أطفأ المهرجان الوطني لمسرح الشباب بدورته الرابعة والعشرين شموع منصاته، خلال حفل الختام الذي أقيم على خشبة "المركز الثقافي العربي" بتاريخ "17/12/2010"، وتم خلال الحفل إعلان الجوائز للأعمال الفائزة وتكريم للفنانين المشاركين.

وأعلن مدير المهرجان الفنان "يوسف مقبل" في حفل فني أقيم بصالة المركز الثقافي أنه: لا بد من الختام دائماً..لكننا نختتم هذا المهرجان على أن نعود لنلتقي لان البداية ولدت من هنا لجمهور متعطش للمسرح.

لم تهدر لجنة الحكم ما قمنا به على مدار أشهر من التحضير والاستعداد للمهرجان الذي ننتظره كل عام، التعب والسهر والتدريب المتواصل والمحبة والتعاون والتصميم بين أعضاء العمل على تحقيق شيء هو ما ساهم بتحقيق هذا الانجاز المهم لمحافظة "درعا" التي بدأت تهتم بالمسرح، وبدأ الجمهور يعود إليه من خلال الحضور الكبير طوال أيام المهرجان

موقع "eDaraa" حضر حفل اختتام المهرجان، الذي نالت خلاله "مسرحية هذيان" للمخرج "فراس مقبل" محافظة "درعا" جائزة أفضل عرض متكامل، وحصلت الممثلة "بشرى بشير" عن دورها في مسرحية "العائلة توت" جائزة أفضل ممثلة، ونالت مسرحية "الخروج" للمخرج "يوسف شموط"- محافظة "حماة"- جائزة أفضل سينوغرافيا، وحصل الممثل "ريزان فرمان" على جائزة أفضل ممثل، كما نال جائزة أفضل إخراج "سعيد حناوي" عن عمله المسرحي "حياة.. حوار"- من محافظة "دمشق".

الفنانة "بشرى بشير" أفضل ممثلة بالمهرجان

موقع "eDaraa" التقى على هامش الحفل عدداً من الحضور والفائزين، وبدأ مع الفنانة "تولاي هارون" إحدى الفنانات الحاضرات في الحفل، والتي تحدثت بالقول: «الموهبة لا تتوقف ضمن تظاهرة، والموهوب أينما ذهب وعلى أي مسرح يستطيع أن يثبت نفسه، وهنا على هذا المسرح أثبت شبابنا بأنهم على قدر المسؤولية من خلال ما قدموه من مسرحيات تحاكي هذا الفن الذي أصبح من أبرز مظاهر الحضارة الإنسانية، وإن المهرجان الوطني لمسرح الشباب أصبح كرنفالاً وطنياً سنوياً يؤكد أن المسرح الشبابي قادم وحاضر، لكون الفرق التي شاركت في الدورة الرابعة والعشرين قدمت أعمالاً مميزة وهادفة تسهم في تطوير العمل المسرحي».

المهندس "معن مقداد" مدير اتصالات "درعا"- رئيس اللجنة الإدارية للجمعية العلمية السورية بـ"درعا"، أحد المتابعين لجميع العروض المسرحية قال عن هذه التظاهرة الشبابية: «هذا المهرجان المسرحي الشبابي خلق من أجل الفائدة، وتأتي أهميته من كونه مهرجاناً للشباب البيت الذي يجمعهم من خلال منظمة الشبيبة، وهو يتطور في كل عام من ناحية العروض والخبرات المستقدمة، وإذا أراد المسرحيون الشباب الاستفادة منه في إغناء تجربتهم وخبراتهم وتطوير أدواتهم فهم يستطيعون ذلك، والمهم أن يمتلكوا الرغبة بالاستفادة وبعدها سيحققونها بكل سهولة بمجرد متابعة العروض المقدمة. وبشكل عام نشاطات المهرجان الوطني لهذا العام مميزة واستحقت المتابعة».

الفنانة "تولاي هارون"

المخرج "فراس المقبل" الحاصل على جائزة أفضل عرض متكامل، تحدث عن فوزه بالقول: «لم تهدر لجنة الحكم ما قمنا به على مدار أشهر من التحضير والاستعداد للمهرجان الذي ننتظره كل عام، التعب والسهر والتدريب المتواصل والمحبة والتعاون والتصميم بين أعضاء العمل على تحقيق شيء هو ما ساهم بتحقيق هذا الانجاز المهم لمحافظة "درعا" التي بدأت تهتم بالمسرح، وبدأ الجمهور يعود إليه من خلال الحضور الكبير طوال أيام المهرجان».

