تسعى الحركة الفنية الشابة في محافظة "درعا" إلى الارتقاء بالمسرح المحلي وإعادة الحياة إلى خشبته التي باتت في أزمة في ظل الغزو الفضائي الذي يحيط بنا من كل جانب، وتلعب دور الثقافة في المحافظة دوراً هاماً في حياة هؤلاء الشباب الذين كرسوا حياتهم لخدمة الحركة المسرحية، اذ تقدم لهم كل المساعدات لتقديم ما لديهم من أعمال مسرحية تقدم هموم ومشكلات المجتمع المحلي وتعيدنا إلى التاريخ لنعيش بعضاً من حكاياته.

eDaraa وبتاريخ 18/10/2009 لبى دعوة المركز الثقافي العربي بـ"نوى" لحضور العمل المسرحي الشبابي "منزل النور" من إخراج الفنان "فراس المقبل" وبطولة جوقة من الفنانين الشباب.

بالطبع هذا الجمهور الكبير لم يأت عن عبث إنما هو يلعب دوراً هاما في إنجاح العمل المعروض فتفاعل الجمهور مع المسرحية يقيم سويتها، وما يميز العروض اليوم إقبال الشباب على متابعتها بشغف وهذا مؤشر على الوعي الثقافي الكبير الذي يتحلى به شباب اليوم

في البداية وعن فكرة النص والعمل المقدم تحدث الفنان "فراس المقبل" مخرج العمل فقال: «يتحدث النص عن عدة أفكار أهمها القيادة والتسلط الفكري من خلال المنصب في حالة الصحة والجبروت وكيف تنقلب الأمور رأساً على عقب في حالة المرض والخمول، وتدور أحداث المسرحية داخل غرفة العميد المريض ومساعده الملازم أول في عملية استعراض للقوة والسيطرة العسكرية بين الرئيس والمرؤوس وكيف انهارت القوة الظالمة تحت نير المرض والضعف ليجد نفسه غير قادر على فرض أوامره على أقرب مساعديه حين تمرد عليه وانقلب السحر على الساحر».

الفنان "فراس المقبل"

وحول الحركة الفنية الواضحة التي تشهدها مسارح المحافظة يقول: «بالطبع نحن كمخرجين شباب نسعى من خلال تكثيف أعمالنا الى إيجاد حركة متميزة على مسارح المحافظة، الفضل في هذه الحركة النشطة التي تشهدها مسارح المحافظة يعود الى النجوم الشباب الذين حملوا هم إعادة المسرح على عاتقهم وما يبدو أنهم نجحوا في ذلك، والآن أصبح بإمكاننا التوجه الى مسارح الهواء الطلق لتفعيلها أيضا».

مدرب "البريك دانس" السيد "حمزة الزعبي" تحدث عن أهمية إدخال الحركات العشوائية ضمن بيئة النص فقال: «تضمن العرض فقرة "بريك" هادئ وهي تعبر عن شبح يدور في مخيلة الضابط المريض، وبالطبع إضفاء أي حركة على النص تعطيه حساً جديداً الهدف طبعا هو تسليط الضوء على ما يدور في مخيلة الضابط وإيجاد عنصر حركة في النص يضيف شيئاً جديداً على طبيعة مثل هذه الأعمال».

المدرب "حمزة الزعبي"

وعن دور مديرية الثقافة ومركز "نوى" في تنشيط الحركة المسرحية الشابة تحدث "حسين عرار" مدير المركز الثقافي بـ"نوى" فقال: «يسعى المركز الثقافي العربي بمدينة "نوى" إلى تحفيز المواهب الشابة في المسرح والأدب عبر مسابقات ومهرجانات أدبية ومسرحية وثقافية، طبعا المسرح ركيزة أساسية من ركائز نجاح الحركة الشبابية، نحن نقدم كل ما نمتلك من أدوات وتجهيزات وبرامج تشجع الشباب».

وفي الحديث عن دور مكتب الفنون الشبيبي تحدثت السيدة "سمر الكفري" رئيسة المكتب فقالت: «منظمة اتحاد شبيبة الثورة تسعى بالتعاون مع مديرية الثقافة بـ"درعا" والمراكز التابعة لها الى خلق فرص يتسنى للشباب من خلالها تقديم كل ما لديهم من مواهب مسرحية وفنية وثقافية، عبر مهرجانات المسرح والموسيقا وهناك ثمرة جيدة في هذا المجال جاءت نتيجة هذا التعاون المثمر، هذه الفرقة تتبع لمكتب الفنون الفرعي وستشارك في الشهر المقبل في المهرجان المسرحي المركزي بـ"دير الزور"، نتمنى التوفيق لكل الشباب ونحن على استعداد بالتعاون مع مديرية الثقافة لتقديم كل ما لدينا للنهوض بالحركة المسرحية».

مدير المركز الثقافي بـ"نوى"

ويختتم "ثائر بيطار" حين يتحدث عن ما يقدمه الجمهور لإنجاح العمل المسرحي فيقول: «بالطبع هذا الجمهور الكبير لم يأت عن عبث إنما هو يلعب دوراً هاما في إنجاح العمل المعروض فتفاعل الجمهور مع المسرحية يقيم سويتها، وما يميز العروض اليوم إقبال الشباب على متابعتها بشغف وهذا مؤشر على الوعي الثقافي الكبير الذي يتحلى به شباب اليوم».