فنان سوري متألق أثبت وجوده في الوسط الفني، تعايش مع بيئته الحورانية وبقيت في قلبه وذاكرته سطور خطها بشيء من الأمل والذكريات الجميلة، تألق في أعمال عديدة فلعب الدور وأتقن المهنة، فكان نجماً سورياً بامتياز، وهو "الحوراني" الذي عشق بيئته وسنابلها فلم يبتعد عنها إنه النجم "عبد الحكيم قطيفان" حاوره موقع eDaraa بتاريخ 25/5/2009، في مضافته الحورانية الواقعة جنوب محافظة "درعا" فكانت البداية مع نظرة إلى واقع الدراما السورية وفيها يقول "قطيفان": «الدراما السورية ما زالت في موقع متقدم، لكن يجب على جميع العاملين في الوسط الفني "العد للعشرة"، فهناك بعض الأعمال مسلوقة ومنفذة على عجل، وإلى الآن ليس لدينا تقاليد مهنية، وربما يكون أحد الأسباب أننا كشرقيين تحكمنا عقلية الارتجال ولا يوجد لدينا عمل مؤسساتي، بل مجرد قرارات فردية، لكن أتمنى أن يتم تداركها، وعلى الرغم من أني مقتنع بأن رأس المال حر ويمكن لمن يشاء من المستثمرين العرب أن يستثمر في الدراما السورية، لكني أتمنى أن يتم تحصين هذه الأعمال بأموال سورية».

وفي مقارنة للحركة الفنية قديماً وحديثاً يقول: «رغم الحركة الكبيرة التي يشهدها الفن السوري إلا أن تاريخنا الفني يحمل بصمات مميزة يصعب تكرارها، فجيل الروادهم الذين أدخلوا الحركة الفنية إلى سورية وصنعوا الفن الحقيقي، واليوم أيضاً نشاهد تجارب متميزة وربما تستطيع أن تقدم جديداً للفن السوري كإضافة لما قدمه رواد العصر الذهبي»

المشكلة أننا نعايش بيئة اجتماعية تقيدها العادات والتقاليد التي كبلت انفتاحها وزادت من تراجعها إلى الوراء، وأنا أثمن أي خطوة يقوم بها أي مثقف من بيئة "درعا" تجاه الفن أو حتى الثقافة، لأن الكتاب ظلموا بيئتهم لكن هناك عادات فرضت هذا القيد على أقلامهم

وعن مسلسل "أسمهان" وقرار منع العرض الذي صدر بحقه قال: «هناك سوء فهم مسبق ومواقف متشددة لا مبرر لها، وحقيقة الأمر أن المسلسل يجمّل حياة "أسمهان" وبيت الأطرش، والعمل أنصف الجانب الخيّر والإنساني، واعتراض بعض الأطراف من بيت الأطرش ليس في محله، أما بالنسبة للمتابعة الجماهيرية التي حظي بها المسلسل فهي ليست ناجمة عن الضجة التي أثيرت حوله، بل لأن "أسمهان" شخصية إشكالية، ودائماً كانت حولها إشارات استفهام وقصص كثيرة، ولديها أعداء كثر وملايين المعجبين، وهناك شائعات متعارضة حول وفاتها، وبالرغم من أنها لم تعش أكثر من 27 عاما لكنها لو عاشت أكثر لكانت أسطورة، ومن الطبيعي أن يحظى العمل بمتابعة جيدة».

عبد الحكيم قطيفان

وحول غيابه عن المسلسلات التي تناولت البيئة الشامية هذا العام قال: «لم يعرض على أي دور، ربما لأنني لا أتقن اللهجة الشامية، وشخصياً لدي موقف من الأعمال التي تقدم البيئة الشامية فهي أعمال منقوصة ومجحفة، فما يميز "دمشق" هو الفسيفساء والنسيج الاجتماعي الذي لم نلمحه في أي مسلسل منها، كما أن البيئة الشامية تم تقديمها على أنها بيئة أمية، فلم أر أي شخص متعلم في هذه المسلسلات وهذه كارثة كبيرة، والدمشقيون لم يكونوا كذلك بل كان هناك حراك سياسي ثقافي معروف في بداية القرن العشرين، وأعتقد أن هذه المسلسلات لا تعدو كونها «حدوتة» أو حكاية من حكايا ألف ليلة وليلة "الشامية" لا أكثر».

وفي نظرة إلى الدراما التركية ومدى تأثيرها على الدراما السورية يقول: «الدراما التركية تميزت في الآونة الأخيرة لأنها أضفت شيئاً جديداً على عادات وتقاليد الشعب السوري، فمجتمعنا مجتمع محافظ، فوجد في الدراما التركية نوعاً آخر وعادات أخرى جذبته بخصوصيتها المختلفة، ومن حيث طاقم الفنانين السوريين الذين يعملون على دبلجتها فقد استقطبت بالأغلب الفنانين الشباب، وليس نجوم الدراما السورية، وبالتالي لن تؤثر على الدراما السورية لأن سر نجاحها يكمن في فنانين ينتمون إلى الدراما السورية».

من أحد أعماله

وحول علاقة الدراما بالبيئة يقول "عبد الحكيم قطيفان": «بالطبع الدراما تلعب دوراً كبيراً في التسويق للبيئة التي نعايشها فالدراما أنصفت البيئة الشامية كثيراً فقدمت صوراً جميلة عنها، واتجهت فيما بعد لتسلط الضوء على بيئة جبل العرب والساحل السوري وربما ستتجه فيما بعد لتقدم نصاً يعالج البيئة الحورانية وبالتالي هي فرصة لتقديم تراث نعتز به».

وحول ابتعاد كتاب الدراما عن البيئة الحورانية يقول "قطيفان": «المشكلة أننا نعايش بيئة اجتماعية تقيدها العادات والتقاليد التي كبلت انفتاحها وزادت من تراجعها إلى الوراء، وأنا أثمن أي خطوة يقوم بها أي مثقف من بيئة "درعا" تجاه الفن أو حتى الثقافة، لأن الكتاب ظلموا بيئتهم لكن هناك عادات فرضت هذا القيد على أقلامهم».

وعن أهم أعماله يقول: «في المسـرح: ثلوج الصيف- قبل أن يذوب المفتش- العين والمخرز

وفي الإذاعــة: شخصيات روائية - مجلة التراث - حزورة رمضان - مجلة العلوم والعديد من الأعمال الأخرى وفي السـينما: صهيل الجهات، وفي التلفزيون: الأخوة - قانون الغاب - فيضة الغيوم - حارة الباشا - المجنون - العبابيد - ليل المسافرين - أحلام لا تموت - القلاع - تاج من شوك - أخوة التراب - ثلوج الصيف – سحر الشرق - رجال تحت الطربوش - مرايا - عصر الجنون - غزلان في غابة الذئاب، رياح الخماسين وأعمال عديدة أخرى».

تجدر الإشارة إلى أن "عبد الحكيم قطيفان" من مواليد مدينة "درعا" في العام /1958/ خريج المعهد العالي للفنون المسرحية، عضو في نقابة الفنانين منذ العام /1982/ متزوج ولديه طفلان.