"نتحاور.. نتشارك.. نلعب ونبتكر" ومنولوجات متنوعة عن موضوعات منزلية وأسرية ومدرسية، عناوين طرحها الأطفال المشاركون في العرض المسرحي الذي قدمه أطفال مشروع "روافد" على مسرح المركز الثقافي العربي في "درعا"، وتطرق فيه العمل إلى حاجات الأطفال ورغباتهم بشكل قصصي وهادف.

موقع eDaraa تابع العرض المسرحي بتاريخ "24/1/2011" والتقى الطفلة "نور العمارين" والتي كانت تتابع العمل وقالت لنا: «المسرحية جميلة هادفة قدمت للأطفال معلومات مهمة، استفدنا منها كثيرا في توجيه العديد من الأمور اليومية الحياتية في حياتنا.

يأتي هذا العمل في إطار مبادرة المسرح التفاعلي في المدارس الحكومية، والتي أطلقها مشروع روافد بالتعاون مع وزارة التربية

وأعتقد أن المسرح التفاعلي يتيح للأطفال والطلاب فرص التعبير عن أنفسهم وعما يريدون بكل صراحة، وإقناع الأهل بوجهات نظرهم من خلال الحوار والمناقشة، بالإضافة لتأمين بيئة تعليمية آمنة للأطفال وخصوصاً في مرحلة الطلائع لإقامة المنتديات الأدبية والمنابر الثقافية لهم في مختلف المناطق الطلائعية ومدارس الابتدائي والإعدادي».

الطفلةنور العمارين

بينما قال "فادي المصري" مفرغ في المسرح المدرسي بـ"درعا": «تميز العرض الذي قدمه الأطفال على المسرح بدقة وحيوية وعفوية الأطفال المشاركين، وإدراكهم وفهمهم للشخصيات التي أدوها ببراعة، وما ميز العرض التفاعل المتواصل للطلاب الحضور معهم، ومشاركتهم في اقتراح العديد من الأفكار والآراء والطروحات التي تكمل وتفيد العمل.

لقد كانت التربية هي الشريك الأساسي في المسرح التفاعلي، وتسعى للابتعاد عن المسرح التقليدي الذي يتضمن مساحة محددة وسرداً معيناً، حيث يعتمد على التفاعل الايجابي بين الطلاب والجمهور في بناء العمل الدرامي المسرحي.

فادي المصري

يقوم المختصين والمدربين في المسرح التفاعلي على تفعيل والاعتماد على التمثيل الدرامي والألعاب المسرحية لتشجيع المشاركين على التعبير عن أفكارهم ومشاعرهم بفعالية، والإصغاء إلى ذويهم من أجل تطوير مهاراتهم من خلال العروض التي تستند إلى المواضيع التي تهمهم وتشغل بالهم وتستهدفهم كشريحة عمرية».

وقال "موسى الغزالي" رئيس دائرة المسرح المدرسي في مديرية التربية بالمحافظة: «يأتي هذا العمل في إطار مبادرة المسرح التفاعلي في المدارس الحكومية، والتي أطلقها مشروع روافد بالتعاون مع وزارة التربية».

مدير التربية بدرعا صبحي الموصلي

السيد "إبراهيم التمر" مساعد مدير التربية لشؤون الثانوي قال لموقعنا: «المسرح التفاعلي تجربة رائدة تم تعميمهما على المحافظات، يقوم على التفاعل مع الجمهور وأولياء الأمور من خلال عرض الموقف التربوي، حيث يتم عرض الموقف بعد انتهاء العرض المسرحي والتركيز على العناصر الأساسية بالموقف أو العرض الحاصل، من خلال استبيان آراء الأطفال وأولياء الأمور حول طريقة معالجة الموقف المعروض في المسرح، ورفده بآراء جديدة ويكون ذلك مع الجمهور مباشرة.

وهذا يساعد على تنمية مهارات التواصل ومهارات التفكير والتواصل ما بين الأهل والأطفال، ويؤكد معالجة القضايا بطريقة علمية وعملية بعيداً عن العنف، وهذا يساعد على تنمية الجانب التعليمي بشكل عملي بعيداً عن فوقية القيم حتى تصبح القيم والمفاهيم قضايا يتم التعامل بها من خلال كافة جوانب العملية التربوية.

وحالياً نسعى لتطبيق المسرح التفاعلي من خلال المسرح المدرسي، وتم وضع مدربين مختصين لهذا الأمر الذي سنبدأ به في مراكز بمناطق "ازرع" و"جباب" و"درعا" وعدة أماكن أخرى».

وعن أهمية المسرح التفاعلي قال السيد "صبحي الموصلي" مدير التربية بالمحافظة: «تأتي أهمية المسرح التفاعلي بابتعاده كل البعد عن أشكال التعليم التلقيني، ويخطو باتجاه تأسيس وتنمية شخصية الطفل بالعمل من خارج العرض المسرحي، لكون المسرح مكونا أساسيا لحصول الطفل على تعليم متوازن ومتكامل عبر برنامج مسرحي لا صفي، يطبق منهجاً تفاعلياً محفزاً الطلاب المشاركين على التفكير والتعلم والتعبير عن أنفسهم بطرق إبداعية جديدة، يكتسبون من خلالها مهارات تحمل أثراً إيجابياً على المستوى التعليمي والشخصي».