بألوان موسيقية عذبة والحان تداعب أفئدة عشاق الحياة أمتع كوكبة من الأطفال جمهور الحاضرين في الحفل الختامي لمسابقة صلحي الوادي الدولية الثانية للمواهب الشابة على آلة البيانو، وذلك يوم الثلاثاء 28/7/2009 في دار الأوبرا "بدمشق".

18 متأهلا من أصل 62 متسابقا يمثلون سبع دول "الصين.. أذربيجان.. أرمينيا.. البوسنة والهرسك.. لبنان.. تونس.. وسورية"، وصلوا إلى المرحلة النهائية، وقدم كل منهم حسب فئته وصلة تعبر عن بلده وتراثها الموسيقي.

نأمل خلال السنوات القادمة زيادة عدد المشاركين وتنوع المشاركات العربية والدولية، وسنعمد إلى سماع مسبق لتسجيلات من أعمال المشاركين قبل اعتماد مشاركتهم للتأكد من مستوى المنافسة

وفي التتويج حصل تقريبا اغلب المشاركين في المرحلة النهائية على جوائز من معهد صلحي الوادي.. ففي الفئة /أ/ للأطفال ما دون سن التاسعة، أبدع "طارق" من سورية بألحانه العذبة تارة والقوية تارة أخرى ونال المرتبة الأولى، فيما نالت "ريتا شدياق" و"آكاش نزهة" المرتبة الثانية، بعد أداء استحقوا عليه تصفيق الحاضرين وحيرة لجنة التحكيم التي ارتأت أن تكرر المرتبة الثانية، فيما عادت الجائزة الثالثة للساحرة الصغيرة "سامية فرح".

من الفائزين في المسابقة

ونال "جاك بغدادي" المرتبة الأولى في الفئة /ب/ للأطفال من 10 إلى 13 سنة، وذهب المركز الثاني للأرميني "تورسيان"، والمركز الثالث للسورية "أليسا نخلة".

واشتدت المنافسة بقوة في الفئة /س/ وبرز فيها عازفون مميزون من "سورية وأذربيجان وأرمينيا"، وبعد تشاور لجنة التحكيم قرروا منح المركز الأول للفارس السوري الصغير "جول درويش"، الذي أمتع الحاضرين بمقطوعات أشبه بمياه نهر عذبة تتدفق برفق بين جنبات الطفولة، ولم يكن "ساركان" من أرمينيا اقل شانا واشترك مع "درويش" في المرتبة الأولى، وسيقيمان حفلأ في دار الفنون، فيما ذهب المركز الثاني للأرمينية "ديانا" والمركز الثالث للأذربيجاني" حسنوف".

لجنة التحكيم د.قطب الى اليسار برفقة جندلي

وفي منافسات الفئة /د/ قررت لجنة التحكيم حجب الجائزة لإصابة إحدى المشتركات في يدها، على أن تنال "مريم الشطة" جائزة دار الأوبرا الخاصة، إضافة إلى منحة للشابة "علياء خير بك" و"أمين الحلو" إلى ألمانيا للمشاركة في ورشة عمل.

وأعلن الدكتور "وسيم قطب" مشرف المسابقة عن مساعدة احد المشتركين من مدينة "محردة" بعد أداءه المميز في المسابقة، عبر دورة مجانية مدة عام كامل في معهد "صلحي الوادي".

مدير معهد صلحي الوادي

وقال لنا الدكتور "وسيم قطب"..:«المسابقة استمرار لحلم موسيقي سوري "صلحي الوادي" أراده أن يستمر وهو ما حصل على أيدي أطفال صغار أحبوا الموسيقا والحياة، وهي علاوة على ذلك فرصة للأطفال السوريين للتعرف على نظرائهم في دول العالم والتواصل معهم عبر الموسيقا اللغة التي يفهمها الجميع».

فيما تكلل وجه المغترب السوري وعازف البيانو "مالك جندلي" بالسعادة بعد المستويات التي شاهدها في وطنه الأم وقال لموقعنا:«هي زيارتي الأولى منذ ستة عشر عاماً واشعر بسعادة غامرة لما شاهدته من مواهب سورية مبدعة تبشر بمستقبل واعد في عالم الفن والموسيقا، وآمل أن تستمر هذه المسابقات وان يزداد عدد المشتركين فيها حتى تتسنى الفرصة أمام الأطفال السوريين للتواصل مع موسيقا العالم».

