كانت ولا تزال تحظى "الهوهاية" أو ما يعرف بـ"الهواهي" بمكانة مميزة في العرس الحوراني في المدينة والريف على حد سواء، باعتبارها موروثاً تقليدياً أقرب إلى الزجل تذكره المرأة ولا أحد سواها في المناسبات الخاصة والأعراس لمدح الشخص المعني بهذه المناسبة.

فهي نوع من الأهازيج والغناء الأقرب إلى الزجل، يقال في مناسبة الزفاف والأعراس، أو عندما يقوم العريس أو العروس للرقص، فتقوم مجوعة من النسوة من الأقارب والأهل والأصدقاء، بقول ذلك الفن لمدح صفات العريس أو العروس أو من يتقدم للرقص وكذلك لتشجيعه وفيه كثير من الفخر والمدح بالمآثر والصفات، وتقال (إي ها – أوها) ملحنة بمدها.

اعتادت النسوة في المناسبات السعيدة أن يقلن "الهوهاية"، وذلك بأن تقف إحداهن قريبة من صاحب العلاقة وتردد له بعض الكلمات التي تكون في وصفه أو مدحه على أن تتبع ذلك بزغرودة غالباً ما يشاركها بها معظم النساء ممن حولها

موقع eDaraa التقى السيدة "سلوى الرباع" لتخبرنا عن "الهوهاية" بقولها: «اعتادت النسوة في المناسبات السعيدة أن يقلن "الهوهاية"، وذلك بأن تقف إحداهن قريبة من صاحب العلاقة وتردد له بعض الكلمات التي تكون في وصفه أو مدحه على أن تتبع ذلك بزغرودة غالباً ما يشاركها بها معظم النساء ممن حولها».

السيدة سلوى الرباع

وعن بعض "الهواهي" التي تعرف في الوسط الحوراني تضيف "الرباع" بالقول: «"أويها.. شو هالنهار الرايق

أويها.. وفرحتلنا الخلايق

أويها.. طقت قلوب الأعادي

أويها.. ولمن حقت الحقايق"

وكذلك يقال:

"أوها.. جارتي يا جارة

أوها.. يا سلسله وإسوارة

أوها.. ربي يخليلي جارتي

أوها.. وكل من إلو جارة"

وأيضاً يقال في وصف جمال إحدى الفتيات التي غالباً ما تكون العروس:

إنهاء الهوهاية بزغرودة

"أويها.. يا أم العيون السود

أويها.. شراب الورد يا روس الخدود

السيد محمد فتحي مقداد

أويها.. الناس بتتصيد بسلاح وبارود

أويها.. وإحنا صدناك بغمز العيون"

وأيضاً يقال في وصف العروس:

"أوها.. والطول طول الجريدة

أوها.. والعين سودا ومديدة

أوها.. والثم خاتم سليمان

أوها.. مدقوق فضة جديدة».

من جهته أشار السيد "محمد فتحي المقداد" الباحث في التراث إلى تعريف "الهوهاية"أو "الهواية" بقوله: «هي نوع من الأهازيج والغناء الأقرب إلى الزجل الذي يقال في مناسبة الزفاف والأعراس، عندما يقوم العريس أو العروس للرقص مثلاً أو بعدما يُلبس العريس الذهب لعروسه، حيث تقوم مجوعة من النسوة من الأقارب والأهل والأصدقاء، بقول ذلك الفن الذي يمدح صفات العريس أو العروس أو من يتقدم للرقص ويشجعه لما فيه من الفخر والمدح بالمآثر والصفات».

وعن الطقوس التي ترافق ذكر "الهوهاية" قال السيد "المقداد": «تقال "إي ها" أو "أو ها" ملحنة بمدها وبعد الانتهاء من هذه المقولة تنطلق الزغاريد مجلجلة من أفواه النساء وما أجمل حركة اللسان يتفتل في فم صاحبة الزغرودة بحركة عجيبة مثيرة للتوقف والتأمل وهي تفتحه على وسعه، وتضع إحدى يديها أمامه لإخفاء ما يبين منه».

وفي الختام ذكر السيد "المقداد" بعضاً من أهازيج "الهوهاية" فقال:

أوها.. باب المدينة دوم موقوفنا

أوها.. والجوخ الأحمر دوم ملبوسنا

أوها.. ومادام فلان فوق روسنا

أوها.. ندوس العدا ولا العدا تدوسنا

وكذلك:

"أويها.. فلان يا فلان ماربي زيك

أويها.. ويا شجر عالي وإحنا بفيك

أويها.. والشمس أمك والقمر بيك

أويها.. بقية العيلة كلها نجوما"

وأيضاً:

"أويها.. فلان يا فلان من مثلك لابس

أويها.. يا قاري وفاهم يا ابن المدارس

أويها.. يومن أشوفك بالصورة عابس

أويها.. ينقص من عمري سنتين ويوما».