذي تحدث قائلاً: «تحتل زراعة أشجار الزيتون المرتبة الأولى من حيث المساحات المزروعة بالنسبة للأشجارالمثمرة، حيث تبلغ المساحة الاجمالية المزروعة بها /30/ ألف هكتار، منها /5470/ هكتاراً مساحات مروية والباقي بعلاً، تضم حوالي/6,3/ ملايين شجرة معظمها في طورالإنتاج، يقدر إنتاجها للموسم الحالي بـ/59/ ألف طن من ثمار الزيتون مقارنة مع /80/ ألف طن في الموسم الماضي، وذلك بسبب الحرارة المرتفعة التي سادت خلال شهري "تموز وآب" الماضيين، وأدت إلى جفاف الكثير من الثمار وتساقطها، فيما يقدر إنتاج الزيت بـ/4500/ طن تقريباً، مقارنة مع /12/ ألف طن في الموسم الماضي، ويتميز زيت "درعا" بالجودة العالية لعدم احتوائه على مواد كيميائية أو مبيدات حشرية لكون زراعته تتم بصورةعضوية تقريباً، علماً أنه يوجد في المحافظة /38/ معصرة حديثة تعمل على الطرد المركزي».

وبالنسبة لأصناف الزيتون المزروعة في المحافظة أضاف "الحميدي": «تزرع أنواع عديدة أهمها "الاسطنبولي، القيسي، الصوراني، النبالي، أبوشوكة، الرومي، الدان، المصعبي"، وتتميز جميعها بارتفاع إنتاجها وجودة زيوتها، وتنتشر في مختلف أنحاء المحافظة وخاصة في مدينة "درعا" وبلديات "داعل، نوى، طفس، الشيخ مسكين، ابطع، ازرع، غزالة، جاسم، انخل، الحارة"».

المهندس "محمد الشحادات"

وفيما يخص الصعوبات التي تواجه الزراعة قال "الحميدي": «نتيجة لسنوات الجفاف التي واجهت المنطقة في السنوات الأخيرة، تعاني شجرة الزيتون من قلة الرطوبة ما ينعكس على إنتاجها وحيويتها، ناهيك عن صعوبات تسويق الإنتاج وتصريفه، وللارتقاء بقطاع الزيتون وتحسين إنتاجه في ظل التقلبات المناخية الأخيرة، لذا لا بد من البحث عن أصناف جديدة من غراس الزيتون تلائم مناخ كل محافظة لا أن توزع بشكل عشوائي، وضرورة وجود برنامج زمني لري الأشجار، لأن زيادة الري تسيء إلى نسبة الزيت في الزيتون».

وفيما يتعلق بدعم زراعة أشجار الزيتون يقول المهندس "أحميد الفاخوري" مدير صندوق دعم الإنتاج الزراعي "بدرعا": «يتم دعم المساحات المزروعة بالزيتون والحاصلة على التنظيم الزراعي، بمبلغ /500/ ليرة سورية للدونم الواحد من صندوق الدعم الزراعي، أما المساحات غير الحاصلة على التنظيم الزراعي فيحق لمديريات الزراعة اتخاذ إجراءات التسوية المسموح بها وفقاً لما يلي: تسوية واقع أشجار الزيتون للمساحات المشجرة قبل عام /1981/ سواء أكانت زراعة بعلية أم مروية، وتسوية المساحات المزروعة خلال الفترة /1981-1887/ سواء أكانت زراعة مروية أم بعلية في منطقتي الاستقرار الأولى والثانية، وتسوية المساحات المزروعة في منطقتي الاستقرار الأولى والثانية الهضبية والجبلية، وفي الأراضي المروية في كافة مناطق الاستقرار باستثناء الأشجار المثمرة المزروعة في الأراضي السهلية، وتسويتها في الأراضي البعلية في منطقتي الاستقرارالأولى والثانية الهضبية والجبلية للمساحات المشجرة خلال الفترة /2001- 2006/.

وتسوية المساحات المزروعة في مواقع مشروع الحزام الأخضر، ويشترط للحصول على الدعم الزراعي أن تكون المساحات مخططة وفق الخطة الزراعية للموسم /2010- 2011/، وأن يتقدم المزارع بطلب للاستفادة من الدعم موثق من الوحدة الارشادية التابع لها، وأن يتم التحقق الميداني من المساحات المنفذه قبل شهر واحد من الحصاد على أساس المساحة المنفذه والمرخصة، وقد بلغت المساحات الكلية المستحقة للدعم للموسم الحالي /53860/ دونماً، وبلغ عدد المزارعين المتقدمين /2784/ مزراعاً».

وحول تسويق زيت الزيتون ذكر المهندس "عبد الحميد المسالمة" رئيس دائرة التسويق الزراعي في مديرية زراعة درعا: «مازالت هناك كميات كبيرة من زيت الزيتون مخزنة لدى مزارعي الزيتون من الموسم الماضي لعدم وجود منافذ تسويقية، ولقلة الأسعارالمحلية مقارنة مع تكاليف الإنتاج، في الوقت الذي بدأ اتحاد المصدرين السوريين بفتح الأبواب للتصدير، ولتسهيل عملية تصدير زيت الزيتون أرى ضرورة أن يتم فلترة وتصفية وتنقية وتعبئة الزيت بأوزان وأحجام مختلفة بما يتناسب مع ذوق المستهلك بالخارج».

وفيما يخص الدور الإرشادي لتطوير زراعة أشجار الزيتون قال المهندس "محمد الشحادات" رئيس دائرة الإرشاد الزراعي في مديرية الزراعة: «أولت مديرية الزراعة هذا النوع من الزراعات اهتماماً خاصاً تمثل بتأمين الغراس المتميزة كماً ونوعاً، وتنفيذ برنامج إرشادي وإقامة الأيام الحقلية والندوات الإرشادية وبمدرستين حقليتين للزيتون في كل من بلدتي "الحراك، الكرك" لتدريب الفلاحين المنتسبين على مراحل نمو شجرة الزيتون وزراعتها وسقايتها وتسميدها وطرق تقليمها ومكافحة الآفات والأمراض التي تصيبها، وبالتالي نشر هذه الثقافات بين مزارعي الزيتون في جميع مناطق المحافظة بهدف الوصول إلى زراعة نموذجية، تتبع فيها أفضل الطرق والأساليب المتطورة وصولاً إلى الإنتاج الوفير».

وللحفاظ على هذه الزراعة الهامة ذكر المهندس "الشحادات": «انه يجب الاعتماد على برنامج الإدارة المتكاملة في مكافحة الأمراض والحشرات التي تصيب أشجار الزيتون كـ"الذبول، اللفحات، ديدان الجذور" من خلال استخدام الأدوية المناسبة في عمليات المكافحة حسب طبيعة المرض والحشرة، واستخدام طرق الري الحديثة في سقاية الأشجار، واعتماد برنامج زمني محدد للسقاية بمعدل مرة كل /15/ يوماً لزيادة الإنتاج ورفع نسبة الزيوت في الثمار، والقيام بعمليات التقليم في الأوقات والمواعيد المحددة بما يتناسب مع عمر وحجم الشجرة، وتحضير وإعداد التربة وتنظيفها من الأعشاب وتحليلها لتحديد أنواع الأسمدة الواجب إضافتها لمزارع الزيتون، واستخدام الأسمدة العضوية والآزوتية لتحسين النمو الخضري للأشجار، والأسمدة الفوسفورية لزيادة نسبة الازهار».