لايكاد يكون هناك أي ملمح أو نشاط من أنشطة الحياة في "حوران" إلا ورافقه الغناء والموسيقا، حتى أصبح مع الأيام من التراث الذي يعبر عن شخصية هذه المنطقة ويدل على هويتها، هذا التراث وبعد أن بدأت تهدده عوامل النسيان والتحريف والسرقة، كان لابد من العمل على حمايته والحفاظ عليه وهو الأمر الذي قام به الأستاذ والموسيقي "احمد ناجي المسالمة "من خلال مشروع لتدوين التراث الموسيقي والغنائي لمنطقة "حوران" وتحويله إلى نوتة تمكن أي مهتم من أدائها وسماعها بشكلها الصحيح.

موقع eDaraa التقى الأستاذ " احمد ناجي المسالمة" الذي يقول عن تفاصيل هذا العمل: «يأتي هذا العمل انسجاماً مع مساعي الأمم المتحدة التي طلبت من دول البحر الأبيض المتوسط العمل على توثيق تراثها المادي واللامادي، وحفاظا على التراث الغنائي لهذه المنطقة، عملت مع فريق عمل مكون من ثلاثة موسيقيين لتحقيق هذه المهمة التي تطلبت منا القيام بجولات ميدانية إلى مختلف أرجاء المحافظة للقاء العديد من كبار السن من الرجال والنساء للوقوف على الكلمات الصحيحة للاغاني المتعلقة بمختلف أنواع الطقوس والعادات والتقاليد المرتبطة بهذه المنطقة والحصول عليها من مصادرها الصحيحة، وعملنا كلجنة على توثيق وتدوين اللحن الشعبي لجميع هذه الأغاني،هذا لعمل بدأنا به مع بداية العام الماضي وهو الآن على مشارف الانتهاء».

بدأنا بتوثيق التراث كاملا بجميع عناصره بدءا من الأغاني المتعلقة بالمواسم مثل مواسم الحصاد والغيث والمطر الحراثة والبذار والبيدر، وأيضا أغاني المناسبات وأهمها العرس الحوراني بجميع تفاصليه، وكذلك الألحان المتعلقة بالدبكات الرجالية والنسائية، والأغاني المرتبطة بطقوس الختان ومظاهر الصلحة والجاهة، ويبلغ عد ماتم تدوينه إلى الآن قرابة الستين مجموعة

وعن أهمية هذا العمل يقول: «لقد شعرنا بأن هناك إهمالا كبيرا للتراث الحوراني الذي بدأت تدخل إليه وتتعامل معه عناصر شابة جديدة قامت بتحريفه وتغييره لحنا وأداء كما أن هناك جزءا كبيرا من هذا التراث بدأ يندثر ويختفي بشكل تدريجي مثل غناء "الفن" و"الميحة" والعديد من الأشياء التي لم نعد نشاهدها، لذلك تأتي أهمية هذا التوثيق في إعادة إحياء هذا التراث وبأدق التفاصيل الأمر الذي سيساعد أيضا على الحفاظ على الكثير من العادات والتقاليد التي يرتبط الغناء معها بشكل وثيق، إضافة إلى أن هذا العمل سيضع التراث الغنائي الحوراني بشكله الصحيح لحنا وأداء في متناول أي عازف أو مهتم بعد تحويله إلى نوتة».

الاستاذ احمد ناجي المسالمة

أما عن أهم الأعمال التي تم توثيقها فيقول الأستاذ "احمد": «بدأنا بتوثيق التراث كاملا بجميع عناصره بدءا من الأغاني المتعلقة بالمواسم مثل مواسم الحصاد والغيث والمطر الحراثة والبذار والبيدر، وأيضا أغاني المناسبات وأهمها العرس الحوراني بجميع تفاصليه، وكذلك الألحان المتعلقة بالدبكات الرجالية والنسائية، والأغاني المرتبطة بطقوس الختان ومظاهر الصلحة والجاهة، ويبلغ عد ماتم تدوينه إلى الآن قرابة الستين مجموعة».

وعن الصعوبات التي تواجه هذا العمل يقول الأستاذ "احمد": «تكمن صعوبات هذا العمل في الأعمال الفنية المتمثلة بعدم وجود المكان الملائم لاحتضان هذا التراث وتدوينه والحفاظ عليه وعدم تعيين مسؤولين من قبل الجهات المختصة بهذا الأمر يكونون على قدر من الوعي والثقافة الفنية التي تكون عاملا مساعدا وأساسيا في إحياء التراث والحفاظ عليه، بالإضافة إلى عدم توفير متطلبات هذا العمل من مواصلات وتكريم للفنيين القائمين على العمل من اجل تقديمه بالشكل الصحيح والمناسب».

من التراث الحوراني

الأستاذ "إبراهيم الشعابين" رئيس قسم التراث الشعبي في مديرية الثقافة في درعا يقول عن هذا المشروع: «بعد صدور مرسوم جمهوري وبعد قرار الأمم المتحدة الذي يقضي بتدوين التراث المادي واللامادي للام والشعوب، عملت وزارة الثقافة على تدوين التراث بشقيه المادي واللامادي، وبدوره تولى الأستاذ الموسيقي "احمد المسالمة" المرجع الموسيقي الأول في المحافظة مهمة تدوين وتوثيق التراث الغنائي للمحافظة وقد تمكن بجهود كبيرة وبفضل خبرته من توثيق جزء كبير من هذا التراث وهي مسألة يوليها اهتماما كبيرا فهو الآن يقود فرقة موسيقية لها دور كبير بالتعريف بالتراث الغنائي لهذه المنطقة».

ابراهيم الشعابين رئيس قسم التراث الشعبي