فنانٌ أحبّ الرسم منذ الطفولة، واتّخذه هوايةً له يلجأ إليها مع كل إحساس جديد، فجسّد لوحاته الفنية بطريقة تراثية متأثراً بطبيعة "سهل حوران" و"الجولان" وتراث محافظته، ليخلّد كل لحظة جميلة تشهدها عيناه أينما حلّ.

الفنان "محمد الزامل" حلّ ضيفاً على مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 27 نيسان 2017، فقال عن بدايته:

اللوحات الواقعية هي نقل الواقع، لكن خصوصيتها تكمن في لمسة الفنان من خلال إضافاته وروح التجديد لديه، وهنا أشعر بأنني أنتمي إلى المدرسة الواقعية البعيدة عن التعقيدات، والفن بالنسبة لي هواية وجدت فيها نفسي واستطعت من خلاله نقل ما في داخلي من أحاسيس إلى حياة ملونة جسدتها اللوحة التي أخذتها من الواقع، ورسمتها من الخيال

«منذ الصغر، كانت رغبتي دائمة في تقليد الأشكال على ورقة بيضاء، وكنت أشعر بأفكار أنقلها إلى ورقتي أغيرها حسب ما أهوى، وحالة من الراحة في التعاطي مع الأشياء والأشخاص كانت تعتريني. كذلك التشجيع والتحفيز على الرسومات التي كنت أقدمها في المراحل المدرسية المبكرة، التي كانت تنال إعجاب المدرّسين والكوادر التعليمية دفعاني إلى المتابعة».

من لوحات الفنان الزامل

يتابع "الزامل": «في طفولتي كنت أحب الرسم لدرجة أنني لم أترك مكاناً إلا ورسمت عليه، لكن رسوماتي كانت بالرصاص فقط، ومع مرور الزمن دخلت في مسابقات الرواد وتميزت فيها، وحصلت على المراكز الأولى؛ وهو ما شجعني على الاستمرار والرسم بالألوان، وتعلمت المبادئ الأساسية ونماذج الألوان، وهكذا كانت البداية، فاشتريت الألوان الزيتية، وبدأت المزج، وأخذت أرسم على كرتون "الكانسون" كنوع من التمرين، فتطورت تدريجياً حتى وصلت إلى هذه المرحلة».

وعن مفهوم اللوحة التشكيلية، ومن أين يستمدّ مواضيع لوحاته، قال: «الموقف البصري والحسي من الأشياء والحياة، والانفعالات العفوية التي يجب أن يقودها، ومن هنا أميل إلى فكرة أن اللوحة ليس لها مصدر محدد، بل هي الأشياء المجتمعة وأمور الحياة العادية، وجمال الطبيعة وتخيلاتها من البيوت القديمة، مروراً بالليل القروي الهادئ والطبيعة المميزة المستمدة من الواقع؛ وهو ما جعل من مخيلتي طبيعةً بحدّ ذاتها، وكانت هذه خدمة قدمتها لي بيئتي، ومثّلت لي خزاناً غنياً يستغلها الفنان الذكي بإدراكه لعناصر وخصائص ودقائق بيئته وهمومها، ثم يحولها في وعيه الفني إلى صياغات صورية يعمد إلى إلقائها على سطح اللوحة».

يمارس هوايته بالرسم

أما المدرّسة الفنية التي ينتمي إليها "الزامل"، فقال عنها: «اللوحات الواقعية هي نقل الواقع، لكن خصوصيتها تكمن في لمسة الفنان من خلال إضافاته وروح التجديد لديه، وهنا أشعر بأنني أنتمي إلى المدرسة الواقعية البعيدة عن التعقيدات، والفن بالنسبة لي هواية وجدت فيها نفسي واستطعت من خلاله نقل ما في داخلي من أحاسيس إلى حياة ملونة جسدتها اللوحة التي أخذتها من الواقع، ورسمتها من الخيال».

وعن وجود اللونين الأسود والبرتقالي في أغلب أعماله الفنية، قال: «للألوان تأثير كبير في نفس الإنسان عند رؤيتها، واللونان الأسود والبرتقالي لهما جمالية خاصة لدي لما يمثلانه؛ فالأسود يرمز إلى القوة والظلام، وهو "ملك الألوان"، وقد يرمز إلى الحزن. واللون البرتقالي لون السعادة والثقة ومصدر الإمكانات الكامنة، ويرمز إلى البهجة والإثارة، وأنا ابن "حوران"، حيث ولدت في هذه البيئة الغنية بالتراث والأماكن المهمة التي تعاقبت عليها الحضارات؛ لذا من الطبيعي أن تجده بقوة في لوحاتي.

لوحة من البيئة الحورانية

وعن مشاركاته ومعارضه، قال: «استطعت تجاوز الخبرة الأكاديمية من خلال الخبرة التي حصلت عليها فيما بعد عن طريق تنمية الموهبة، وكل لوحة لها قصة، وكل معرض له حكاية، ومن المعارض التي شاركت فيها، المعرض الفني التشكيلي الجوال السنوي، الذي افتتحت فعاليته في صالة المتحف الوطني في "درعا" عام 2011، بمشاركة واسعة من الفنانين التشكيليين من جميع المحافظات السورية. والملتقى الفني الأول في "درعا" أيضاً، الذي نظمته دار الثقافة عام 2009، وشاركت بمعارض سنوية على مستوى المحافظة، التي تقيمها مديرية الثقافة، وفي معارض نقابة المعلمين حيث نالت إحدى لوحاتي التي تتحدث عن الوطن المركز الأول على مستوى القطر عام 2016، إضافة إلى المشاركة في 10 معارض أقامتها منظمة الشبيبة في "درعا" و"القنيطرة" و"دمشق" و"ريف دمشق"».

وفي لقاء مع الفنانة "سمر قرقطي"، قالت عن الفنان "محمد الزامل": «من الفنانين المتميزين في المحافظة بوجه عام، ويأتي هذا التميز من خطه الفني الذي ينتهجه، والذي أضاف إليه طابعاً أو بصمة ميزت لوحاته عن لوحات الآخرين، يستخدم أسلوباً دافئاً في الألوان، في لوحاته قصص تعيدنا إلى طفولتنا حتى لو لم تلامس معاناتنا فيها؛ فهو يرسم الفن التشكيلي الواقعي الحديث بطريقة الألوان المتداخلة بعضها مع بعض، التي تشعرك بأنها تكون موضوعاً قد يبدو للوهلة الأولى بالنسبة إلى المتلقي موضوعاً غامضاً، لكن حقيقة الأمر لو دققنا النظر فيها لوجدنا أن في كل جزء منها موضوعاً خاصاً».

بقي أن نذكر، أنّ الفنان "محمد الزامل" من مواليد مدينة "درعا"، عام 1967.