وحدها ريشته من ترجمت وصورت بصدق مكنونات رؤىً فنيه عبر لوحات تشكيلية، إنها ريشة الفنان شاكر خبيز ابن مدينة بصرى آبدة التاريخ ،الذي لم ينتسب إلى أية مدرسة فنية.

وحدها الحياة هي من علمته وصقلت موهبته، ألقت مدينة بصرى ظلالها على لوحاته بكل ما قامت عليه من شوارع وبيوت وأسواق بأحجارها البازلتية لهذا السبب غلب اللون الأسود والأزرق عليها، ولقد مر الفنان شاكر في مسيرة حياته بثلاث مراحل –مرحلة الطفولة والممتدة إلى بداية مرحلة الشباب وطبعاً هي مرحلة الدراسة حيث استطاع خلالها أن يكون نفسه كفنان مبتدئ من خلال الرسم باستمرار ونقل مشاهداته للواقع بواسطة ريشته، رسم في شبابه لوحات فنية رائعة حافظ خلالها على الطابع القديم للبلد, ورسم دمشق وشوارعها ثم اتجه إلى رسم البيئة البدوية بسماتها وأرضها وصحرائها وأشخاصها ،بجمالها بكل ما حوت.

سافر إلى دول عدة عربية وأجنبية فكانت له مشاركات في معارض مختلفة ،وطبعاً هذا السفر ترك أثره على المواضيع التي عالجها. وبعد ذلك عاد إلى سورية ليستقر حيث وجد أن كل شيء قد تغير إلا أنه استطاع أن يستوعب هذا التغيير ويجسده في لوحاته ،فالفن التصويري هو انطباع حقيقي لزمن معين يحمل جزء من المفاهيم والقيم الاجتماعية.

في إحدى لوحاته يجسد رحلة التجار عبر طريق الحرير حيث تظهر اللوحة حالة إحدى القوافل التجارية القادمة من الهند إلى بلاد الشام و المحملة بكافة المواد من( بهارات وأقمشة وحلي وغيرها..) ويظهر في اللوحة عدد كبير من الإبل وهناك حراسة مرافقة للقافلة.

أما الجانب الفني فيبرزمن خلال التركيز على إظهار صورة الإبل وهي مركزة النظر على الأرض حيث تجد طعامها.

الفن بالنسبة لشاكر خبيز هو الحياة والفنان سفير لوطنه وبيئته التي تربى فيها، وبالمناسبة أن الفن التشكيلي السوري هو الأقوى ولقد لمس الفنان شاكر هذا من خلال زيارته لعدة دول. وسيقوم الفنان شاكر بعرض لوحاته الفنية في المستقبل القريب في صالة المركز الثقافي الذي يقام حاليا في بصرى.