"المطلوع" نوع من الرقصات الحورانية المعروفة، يعدّ وسيلة من وسائل البهجة عند الضيق، يمارس ويؤدى من قبل عدة أشخاص، وله حركات منتظمة ومدروسة، ولحن معين، ويعدّ "المطلوع" في جبل "حوران" الأجمل في كل الريف السوري.

مدونة وطن "eSyria" التقت "خالد عويضة" أحد المهتمين بالتراث الحوراني بتاريخ 22 حزيران 2016، وتحدث عن الأغاني التراثية والرقصات الشعبية الحورانية ومنها "المطلوع"، وبحثنا معه أهم الحركات التي يقوم عليها هذا الفن والأغاني التي تردد فيه، ويقول: «الفلكلور والأغنية الشعبية والرقصات الشعبية في "حوران" لها خصوصيتها التي تميزها عن بقية ألوان الفلكلور والتراث الشعبي، فهي جماعية، وتصلح لأكثر من زمان ومكان وهو ما يمنحها الديمومة، وتعبر عن مشاعر العامة لا عن مشاعر مؤديها ومغنيها فحسب، فهي لا تعتمد الفردية بل جماعية الأداء، ومن أهم أنواع تلك الرقصات "المطلوع" التي تحتاج إلى عدة أشخاص، وله حركات منتظمة ومدروسة، وله الأغاني الخاصة به المنسجمة مع حركاته، وله لحن معين، ومن أهم الأبيات المغناة في "المطلوع":

الفلكلور والأغنية الشعبية والرقصات الشعبية في "حوران" لها خصوصيتها التي تميزها عن بقية ألوان الفلكلور والتراث الشعبي، فهي جماعية، وتصلح لأكثر من زمان ومكان وهو ما يمنحها الديمومة، وتعبر عن مشاعر العامة لا عن مشاعر مؤديها ومغنيها فحسب، فهي لا تعتمد الفردية بل جماعية الأداء، ومن أهم أنواع تلك الرقصات "المطلوع" التي تحتاج إلى عدة أشخاص، وله حركات منتظمة ومدروسة، وله الأغاني الخاصة به المنسجمة مع حركاته، وله لحن معين، ومن أهم الأبيات المغناة في "المطلوع": "غنم جاركم وين فلت... وأذيابه تجوح أعواها عجوزكم للنار صلت... والترف للجنة ماواها" ## ويقال أيضاً: "البارحة حين العصر يا جْوادي... مريت أني بأرض النبع ورادي غـــندورة عَ العين عـم بتنــادي... يا شـــيخ ردلي الغزال الغــادي يا شــيخ ردلي الغزال القبــــي... يا زيــن ثوبـــه يا ترف هـــالقبي نــار بقلبي يــا خـــلق بتهبــي... جــوا الحـشـا تنظــر لها دخـــان"

"غنم جاركم وين فلت... وأذيابه تجوح أعواها

غناء المطلوع

عجوزكم للنار صلت... والترف للجنة ماواها"

ويقال أيضاً:

"البارحة حين العصر يا جْوادي... مريت أني بأرض النبع ورادي

الكاتب محمد الحفري

غـــندورة عَ العين عـم بتنــادي... يا شـــيخ ردلي الغزال الغــادي

يا شــيخ ردلي الغزال القبــــي... يا زيــن ثوبـــه يا ترف هـــالقبي

نــار بقلبي يــا خـــلق بتهبــي... جــوا الحـشـا تنظــر لها دخـــان"».

"المطلوع" والأغنية الشعبية لهما تأثير كبير في نفسية المجتمع الشعبي، وهنا يقول الشاعر والكاتب "إسماعيل العمار": «يعدّ "المطلوع" فناً تراثياً ولوناً جميلاً ذا طابع مميز من بين أغاني الجوفية، وصورة لطيفة من التراث والفلكلور الحوراني، يعبر عن المشاعر التي تحتضنها النفس البشرية بإطلالة مختلفة، يظهر في حالات الفرح والضيق وأحياناً التعبير عن المساعدة وإنجاز الأعمال في وقت الصعاب، وما يظهر في هذا اللون واضحاً وجياشاً قوياً في الحالة العاطفية، وبالمجمل "المطلوع" يكون معبراً في حالاته عن الشخص الذي يغني هذا اللون، ويظهر فيه حالة المجتمع في تطلعاته وآلامه وآماله، وهذا النوع من الأغاني لا يخلو من المضامين الأدبية والتعابير الفنية، ويتألف من مقاطع بقافية موحدة، ومعظم مقاطعه من البحر المتدارك المحدث أو الخبب، ومن أغاني "المطلوع" المشهورة:

"الله معك يا صاحبي الله معك على ثلاث مرات

كان الله معك الله معك يا صاحبي وعصورها

يا نجمة الغرار شعشع نورها

وان كان قصدك للبلاد تزورها

خذني معك خذني معك خذني معك خذني معك

من يم هالينبوع عميت أعيوني من البكا وكثر الدموع"

وأيضاً:

"محبوب قلبك بالهوى سمّيتني... ومن بعد ما سمّيتني سمّيتني

علّيتني ع جوانحك فوق السما... ومن بعد مــا علّيتني علّيتني

علّيتني ع جوانحك فوق السما... وصرت تحكي بالإشارة وبالوما

جريتني من الظلم بميل العمى... ومن بعد ما جرّيتني جرّيتني

تذكر ليالينا إلي كانت للصباح... ضحك وأغاني وقهقهة وجد ومزاح

بنظرات أقوى من الســلاح... ومن ما غلّيتني غلّيتني

كنا نقضي الليل ضحك وتكتكة... قلبي احترق يا صاحبي

وقلبك بكي ملّيتني... لمز وصفا وغمز وحكي

ومن بعد ما ملّيتني ملّيتني"».

أما الكاتب والأديب "محمد الحفري"، فيقول: «الأغنية الشعبية التي تغنى في "المطلوع" هي التي تعتمد لحناً شعبياً قديماً، وتمتاز باعتمادها اللهجة العامية، والوصول بمضمونها الشعبي إلى أعماق الناس، وانتشارها بينهم سيان في ذلك، أكان مؤلفها معروفاً أم مجهولاً، ويدخل ضمن هذا كله ألوان الشعر الشعبي، إضافة إلى الأغنية الشعبية الفولكلورية، لذلك فإن الأغنية التراثية الحورانية ملتصقة بالشعب الحوراني، وهي ذات لحن شعبي محبب، ومضمونها الأرض والفلاح والمطر والحب البدائي الطاهر، ترافقها رقصات تراثية متنوعة، ومن نافلة القول، أن "المطلوع" في جبل "حوران"، هو الأجمل في كل الريف السوري، وهذا "المطلوع" كانت بداياته من محافظة "حوران" ونهاياته من محافظة "جبل العرب"، ومنها:

"يمّ العيون السود لا تتدللــي... يللي اخديدك وردتين بمنهل

يللي اخديدك وردتين أملاحي... من نظرتي عَ الخد عقلي راح

عقلي شرد قويت على أجراحي... يا عين هلي بدموعك هلي

يا عــين هلي بالمدامع والبكــا... ربي عليم بقصتي هو شكا"».