من آلات الطرب التي أبدع أهل حوران في صناعتها "المجوز" تلك الآلة الموسيقية الشعبية الفردية النفخية والقديمة جداً، صنعها الفلاح الحوراني من نبات القصب واستخدامها في الأفراح وعمل على تطويرها لتعطي أنغاماً وإيقاعات جميلة.

موقع "eDaraa" التقى السيد "عبد الله المحمد" عازف مجوز ليحدثنا عن أجزاء هذه الآلة حيث بدأ بالقول: «يتألف المجوز من قصبتين مفرغتين ملتصقتين بواسطة شمع العسل كل قصبة مثقوبة ستة ثقوب، يدخل في مقدمة كل قصبة زمارة صغيرة مصنوعة من القصب أيضاً مفتوحة من إحدى النهايتين، وتشق شقاً صغيراً بشكل مائل بواسطة السكين ويكون مكان الشق وسط الزمارة التي تظل حرة حيث يمكن إدخالها وإخراجها في القصبتين ليتم العزف عن طريق النفخ فيها وتحريك الأصابع لتخرج ألحان جميلة تداعب المشاعر والأحاسيس».

سمي "المجوز" بهذا الاسم لأنه يتألف من زوج من القصب أي من قصبتين ملتصقتين معاً بشمع العسل، تعرف كل واحدة منهما باسم "الإماية" المثقوبة /6/ ثقوب، إضافة إلى الأجزاء الأخرى للمجوز والتي هي "البنيتان" و"العزابية" و"الدواية"

وعن سبب تسمية المجوز بهذا الاسم قال السيد "المحمد": «سمي "المجوز" بهذا الاسم لأنه يتألف من زوج من القصب أي من قصبتين ملتصقتين معاً بشمع العسل، تعرف كل واحدة منهما باسم "الإماية" المثقوبة /6/ ثقوب، إضافة إلى الأجزاء الأخرى للمجوز والتي هي "البنيتان" و"العزابية" و"الدواية"».

السيد "بسام رحال" يجيد العزف على أكثر من آلة نفخية حدثنا عن ألحان "المجوز" بقوله: «ارتبطت هذه الآلة بألحان معينة وتسميات تعارف عليها منها الصبا" المميز بأنه أحن من غيره من المعزوفات التي يشتهر بها المجوز مثال:

"أشوف الزين هين وهين نازل

ودمع العين ع الخدين نازل

يا ولفي فرش المنازل

جاك خطاب من كل البلاد"

ومن معزوفات "المجوز" الدلعونا والجفرا وظريف الطول».

السيد بسام رحال

وأضاف السيد "رحال": «"الدلعونا" تعني بالعرف الشعبي دلعن أي غني مثال:

"على الدلعونا ليش دلعتيني

عرفتيني مجوز ليش أخذتيني

لاكتب كتابك ع ورق تيني

واجعل طلاقك حبة زيتونا"

وأيضاً ترافق الأهزوجة التالية عزف الدلعونا:

السيد محمد فتحي مقداد

"الدنيا مطر والبحر مخابط

وبابور دلعونا ع المينا رابط

16 ليرة لبنت الضابط

بس تعلمني رقصة دلعونا"

ومن "الجفرا" تشتهر الأهزوجة التالية:

"جفرا وهي يا الربع وتصيح ما ريده

يا عمي وليدك عسل بس اني ما ريده

أريد شوق القلب وبارودته بيده

يصيد طير الحجل لا ورد ع المية".

أما "ظريف الطول" فهي ألحان يغلب عليها الطابع الحزين وإن كانت تقال في مناسبات سعيدة مثال:

"يا ظريف الطول وتحصد بالعدس

وانت روحي وانت يا مجرى النفس

تسوى المزيريب وداعل مع طفس

قرايا حوران واللي يقربونا"

وأيضاً:

"يا ظريف الطول من الحارة مرق

والعنق شبرين وهيج الله خلق

هذا زينك وانت لابس حلق

ايش حال زينك لو لبس مثلنا".

وعرف السيد "محمد فتحي المقداد" الباحث في التراث المزيد عن "المجوز" بقوله: «هي آلة موسيقية شعبية فردية غير وترية، تصنع من شجر القصب أو القصيب الذي ينمو بكثرة على جوانب السواقي والسيول وقنوات المياه وحديثاً أصبحت تصنع من الألمنيوم، ولم تأخذ صناعة المجوز الصفة التجارية بل ما زالت صناعته فردية ونتيجة اجتهاد شخصي على الرغم من شهرته الواسعة».

وذكر السيد "المقداد" أن هذه الآلة لا تعتمد النوتة الموسيقية لأنها سماعية وإن عزف عليها شخص محترف أعطته ألحاناً شجية تطرب القلب والوجدان وتشحذ العواطف.