مشروع فني جميل، كل قطعة فيه هي منحوتة مميزة وتحفة تجللها الروعة وتبوح بالإبداع، مشروع جاء ليجسد ويوثق مدينة "بصرى" التي نحتها الأقدمون بالحجارة فعاد أبناء اليوم ليحاكوا إبداعهم وينحتوها بالخشب ليشترك الماضي والحاضر وبلغة حروفها الفن والجمال في حفظ هذه المدينة وتقديمها بأجمل الصور.

السيد "محمد قطيش الحمد" أحد مواطني مدينة "بصرى" يحدثنا عن هذا المشروع فيقول: «مما لاشك فيه أن هذا المشروع هو عمل جميل ومميز نرى ونقرأ فيه الروعة والإتقان، ونرى فيه مدينة "بصرى" المنحوتة من الحجارة عادت لتصاغ وتنحت بذات الروعة ولكن هذه المرة بقطع فنية من الخشب الذي يكسبها الكثير من الألق والجمال.

لم اكتف فقط بالمشاهدة وحدها لتقديم هذه المنحوتات فأحيانا كانت هنالك إضافات اعتمدت فيها على الرواية التاريخية المرتبطة بالأثر كما أن هناك بعض الآثار التي زالت والتي قمت بتجسيدها استنادا إلى بعض المخطوطات الأثرية التي تظهر هذه الآثار بشكلها السليم

والتي تأتي تخليدا لهذه المدينة التي نعيش فيها على تواصل مستمر مع ما أبدعه الآباء والأجداد، في هذا المشروع الفني المتميز يمتزج إبداع الماضي مع إبداع الحاضر لمواصلة الرسالة في تخليد "بصرى" هذه المدينة الرائعة».

السيد محمد قطيش الحمد

عمل جميل ومميز نال استحسان الجميع وانتزع إعجابهم فوقفوا عنده وأشادوا به، هذا ما يؤكده الشاب "إسماعيل الحمد" فيقول: «في هذا المشروع الرائع نرى التمازج ما بين الموهبة مع الحب الذين التقيا ليصوغا الإبداع والفن من خلال هذه المنحوتات التي جاءت آية في الجمال والروعة وقف عندها من رآها بإعجاب مدهوشين بإتقانها بما في ذلك سياح "بصرى" الذين استوقفهم هذا العمل الفني المتميز كما استوقفتهم آثار المدينة».

موقع "eDaraa" التقى بتاريخ "16/2/2011" الشاب "محمد عمر الحمد" صاحب هذا المشروع ليتحدث عنه فيقول: «هذا المشروع وهذه المنحوتات الخشبية نابعة من حبي وعشقي لمدينتي "بصرى" وهي تأتي في السياق الطبيعي لهذا الأمر، وأنا أرى فيها واجبا وطنيا اتجاه هذه المدينة التي نتنفس هواءها ونعيش ماضيها في كل يوم، كل ذلك دفعني أن اعمل على تجسيدها وتوثيقها من خلال منحوتات خشبية تحاكي الآثار الموجودة فيها كجزء من المسؤولية المفروضة علينا في الحفاظ على مدينتنا وتقديمها بأجمل الصور والأساليب».

محمد عمر الحمد

عن تفاصيل هذا العمل وتنفيذه يتحدث الشاب "محمد عمر الحمد" فيقول: «بدأت العمل على تنفيذ هذا المشروع منذ سنة ونصف وبمعدل عمل يصل إلى /12/ ساعة يوميا، كانت طريقتي في تنفيذه تعتمد على المراقبة الدقيقة والمتفحصة للمواقع الأثرية التي كنت قبل تنفيذها أقوم بزيارتها واقف عندها وأقوم بتصويرها من جميع الاتجاهات لاني كنت حريصا على القيام بتجسيد الأثر بعمل مطابق تماما له، وقد اخترت الخشب لتنفيذ هذا المشروع لأنه رخيص الثمن ويسمح لي بالتحرك وتقديم التفاصيل بشكل سهل ومريح إضافة إلى سهولة الانتقال به من مكان لآخر، وعند الانتهاء كنت أقوم بطلي العمل بلون قريب من لون الأثر الحقيقي ليبدو المشهد واحدا».

ويضيف "الحمد" فيقول: «لم اكتف فقط بالمشاهدة وحدها لتقديم هذه المنحوتات فأحيانا كانت هنالك إضافات اعتمدت فيها على الرواية التاريخية المرتبطة بالأثر كما أن هناك بعض الآثار التي زالت والتي قمت بتجسيدها استنادا إلى بعض المخطوطات الأثرية التي تظهر هذه الآثار بشكلها السليم».

عبد الغفار العليان مدير المركز الثقافي في بصرى

وعن أهم الأعمال التي قام بتجسيدها ومشاريعه التالية يقول "الحمد": «اطمح من خلال هذا المشروع لإعادة تشكيل مدينة "بصرى" التاريخية وقد أنجزت إلى الآن العديد من معالمها مثل " باب الهوى؛ قوس النصر؛ الحمامات الرومانية؛ خان الدبس؛ سرير بنت الملك؛ أعمدة حوريات الماء؛ المسجد العمري؛ دير الراهب بحيرة، الباب النبطي؛ قصر تراجانا؛ بركة الحاج؛ مدرسة أبي الفداء؛ الكنيسة الكاتدرائية؛ حمام منجك؛ وبعض الدورات الموجودة"، بعد الانتهاء من بصرى سأعمل على تجسيد آثار المحافظة واملك الرغبة بتقديم "الجامع الأموي" و"مكة المكرمة"».

الأستاذ "عبد الغفار العليان" مدير المركز الثقافي في مدينة "بصرى" يتحدث عن القيمة الفنية لهذه الأعمال فيقول: «بداية وبما لا يقبل الجدل وبما يمكن أن تخدمنا أبصارنا فإننا أمام منحوتات فنية خلابة نقشت وحفرت بعناية وصبر بالغين وهو ليس بالأمر السهل لان إعادة صياغة منحوتة أو تحفة قديمة يتطلب أحيانا جهدا إضافيا يتمثل بإعادة صياغة الروح التي وجدت أثناء تقديم العمل الأساسي، ولعل قيم التجديد المتمازجة مع روح الأصالة هي أبرز ما تقدمه هذه المنحوتات، نحن هنا أمام فكرة جديدة تتمثل بصياغة الأثر بالخشب بأسلوب فني ومبدع نراه في هذه القطع الثمينة».

وعن الدعم المقدم لهذه الأعمال يقول "العليان": «إن الموهبة الواضحة والقيمة الكبيرة التي تتحلى بها هذه المنحوتات جعلتنا ندرك ومنذ اللحظة الأولى أن عملا كهذا بحاجة إلى الدعم والرعاية الحقيقية أولا لأنه يستحق ذلك وثانيا لتشجيع المزيد من المواهب مستقبلا وهذا ما دفعنا وبحماس لإقامة معرض لهذه المنحوتات في المركز الثقافي لمدينة "بصرى" ليتاح تقديم هذه المنحوتات الجميلة على نطاق واسع».