يشار هنا إلى أن "مالك جندلي" يحضر حاليا لنيل شهادة الدكتوراه وهو مقيم في الولايات المتحدة الأمريكية.

الدكتور "علي القيم" معاون وزير الثقافة قال عن هذه المسابقة:«إن مسابقات معهد "صلحي الوادي" للبيانو والعود والكمان ساهمت بشكل كبير في اغناء المعاهد المتوسطة والعالية بمواهب شابة ومميزة، وحاليا سيكون هناك معهد للموسيقا في "اللاذقية،" إضافة إلى محافظتي "حمص والسويداء"، ونعمل على أن تكون المعاهد الموسيقية في كافة المحافظات السورية».

وحاورنا مدير معهد "صلحي الوادي" "جوان قره جولي" الذي قال عن مسابقة هذا العام:«نقيم مسابقة البيانو الدولية للعام الثاني على التوالي، وابرز ما يميزها هذه السنة تعلمنا من أخطاءنا السابقة وأهمها توقيت المسابقة حيث كنا نقيمها في نهاية كل عام وهو ما يصادف امتحانات الأطفال ما أدى إلى ضعف المشاركة، وبعد تعديل التوقيت ازداد عدد المشاركين ووصل إلى 62 بعدما اقتصر على عشرة متسابقين في الدورة الماضية، هذا إضافة إلى تقسيم المشاركين إلى فئات عمرية بعد أن كانوا يعزفون في فئة واحدة وهو ما أدى إلى ظلم بعض المشاركين لأعمارهم الصغيرة».

وتابع مدير المعهد:«نأمل خلال السنوات القادمة زيادة عدد المشاركين وتنوع المشاركات العربية والدولية، وسنعمد إلى سماع مسبق لتسجيلات من أعمال المشاركين قبل اعتماد مشاركتهم للتأكد من مستوى المنافسة».

أشار "قره جولي" إلى الدور الكبير الذي قامت به السفارات السورية في الدول التي شاركت في المسابقة، إضافة إلى دور السفارات العربية والأجنبية في سورية، ووعد مدير المعهد أن تحمل السنوات القليلة القادمة مشاركة سورية في المسابقات العالمية لمختلف الآلات الموسيقية بعد التطور الكبير في أداء الأطفال السوريين خلال المسابقات التي يقيمها المعهد.

وبعد نيله منحة إلى ألمانيا لحضور ورشة عمل كانت الفرحة بادية على وجه الشاب "أمين الحلو" الذي قال لنا:«أنا سعيد جدا بالمنحة وفي المسابقة القادمة سأحاول الحصول على المرتبة الأولى، أدرس الموسيقا في معهد "صلحي الوادي" منذ ستة سنوات، بعد أن اكتشف أهلي محبتي لآلة البيانو التي أنوي الاحتراف فيها مستقبلا».

يذكر أن لجنة التحكيم تألفت من خمسة أعضاء هم الدكتور "وسيم قطب" رئيس لجنة التحكيم والمدير الفني للمسابقة.. "ألكساندر مينيل" من ألمانيا.. "توشيكي أوسوي" من اليابان.. "أناهيت تشاوشيان" من أرمينيا.. و"مالك جندلي".

ويشار إلى أن الدكتور "قطب" عمل على التحضير للمسابقة منذ عام بعد نجاح مسابقة البيانو الأولى للشباب في عام 2008 لتكون هذه المسابقة ملتقى سنوياً للموسيقيين الشباب من مختلف أنحاء العالم وهو حالياً يعد لمسابقة 2010.

تجدر الإشارة إلى أن المعهد تأسس عام 1961 باسم المعهد العربي وأطلق عليه اسمه مؤسسه "صلحي الوادي" منذ عام 2004 قبل وفاته كتكريم لجهوده، ويديره وهو ينظم أربع مسابقات دولية سنوياً، وسيقتصر هذا العام على مسابقتين فقط لآلة العود فضلاً عن مسابقة البيانو.