تمكنت "رويدا أبازيد" عبر تسلحها بالإرادة الراسخة والسعي الدؤوب لتحقيق حلمها بإقامة مشروع صغير تصنع فيه حلوى "الفستقية والسمسمية"، ليحقق قفزة نوعية في حياتها المهنية بعد عناء طويل أمضته في البحث عن عمل، وقضاء مدة من التجريب والتدريب والسعي لاكتساب الخبرات الكفيلة بتطوير وتحسين مشروعها.

حول قصة نجاحها المهنية تحدثت "رويدا أبازيد" لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 24 حزيران 2018، فقالت: «مسيرتي العملية الجديدة بدأت عندما نال مني الإرهاق والتعب بحثاً عن عمل نزيه يكفل لي ولأسرتي قوت يومنا، وتولدت عندي فكرة المشروع قبل سنوات طويلة أثناء زيارتي الأولى لمدينة "حلب" حيث يوجد بعض أقاربي، حيث أعجبتني فكرة تصنيع "الفستقية والسمسمية" في تلك المنطقة، نظراً لسهولتهما وتوفر موادهما الأولية، وبعد عودتي قمت بعمليات متعددة مع أفراد أسرتي الذين لهم قسم كبير من نجاحي بالمشروع ومن تجريب هذا النوع من الحلوى لكوني أحب المغامرة ولا أحب الفشل وأسعى إلى النجاح دائماً، وقمت بإعداد وتجريب عدة طبخات ووجبات خاصة للتصنيع إلى أن نجحت بعد محاولات كثيرة باءت بالفشل».

تمكنت "رويدا أبازيد" من تحقيق حلمها بإقامة مشروع صغير لتصنيع الحلوى بتمويل من هيئة البطالة قبل سنوات لتحقق قفزة نوعية في حياتها المهنية، فقررت تحدي الواقع الذي تعيشه والتحلي بروح المغامرة والخوض في مجال العمل الاقتصادي الخاص بعد مدة من التدريب المستمر والسعي لاكتساب الخبرات الكفيلة بتطوير وتحسين مشروعها. هي إنسانة مجدة، وطموحها لا حدود له، محبة للعمل والعطاء والإبداع؛ وهذا ما يميز ويؤكد هوية الإنسان الحوراني وخصوصية المكان عبر رسالة لتحدي الواقع وما يحمله من قيم وإصرار على متابعة الحياة بظل الظروف التي نعيشها

أمام الإرادة تضمحل كل الصعاب والتحديات، وتتابع حديثها فتقول عن بداية نجاح مشروعها: «أمام التحديات تصبح مواجهة الحياة أسهل، فمن تابع عملي أدرك جيداً أن النجاح يتجسد في نفس الإنسان ورغبته وإرادته وتصميمه، اتجهت لبيع المنتج على "البسطات" في أحياء المدينة، بعدما أجدت صناعة وإعداد "السمسمية والفستقية" اللتين تصنفان من الحلويات الخفيفة، وواجهت صعوبات عديدة، منها ضعف التسويق نظراً لعدم انتشاره بين الناس، إلا أنني تمكنت تدريجياً من الترويج لمنتجي، عندها فكرت بتغيير المسار فلجأت إلى هيئة البطالة لتنفيذ الفكرة التي طالما راودت مخيلتي، وهنا كانت العلامة الفارقة في نجاح المشروع وتطوره وانتقاله إلى مرحلة جديدة؛ عندما حصلت على قرض وتوفرت السيولة المادية، لتبقى مشكلة واحدة أمامي وهي السجل التجاري لأستطيع العمل بأريحية وبطريقة نظامية، وبعدما حصلت على السجل التجاري سجلت المنتج والسمسمية والفستق باسم وماركة للمواد الغذائية، وهنا كانت نقطة الانطلاق والنجاح، بعدها تعرفت إلى بعض تجار المحافظة وتعاملت معهم لتصدير الكميات التي أقوم أنا وأسرتي بإنتاجها».

تحضير وتجهيز السمسمية

آمنت "رويدا" بأن الحياة تحتاج إلى الكثير من الجد على الرغم من الصعوبات العديدة التي واجهتها في بدايات المشروع، والتي أوجزتها بالقول: «آمنت كثيراً بالمثابرة والصبر للوصول إلى الأهداف التي رسمتها لنجاح مشروعي، فلكل مجتهد نصيب، وكان حرصي المستمر على تصنيع قطع حلوى تحمل طعماً شهياً وتترك أثراً جميلاً لدى من يتذوقها، على الرغم من الصعوبات العديدة التي واجهتني في بدايات المشروع، والتي اجتزتها بفضل الإرادة والتصميم، وكان توفير المواد الأولية أهم الصعوبات، حيث كنت أضطر للسفر إلى محافظتي "دمشق وحلب" للحصول عليها والاتفاق مع التجار لتوريدها لعدم توافرها في "درعا"، وما زلت حتى هذه اللحظات أقوم بإحضار وجلب المواد الأولية الخاصة بإنتاج وتصنيع الفستقية والسمسم من هذه المحافظات، ومن أهم المواد التي تدخل في صناعة المنتج: فستق العبيد، والسمسم، والسكر، والماء، و"السلوفان" الخاص بتغليف الفستق والسمسمية».

المهندس "قاسم مسالمة" رئيس غرفة تجارة وصناعة "درعا"، قال عن المشروع الذي أطلقته "رويدا": «تمكنت "رويدا أبازيد" من تحقيق حلمها بإقامة مشروع صغير لتصنيع الحلوى بتمويل من هيئة البطالة قبل سنوات لتحقق قفزة نوعية في حياتها المهنية، فقررت تحدي الواقع الذي تعيشه والتحلي بروح المغامرة والخوض في مجال العمل الاقتصادي الخاص بعد مدة من التدريب المستمر والسعي لاكتساب الخبرات الكفيلة بتطوير وتحسين مشروعها. هي إنسانة مجدة، وطموحها لا حدود له، محبة للعمل والعطاء والإبداع؛ وهذا ما يميز ويؤكد هوية الإنسان الحوراني وخصوصية المكان عبر رسالة لتحدي الواقع وما يحمله من قيم وإصرار على متابعة الحياة بظل الظروف التي نعيشها».

تجهيز السمسمية

يذكر أن "رويدا أبازيد" من مواليد "درعا" 1970.

حلوى الفستق