في حارة شعبية بمدينة "درعا" نشأ، وتعلم وسلك طريقه باتجاه المسرح، فتعلق به وأخلص له، ونال العديد من الجوائز المهمة، عشق "حوران"، فكتب لها، ومثّلها على مسارح الجوار، فكان رسالة خاصة إلى جمهور المسرح في "سورية" والوطن العربي، أثبت من خلالها موهبته الجميلة.

مدونة وطن "eSyria" التقت الممثل المسرحي "فراس المقبل" بتاريخ 22 تموز 2018، ليتحدث عن بداياته قائلاً: «البدايات كانت بين المقاعد الخشبية والسبورة الخضراء في المسرح المدرسي، عندما شاركت بأول عمل مسرحي تحت عنوان: "عودة راحل"، وحصلت على جائزة أفضل ممثل عن دوري في المسرحية، عندها بدأت الأدوار تتالى، فتبعثرت أوراقي مجدداً لأعود وأشترك بالمسابقات الفنية التي تقيمها منظمة "اتحاد شبيبة الثورة"، فحصلت عام 1994 على جائزة أفضل ممثل على مستوى فرع الشبيبة بـ"درعا"، وتابعت مسيرتي ونلت جائزة أفضل ممثل (ثاني) على مستوى المنظمة عن مسرحية "الحجر لا يأكل"، وهناك العديد من الجوائز التي لا أستطيع أن أتذكرها جميعها».

شاركت في مسلسلي "زمن الصمت"، و"سقف العالم" للمخرج "نجدت إسماعيل أنزور" بمشاركة مجموعة من نجوم الشاشة السورية، ومشاركتي الأخيرة كانت في مسلسل "أمام الفقهاء" عام 2012. وتعود قلة مشاركتي إلى قلة العروض، والمسرح بيتي الأول والأخير هو من استضافني (كومبارس)، وتخرجت فيه بجائزة أفضل ممثل لأسلك طريق الإخراج المسرحي، لكن في الوقت نفسه لن أرفض أي عمل يرتقي بالنص والإخراج والفكرة

وعن تجربته في الإخراج وعلاقته بالمسرح، يقول: «الأمور ليست بهذه البساطة، فكما قلت من البداية من له قضية عليه أن يسعى ويحاول، والإنسان يتعلم من تجاربه، وأنا قررت الدخول إلى عالم الإخراج بعد وقوف طويل على خشبة المسرح. التجربة المسرحية رائعة وممتعة، ويبدو أنني استطعت التميز في هذا المجال، خاصة بعد أن نجحت بالحصول على المركز الأول بـ"درعا" بعملي الأول الذي أخرجته بنفسي، وسأتابع هذه التجربة من دون أن أتخلى عن التمثيل.

التحضير الموسيقي للعرض المسرحي

العمل على خشبة المسرح متعة وفائدة بكل معنى الكلمة، خاصة عندما تجسد قضية ما، عندها عليك أن تتقمص دورك وتؤديه بكل حرفية لتفوز بإيصال فكرتك أو رسالتك التي تحملها من خلال العمل إلى عقول الجمهور بمختلف طبقات الوعي وطرائق التفكير، فالطفل الصغير والشاب والكهل كلهم بنفس المستويات يشاهدونك ويجلسون في موقع الحكم والمقيم لمستوى دورك.

المسرح هو لغة العالم وصوت قوي لمن يبحث عن المستمعين، لكن بشروط فنية ناضجة يتقبلها الجمهور، فهو يناقش قضية متكاملة، وقد يجيب عن كثير من الأسئلة التي تستوقفك في بعض الأحيان».

الفنانة علا درغام

وعن تجاربه التلفزيونية، يقول: «شاركت في مسلسلي "زمن الصمت"، و"سقف العالم" للمخرج "نجدت إسماعيل أنزور" بمشاركة مجموعة من نجوم الشاشة السورية، ومشاركتي الأخيرة كانت في مسلسل "أمام الفقهاء" عام 2012. وتعود قلة مشاركتي إلى قلة العروض، والمسرح بيتي الأول والأخير هو من استضافني (كومبارس)، وتخرجت فيه بجائزة أفضل ممثل لأسلك طريق الإخراج المسرحي، لكن في الوقت نفسه لن أرفض أي عمل يرتقي بالنص والإخراج والفكرة».

حول علاقة المسرح بالأزمة التي مرت بها "سورية"، وهل جسدها المسرح كما فعلت الدراما، يضيف "المقبل": «المسرح هو أيضاً مرآة تعكس نبض الشارع وهمومه وآماله وطموحاته وأوجاعه وآلامه، لكن الأعمال التي جسدها المسرح لم ترتقِ بالعدد إلى ما قدمته الدراما، لكنها ارتقت نوعاً وتنوعاً. وأدعو كل الشباب لمتابعة الأعمال التي تقدم على أي مسرح، فالعمل المسرحي يعلم الالتزام ويحمل الكثير من التشويق والمبادئ والقيم التي تربينا عليها، والمسرح هو إرث حضاري ورثناه من أجدادنا وعلينا الحفاظ عليه وعلى مصداقيته وقضاياه التي يقدمها».

فراس المقبل

الفنانة "علا درغام" تحدثت عن "المقبل" وأعماله وحياته الاجتماعية، فقالت: «هو الشاب الطموح الذي تغلب على كل مصاعب الحياة، فبدأ حياته الفنية من (كومبارس) المسرح، ليصل إلى أفضل ممثل مسرحي، واليوم هو من مخرجي الصف الأول في المسرح السوري، وليس "درعا" فقط. أعماله القيمة أسقطت نفسها على معاناة السوريين اليومية، فكانت رديفاً للألم والفرح، وجميع أعماله لاقت استحسان الشارع السوري، كان المميز دائماً تمثيلاً وإخراجاً.

من أجمل أعماله "العاري والأنيق"، هذا العمل الذي ترسخ في ذاكرتنا إلى اليوم، ونحن بانتظار النسخة الثانية منه. الأعمال المسرحية هي من صنعت "فراس المقبل"، وأنا أجده في المسرح أكثر من شاشات الفضائيات والدراما».

بقي أن نذكر، أن الفنان "فراس المقبل" من مواليد محافظة "درعا"، عام 1978، درس "معهد موسيقا"، وتخرج فيه عام 1992، ولم يتابع العمل في هذا المجال، واتجه للعمل المسرحي، وانتقل بعدها إلى الإخراج. كوّن فرقته الخاصة المؤلفة من شباب موهوبين من هواة المسرح، واستطاع من خلال هذه الفرقة تمثيل محافظة "درعا" في مختلف المهرجانات المسرحية المركزية، واستطاعت التميز دائماً.