تشتهر محافظة "درعا" كما هو الحال بالنسبة لبقية المحافظات السورية بتراثها الشعبي الأصيل والمميز، ويتمثل ذلك من خلال العادات والتقاليد والطقوس التي كانت تسود أثناء المناسبات.

ولكن ذلك التراث قد تغير عبر الزمن نتيجةً لتطور المجتمع ولم يبق منه إلا القليل، ولعل أفضل طريقة لإحياء وتجسيد هذا التراث هي عبر الفرق التراثية الشعبية والتي يوجد عدد لا بأس به منها في محافظة "درعا"، وآخر تلك الفرق وأحدثها تأسيساً هي فرقة "الحراك" للفنون الشعبية التي التقاها موقع eDaraa بتاريخ (7/8/2009) على هامش مشاركتها بمهرجان "بصرى" الدولي الحادي والعشرين.

تقدم الفرقة أنواعاً مختلفة من اللوحات التراثية (كالدبكة الشعبية والجوفية والقصيد والهجيني)، وأعضاؤها لا يتلقون أي عائد مادي على عملهم

عن فكرة تأسيس الفرقة يقول السيد "ياسين محمد العساف" المعروف بـ"أبو ربيع"، قائد الفرقة: «الفرقة حديثة العهد، حيث تأسست بشكل رسمي قبل حوالي العام ونصف العام فقط، وذلك بالاعتماد الكامل على الجهود الشخصية والفردية، ومن بذل هذه الجهود هم أعضاؤها الحاليون والبالغ عددهم /15/ عضواً من رواد المشاركة بالأعراس والحفلات التي كانت تقام ضمن مدينة "الحراك" أو خارجها من مختلف مناطق المحافظة».

السيد ياسين العساف

ويضيف: «لنا بعض المشاركات في أكثر من مناسبة كالمشاركة في الاحتفالات العامة في مدينة "درعا" ومناطق مختلفة من المحافظة، كذلك الاحتفالات في محافظات "دمشق" و"السويداء" و"القنيطرة"، والمشاركة بعدد لا بأس به من الحفلات التراثية التي أقيمت في المراكز الثقافية في المحافظة، والمشاركة بالعرس الجماعي الذي أقيم بـ"درعا" العام الماضي، وبافتتاح مهرجان "بصرى" الدولي للعام الثاني على التوالي والمشاركة مؤخراً بمهرجان الجبل الأول بـ"السويداء"، إضافةً إلى إحياء عدد كبير من حفلات الأعراس في عدد من مدن وقرى المحافظة، ونخطط للمشاركات الخارجية إذا أمكن ذلك».

ويقول السيد "عثمان قداح" أحد أعضاء الفرقة: «خاصية الفرقة هي أن جميع أعضائها هم من الرجال كبار السن حيث عمر أصغرهم 53 عاماً، والفائدة من ذلك معرفتهم الكاملة بالعادات التراثية القديمة».

الفرقة في صورة جماعية

ويضيف: «تقدم الفرقة أنواعاً مختلفة من اللوحات التراثية (كالدبكة الشعبية والجوفية والقصيد والهجيني)، وأعضاؤها لا يتلقون أي عائد مادي على عملهم».

والتقينا أيضاً السيد "زياد العوض" مدير المركز الثقافي في مدينة "الحراك" والذي تتبع له الفرقة حيث قال: «كانت هناك مشاركات فردية مختلفة لأعضاء الفرقة قبل تأسيسها، وجاء تأسيس الفرقة بهدف تقديم التراث الأصيل الخالي من الشوائب، وقد رحب المركز بهذه الفكرة وقدم لها الدعم اللازم وذلك من خلال التعاون مع مديرية ثقافة "درعا"، حيث يشرف على تدريبهم ونقلهم إلى مواقع الحفلات وذلك من باب التشجيع».

السيد زياد العوض