يعد الفن الشعبي الحوراني جزءاً لا يتجزأ من التراث الذي يتغنى به أبناء "حوران" في مناسباتهم وأفراحهم، وهو خليط ما بين الغناء والدبكات مثل: "الجوفية، والسحجة، والهجيني".

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 2 كانون الثاني 2015، التقت السيد "محمد فتحي المقداد" الباحث في التراث الحوراني الذي قال: «يعد الفن الشعبي الحوراني تراثاً وتاريخاً وحضارة لأبناء "حوران"، بما يتضمنه من غناء ترافقه بعض الحركات فهو قديم قدم التاريخ، وهذا التراث الشعبي الأصيل متعدد الأنواع منه: "الجوفية، السحجة، غناء الهجيني، الزفة".

من أنواع الدبكات "الدبكة الشعراوية"؛ حيث تشكل لوحة فنية جمالية في أدائها، وتشترك فيها الأيدي وتلعب الأرجل دوراً مهماً فيها، وتصفق الأكف وتمتد الأذرع على طولها لتوضع على الأكتاف لتكبر الحلقة وتتضمن المشي يميناً ويساراً،‏ و"الدبكة الحورانية" التي تكون حركاتها مثل حركات "الدبكة الشعراوية"، وللنساء نصيب في الدبكات وهنا "الدبكة النسوانية" من أهم الدبكات المتداولة بين النساء فتشبه إلى حد ما "الدبكة الحورانية" الخاصة بالرجال، وذلك من حيث التشكيل فقط وتعتمد على النساء، ويرافق الدبكة دائماً العديد من الآلات الموسيقية كل حسب نوع الدبكة، ومن هذه الآلات: "المجوز، والطبلة، والشبابة، واليرغول، والقربة"

و"السحجة" عبارة عن رقص إفرادي مختلط أو زوجي في حلقة دائرية، ويكون الكتف ملاصقاً للكتف ومشتركاً ما بين الرجال والنساء، حيث ترتدي المرأة في هذه الدبكة عباءةً وتحمل سيفاً تضرب به الراقص الذي يتعرض لها أو يعاكسها؛ فإذا أصابت منه مضرباً خرج ليدخل غيره، و"السحجة" أحد أنواع الفنون الشعبية التي تتميز بها منطقة "درعا"، وتعد أهم مظاهر الأفراح قديماً وأهم حدث في العرس كله؛ فيشارك فيه كافة أفراد القرية من الرجال، ويردد الرجال والحضور كلمة متواصلة فيها "دحي يوبي دحيه" وبشكل جماعي وخاصة الكبار في السن، ولها عدة أنواع منها "الدحية"، حيث يشكل الرجال حلقة كبيرة ومن خلفهم المتفرجون من النساء والأطفال، وتكون "السحجة" في بدايتها فاترة تشتد شيئاً فشيئاً، وحديثاً تعتمد على "السحجة" التي يشكل فيها "الدبيكة" صفاً منظماً طويلاً أو دائرياً أو بشكل صندوق مفتوح، ويبدؤون التصفيق المنتظم المرتب مع هز الكتف يمنة ويسرة وإمالة الأيدي، مع ضرب كف اليمين على كف الشمال».

فن السحجة

ومن أهم الفنون والتراث الشعبي الحوراني "الجوفية والهجيني"، وهنا يقول السيد "خالد عويضة" أحد المهتمين بالتراث الحوراني: «التراث الفني الشعبي "الحوراني" هو جزء من هوية المحافظة وأبنائها عبر تاريخها الطويل، وحافل بالأحداث الاجتماعية، ويعد مخزوناً ثقافياً ينهل منه أبناؤها، وفن "الجوفية" أصبح موروثاً شعبياً فهي من أهم الفنون الشعبية الغنائية، وتسمى تراث الفرح والحماسة، وتؤدى دون أي مرافقة لآلة موسيقية، وهي نوع من الرقصات المدروسة المتقنة، ومشتقة من "الجوف"؛ وهي الأرض المطمئنة، والغناء في "الجوفية" جماعي وبالتناوب، ترافقه "الدبكة" التي تتكون من فريقين على نسق مقابل الآخر، ويد كل فرد متماسكة مع الآخر خطوة إلى الأمام وخطوة إلى الخلف، والمشي خفيف على شكل دائري مع رقصات داخل هذه "الجوفية".

كما يعد فن غناء "الهجيني" من أقدم أنواع الغناء الشعبي في منطقة "حوران"، وقد عرفه العرب قديماً وهو من الغناء العربي الأصيل الذي كانت العرب الهجانة تردده على الهجن "الجمال" أثناء الترحال، ويقال في غناء "الهجيني":

الدبكة الحورانية

"جتنا البنيه تجر الثوب... تمشي على ناعم الريش

يا صيت ابوها بين العربان... مع دقاقين المهابيش"».

غناء الهجيني

لكل منطقة وبلدة في "حوران" طريقتها في التعبير عن أفراحها وبهجتها سواء في الرقص والغناء أم في الكلمات المعبرة والجميلة؛ هذا ما أكده السيد "موسى القاسم" أحد كبار السن بقوله: «الموروث الغنائي الشعبي رافد أساسي من روافد فكر المجتمع الحوراني وثقافته، فلكل منطقة وبلدة في "حوران" طريقتها في التعبير عن أفراحها وبهجتها سواء في الرقص والغناء أو في الكلمات المعبرة والجميلة، ومن هذه الطرائق الدبكات التي تعد أحد أهم الفنون التراثية التي تؤدى في أعراس ومناسبات "حوران"، حيث يرافق "الدبكة الحورانية" العديد من الأغاني والأهازيج المتوارثة عن الآباء والأجداد، وتسير على نقرات الإيقاع ونغمات "المجوز والشبابة" وعلى إيقاع الطبل أو الدف، ومن الدبكات المهمة والمتداولة في "حوران" دبكة "الكرجة"، وتتكون من فرد أو اثنين وتكون بسرعة، وتعتمد على خفة الحركة والرشاقة وهز الجسم ويرافقه آلات موسيقية محددة».

ويتابع حديثه عن أنواع الدبكات فيقول: «من أنواع الدبكات "الدبكة الشعراوية"؛ حيث تشكل لوحة فنية جمالية في أدائها، وتشترك فيها الأيدي وتلعب الأرجل دوراً مهماً فيها، وتصفق الأكف وتمتد الأذرع على طولها لتوضع على الأكتاف لتكبر الحلقة وتتضمن المشي يميناً ويساراً،‏ و"الدبكة الحورانية" التي تكون حركاتها مثل حركات "الدبكة الشعراوية"، وللنساء نصيب في الدبكات وهنا "الدبكة النسوانية" من أهم الدبكات المتداولة بين النساء فتشبه إلى حد ما "الدبكة الحورانية" الخاصة بالرجال، وذلك من حيث التشكيل فقط وتعتمد على النساء، ويرافق الدبكة دائماً العديد من الآلات الموسيقية كل حسب نوع الدبكة، ومن هذه الآلات: "المجوز، والطبلة، والشبابة، واليرغول، والقربة"».