تلعب الدبكة دوراً أساسياً في العرس الحوراني، وهي موروث هام مازال أبناء حوران يحتفظون به لأنه جزء لا يتجزأ من تاريخهم الطويل ورثوه أباً عن جد، والدبكة المعروفة والرائجة بكثرة في المنطقة هي الدبكة الشعراوية، التي يرافقها آلات المجوز أو الأرغول والطبلة وبشكل أقل الشبابة.

يذكر الباحث في التراث "تيسير الفقيه" لموقع eDaraa بتاريخ 20/2/2012 أن حوران تزخر بأنواع الدبكات الحورانية وعن ذلك يقول: «تزخر حوران بالعديد من أنواع الدبكات، وجميع أنواع الدبكات المعروفة في الأردن وفلسطين ولبنان وبلاد حوران، هي نفس الدبكة، وتؤدى بنفس الحركات الأساسية ولكن بترددات وسرعات مختلفة، ومنها الدبكة الشعراوية التي تنتشر في مناطق حوران وتستعمل للدبكة في العرس الحوراني، التي أصبحت من أهم أفراح العرس، يرافقها العديد من الأغاني والأهازيج المتوارثة عن الآباء والأجداد، وتسير الدبكة بالعادة على نقرات ونغمات الإيقاع ونغمات المجوز والشبابة وعلى إيقاع الطبل أو الدف، وتقسم الدبكة إلى عدة أقسام أساسية».

هنالك العديد من الآلات الموسيقية التقليدية المصاحبة للدبكة ومنها الشعراوية، ومن هذه الآلات الاورغ والشبابة، المجوز، الأرغول، القربة، الطبلة، وفي بعض الأحيان العود، ومن المصطلحات التي يتم تداولها وترديدها في الدبكة، "شيّلت" وتقال للإسراع في الدبكة أو للقفز، و"إلحم" عكس "إفرد"، آي لا تترك فراغ بينك وبين الذي بجانبك فاقترب من زميلك ولا توسع الدبكة، وأيضاً "وحدة" أي ضربة واحدة على الأرض، و"نهجت" اقتربت الدبكة من النهاية، و"افرد" افتح الدبكة أكبر

وقال السيد "هشام حرفوش" أحد المهتمين في التراث: «"الدبكة الشعراوية" من الدبكات الهامة في حوران، تشترك فيها الأيدي وتلعب الأرجل دوراً مهماً فيها، والدبكة تكون عبارة عن حركات بالأرجل، وتتميز بالضرب على الأرض بصوت عال مترافقة بالغناء وعزف الموسيقا الفلكلورية. وهي جزء مهم من التراث والفلكلور الحوراني، وتمارس في الأعراس والمناسبات الوطنية. وتقام الدبكة على أنغام المجوز أو الشبابة، حيث تتوافق الأغنية مع اللحن من حيث القصر والوقف والمد، ومن الأغاني التي تغنى خلال الدبكة:

رفع الأيدي على الأكتاف

يا أرض بلادي يا بعد روحي / عنك ما اتنازل والله وما بروح

ولو قطعوني وما داوو جروحي / ع ترابك باقي وما ارحل من هونا».

السيد هشام حرفوش

بينما قال السيد "سمير العبد الله" مدرب فرقة فنون شعبية: «الدبكة الشعراوية هي الدبكة التقليدية المعروفة في بلاد الشام وخصوصاً بمنطقة حوران، تكون على شكل أبيات مغناه مقرونة بحركات متناسقة، يوجد لها عدة حركات وأداء معين وعلى حسب النغم والقافية، وهي بحاجة إلى لياقة بدنية عالية تتميز بأنها تدبك مع رفع الأيدي على الأكتاف. تدبك مع شبك الأيدي وهي ذات إيقاع سريع، تشترك فيها الأيدي وتلعب الأرجل وتصفق الأكف وتمتد الأذرع على طولها لتوضع على الأكتاف لتكبر الحلقة وتشكل لوحة فنية رائعة. ويصاحبها غناء معين من شخص أو شخصين يردون على اللحن الخاص للمجوز أو الشبابة، والذي غالباً ما يكون متناغماً ومنسجماً حيث تتوافق الأغنية مع اللحن، وغالباً يتألف عدد أفراد الدبكة من 10 أشخاص إلى 50 شخصاً حسب تواجد الحضور، ومن يستطيع ممارسة هذه الدبكة، وغالباً ما يكون أفرادها من الشباب».

ويقول الباحث في التراث السيد "قاسم صياصنة": «الدبكة الشعراوية تتميز بالرشاقة، وبأنها جميلة وتزداد جمالاً إذا أداها الشباب بالزي الشعبي، تتطلب خفة جسم فلا يدبكها إلا من رغب أن يظهر فنه أمام الناس. تؤدى بنفس حركات دبكة الدرازي وبنفس التردد وأقرب ما تكون إلى القفز، ولكن بحركات بطيئة وهادئة تدبك على أنغام المجوز أو الشبابة وبالغالب الشبابة، وتتألف هذه الدبكة من فريق واحد ويكون التصاق الأجسام من الجانبين أكثر، ويتميز لحنها من غيره من الألحان، والحركة فيها تقام نحو اليمين واليسار مع هز الخصر وضرب الأرض بالرجل اليمنى بحركات إيقاعية، وبقية حركاتها تكون كحركات الدبكة الحورانية تقريباً».

تشييلة الدبكة

وعن الآلات المرافقة للدبكة يقول السيد "حسن المحمد" أحد الفنانين المعروفين في المحافظة: «هنالك العديد من الآلات الموسيقية التقليدية المصاحبة للدبكة ومنها الشعراوية، ومن هذه الآلات الاورغ والشبابة، المجوز، الأرغول، القربة، الطبلة، وفي بعض الأحيان العود، ومن المصطلحات التي يتم تداولها وترديدها في الدبكة، "شيّلت" وتقال للإسراع في الدبكة أو للقفز، و"إلحم" عكس "إفرد"، آي لا تترك فراغ بينك وبين الذي بجانبك فاقترب من زميلك ولا توسع الدبكة، وأيضاً "وحدة" أي ضربة واحدة على الأرض، و"نهجت" اقتربت الدبكة من النهاية، و"افرد" افتح الدبكة أكبر».