«بصوت حوراني واحد عزفوا نشيدهم الجماعي، وبأزاميلهم ومطارقهم نحتوا أجمل اللوحات والمجسمات التي حازت على إعجاب جميع زوار مهرجان "بصرى" الدولي، حيث وضعت منحوتاتهم في ساحة المهرجان أمام باب القلعة ليشاهدها كل من يدخل باب التاريخ، ولكي تشكل مع الآثار المنتشرة بعاصمة الأنباط منذ الآلاف السنين لوحة ثقافية وتاريخية قل وجودها في المنطقة».

كلمات نقلها لموقع eDaraa في 11/8/2009 الدكتور "أحمد حمادي" مدير الثقافة بـ"درعا" متحدثاً عن ملتقى ومعرض النحت الذي أقامته مديرية الثقافة، على هامش الفعاليات الموازية لمهرجان "بصرى" الدولي، وبمشاركة نخبة من فناني المحافظة وهواته، وتابع مدير الثقافة حديثه بالقول: «سعياً للنهوض بالحركة الفنية التشكيلية في المحافظة، وتشجيعاً للفنانين بجميع الاختصاصات أصرينا على المشاركة بمعرض النحت في المهرجان، وإيجاد مكان له يحظى بمتابعة كبيرة من الزوار، ونجحنا بذلك حيث زاره على مدار المهرجان أكثر من 150000 شخص، لكونه يقع أمام المدخل الرئيسي للمسرح الروماني، وقامت المديرية على مدار أيام متواصلة بتأمين جميع مستلزمات ومتطلبات هذا الملتقى، وتم نقل عدد من المنحوتات من مركز مدينة "درعا" إلى أرض المعرض».

أستغرب كيف قام هؤلاء الرجال بتحويل هذه الصخور الكبيرة إلى منحوتات تحاكي الإنسان بتفاصيلها الدقيقة، يومياً كنت أتجول بين هذه الصخور الكبيرة، لكون منزلي قريب من ساحة القلعة

وكان لموقعنا أن التقى مع بعض المشاركين في الملتقى وكانت البداية مع الفنان التشكيلي "محمد بخش" فقال لنا: «الملتقى خطوة جريئة وحقيقية للفنانين الشباب بمحافظة "درعا " لعرض منتجاتهم ومنحوتاتهم أمام الآلاف من الزوار الذين يتابعون بشغف مهرجان "بصرى" يومياً، وتأتي مشاركتي في هذا الملتقى رغبة في نشر فن النحت في "درعا" بشكل أكبر من تواجده وانتشاره حالياً، حيث لا يزال يحظى بمتابعة عدد قليل من المهتمين بالفن التشكيلي بمختلف أنواعه».

مدير الثقافة بدرعا

الفنان "أحمد الأحمد" قال: «المطرقة والأزميل غالباً ما تعبر عن رأي صاحبها من خلال التكون بالكتلة والفراغ، والخروج بمنحوتات لها وقعها أمام الجمهور، والملتقى فرصة للتعرف على تجارب الفنانين أبناء المهنة لنستفيد من خبرات بعضنا البعض، والاطلاع على التجارب الجديدة في الحركة الفنية، عدا عن المتابعة من الجمهور الذي يعطي ملاحظاته وآرائه التي تصب بعض الشيء في خصوصية العمل وتضعنا أمام بعض الأخطاء التي لا نراها، لكوننا نكون مشغولين بأدق التفاصيل فتغيب عنا».

وعن مشاركته يقول الفنان "مؤيد العواد": «أشارك بعدد من المنحوتات التي تعبر عن تراث المحافظة وحضارتها، وأنا متفائل بحركة فنية نحتية قادمة بعد المتابعة اليومية المستمرة من زوار المهرجان، والذين لم ينقطعوا عن المعرض لا في الصباح أو في الفترة المسائية، بالرغم من الأنشطة الموازية الكثيرة للمهرجان، وستعرض المنحوتات في الأماكن العامة والحدائق في المحافظة بعد انتهاء فعاليات مهرجان "بصرى"».

احدى اللوحات المعروضة

الحاجة "خيرية المقداد" إحدى سكان مدينة "بصرى" قالت لنا بعفوية: «أستغرب كيف قام هؤلاء الرجال بتحويل هذه الصخور الكبيرة إلى منحوتات تحاكي الإنسان بتفاصيلها الدقيقة، يومياً كنت أتجول بين هذه الصخور الكبيرة، لكون منزلي قريب من ساحة القلعة».

أما الشاب "ياسر بجبوج" فيرى: «إن المعرض النحتي يحاكي الروح، وبمخيلة مبدعة حقق فيها النحاتون درجات البلاغة التشكيلية في أعمالهم النحتية التي حازت على رضا من زار المنحوتات، حيث قدموا أرقى أنواع وجماليات الفن النحتي، الذي نراه لأول مرة يعانق الآثار العتيقة لمدينة "بصرى" التي تتواجد فيها أهم المواقع الأثرية في محافظة "درعا"».

النحات مؤيد العواد