«كثيرة هي الأغنيات الشعبية التي تجسد الفلكلور الحوراني، بكلماتها ومعانيها، بعضها يتناول المرأة الحورانية بمظهرها وجمالها وحركاتها المتزنة، والبعض الآخر يتناول الحديث عن مناطق "حوران" الريف، حيث الطبيعة الساحرة والخلابة».

هي كلمات الباحث "أحمد المسالمة" الذي التقاه موقع eDaraa بتاريخ 12/4/2009 للحديث عن الأغنية الحورانية.

هناك العديد من الفرق الموسيقية الشابة أخذت على عاتقها مسألة الحفاظ على الأغنية الحورانية، ومنها فرق منظمة الشبيبة التي جسدت التراث الحوراني بأمانة

واسترسل "المسالمة" قائلاً: «هناك العديد من الأغنيات التي تحافظ على طابعها من كلمات ولحن إلى الآن "من مفرق جاسم للصنمين، حاجه تهلي الدمع يا عيني،على وليفي كان مسليني، واليوم مفارق سود العيونا" أغنية تراثية حورانية تعتبر الأغنية الأم والأصيلة لمحافظة"درعا" اشتهرت بكل بقاع الدنيا وعرفت كشعار للمحافظة نتغنى بها بجميع المناسبات والأفراح عاشت معنا وأصبحت جزءاً لا يتجزأ من تراث المحافظة».

الباحث "أحمد المسالمة"

الشاعر "حاتم قاسم" حدثنا عن التشابه الكبير بين الأغنيات الشعبية في المحافظة فقال: «الأغنية في حوران، هي جزء لا يتجزأ من فلكلور بلاد الشام، فهناك العديد من الأغاني التراثية التي تحمل صبغة اللون والمعنى والوزن الإيقاعي ومثال ذلك "يا مـساء الخيـر الله يمسيكـم/ يـا أهل الفـرح اللـه يهنـيكـم"، ولدي كتاب عن الأرض والعشيرة يتحدث عن الفلكلور الفلسطيني في منطقة "صفد" بشكل خاص و"فلسطين" بشكل عام، ووجدت أن هناك تقارباً في الأغنية الشعبية في "فلسطين" والأغنية الشعبية في "حوران"، ومثال على ذلك "يا بنت يلي على المصيف/ دونك مراشح خيلنا/ أنت غواك بشمبرك/ وإحنا غوانا سيوفنا" كما في التراث الحوراني، بينما هي في التراث الفلسطيني" يا بنت يلي على المصيف/ طلي وشوفي خيولنا/ أنت غواك بشمبرك/ وإحنا غوانا سيوفنا" وهنا نلاحظ أن الأبيات متقاربة والخلاف في كلمات بسيطة" مما يدل أن التراث في بلاد الشام واحد».

الدكتور "أحمد الحمادي" مدير الثقافة بـ"درعا" قال: «تعتبر الأغنية التراثية الشعبية الحورانية، تاريخ وحضارة مشهورة بفلكلورها الفني الحافل، وغناء التراث الشعبي في محافظة "درعا" قديم قدم التاريخ، ويعتز أبناء المحافظة بهذا التاريخ، التراث الغنائي الشعبي، بما ينطوي عليه من أعراف متوارثة وآداب متعددة، وأشكال فلكلورية هو بمثابة مخزون ثقافي ينم عن عراقة الأمة ومدى تأثيرها في مسار التاريخ، وحجم موقعها الحضاري بين سائر الأمم، التراث الغنائي صدى الماضي، وسيرة الشعوب والاعتزاز به لا يعني الرجوع إلى الوراء، وتعطيل عجلة الزمن طالما أن هناك عملاً متصلاً في مواكبة الحاضر ونظرة واثبة نحو مشارف المستقبل».

المجوز صديق الدبكة والتراث

وأضاف الشاعر "عبد الكريم خضر": «محافظة "درعا" غنية بتراثها الشعبي الأصيل متعدد الأنواع منه غناء المسير، الزفة، الهجيني، الفن، الدبكات أهمها "فلاحيه، شعراويه، حبل مودع، البداوي، الميحه" وحافظت "درعا" على تراثها الأصيل، وتغنى أهلها بحب الطبيعة، وغزل الأرض، وعبروا عن تصميمهم على تحرير الأرض المحتلة، بالأهازيج المشهورة، ومن أنواع الغناء الغزل والافتخار، حيث يقال: "جتنا البنية تجر الثوب/ تمشي على ناعم الريش"، كما عبر أهل حوران عن حبهم للأرض المحتلة وأكدو على تصميم تحرير "الجولان"، فغنوا: "والله لزور الجولان/ بالمدفع والطيارة، وحررك يا بلادي/ من عدانا الغدارة"».

وعن أغاني الدلعونا يقول الموسيقار "فادي المصري": «(الدلعونا) في "درعا" تختلف في لحنها عن باقي المحافظات واللحن، طلعت ع الدرج طخه ع طخه/ داست بقلبي ما قلتش آخه، والله يا حلوة لا نصبلك فخه/ وأصيدك صيد الحجل يا عيونا، ومن الأغاني ردات الدبكات المنوعة على المزمار والطبل أو الشبابا "اسقـيتـونا قـهوة الله يسقيكـم/ ومن مية زمزم أحلى ما يكونا"».

د."أحمد الحمادي" مدير الثقافة

ويقول الأستاذ "أحمد المسالمة" عن أهم أغاني السهر والمرح في حوران: «اقتبس بعض الملحنين والمطربين من تراث حوران إن كان أصل الكلمة أو أصالة اللحن ومن هذه الألحان، "أراوح ياما ع الحبيب أروح/ طول علي وطول المرواح، طول علي وما سأل علي/ أبو شويحيه والخصر لواح».

وحول المساعي للحفاظ على تراث الأغنية الشعبية الحورانيه قال:

«تم تشكيل لجان على مستوى محافظة "درعا"، لمتابعة الفلكلور الشعبي والأغنية التراثية، وتشجيع المسرح والمحافظة على التراث، أيضا سوف يتم إقامة متحف للأدوات والتراث الخاص بالمحافظة المرافقة للحياة العملية».

واختتم الحديث الموسيقار "فادي المصري": «هناك العديد من الفرق الموسيقية الشابة أخذت على عاتقها مسألة الحفاظ على الأغنية الحورانية، ومنها فرق منظمة الشبيبة التي جسدت التراث الحوراني بأمانة».