من جهته قال المدير التنفيذي للمهرجان الفنان "يوسف مقبل" عن كيفية اختيار النتائج ومنح المراكز الأولى بالقول: «مسألة تحديد النتائج والمراكز وأفضل الممثلين هي مسألة صعبة جداً، حيث كانت كل فرقة تحس وتشعر بأنها صاحبة المركز الأول، لكن بوجود لجنة تحكيم مختصة من الفنانين يعني إعطاء العروض حقها من النقاش المستفيض، ودراسة كل عمل من خلال النص والإعداد والديكور وسوية التمثيل والممثلين، كل هذه الأمور تمت مناقشتها بدقة واختلفت اللجان في بعض الجوائز على نصف علامة لكي يخرج الجمهور والفرق مقتنعين وفرحين بهذه النتائج.

الفنان "يوسف مقبل"

عموماً الفائز الوحيد في المهرجان كان محافظة "درعا"، من خلال الجمهور غير المسبوق المتابع والرائع لجميع العروض. وتستحق المحافظة أن يكون لديها فرقة مسرحية مهمة تقدم عروض بشكل دائم».

وقال الفنان "جهاد الزغبي" عضو لجنة التحكيم: «تميز المهرجان بدورته الرابعة والعشرين بالمنافسة والندية بين العروض المقدمة، والتي كانت متقاربة لدرجة أننا وجدنا صعوبة بتحديد المراكز، هذا ما يشكل أهمية لدعم وتشجيع الأعمال المسرحية المتميزة في منظمة الشبيبة، ويفتح الباب أمام هؤلاء الشباب لإثبات ذاتهم وصقل مواهبهم ليرفدوا المسرح العام بالممثلين والأعمال المتميزة ودماء جديدة قادرة على العطاء والنهوض بالمسرح بجميع أشكاله».

الفنانة "بشرى بشير" الحاصلة على أفضل جائزة أفضل ممثلة قالت لموقع "eDaraa" بعد استلامها الجائزة: «المهرجان ضروري لتبادل الخبرات والأعمال بين الشباب راود العمل المسرحي في القطر، أنا سعيدة بتتويجي بهذا اللقب حيث سهرنا وتعبنا طويلاً لنصل لهذه المرحلة، وحصولي على هذه الجائزة لا يعني أنني أفضل الممثلين، جميع الممثلين كانوا مميزين خلال الأعمال التي قدمت والتنافس كان على أشده، لكن التوفيق والتركيز ساهم بذهابها إلي، أتمنى أن نجد منافسة أكبر وأعمالا أكثر في المهرجان القادم».

بينما قال "تامر بلبيسي" داعم وراعي المهرجان: «نسعى من خلال رعايتنا للمهرجان الوطني لرعاية المواهب الشابة من خلال عملية التشاركية بين القطاع الخاص والمنظمات الشبابية في رعايتهما لهؤلاء الشباب شباب اليوم، رجال المستقبل. وهذه الرسالة التي يحملها هؤلاء الشباب في الحفاظ على تراثهم ومنهم في مواجهة أنواع الفنون الهابطة تمثل عنوان لهذا المهرجان، وهذه الحالة التنافسية الشريفة فيما بينهم تحمل في مضمونها فناً راقياً واعياً لتطوير المواهب الشابة، وهذا المهرجان من المهرجانات الناجحة وهو فرصة للقاء الشباب وتبادل المعلومات والأنشطة».

بدورها قالت الآنسة "رويدا العدل" رئيسة مكتب الفنون بقيادة اتحاد شبيبة الثورة: «انطلاقاً من أهمية المسرح الشبابي الذي يشكل رافداً من روافد الحركة المسرحية نسعى إلى الاهتمام والارتقاء به نحو الأفضل، وتشجيعا للمسرحيين الشباب قمنا بتكريم عدد من الفنانين الذين كان لهم دور مهم وبارز في المسرح السوري بشكل عام والمسرح الشبابي بشكل خاص، بالإضافة لتشكيل لجنة تحكيم مكونة من أهم الفنانين على المستوى العربي والدولي، وذلك لإغناء المهرجان من خلال آرائهم ونصائحهم وملاحظاتهم وتوجيهاتهم للرفاق المشاركين».

الجدير بالذكر أن مهرجان "الشباب المسرحي" في دورته /24/ استمر لمدة أسبوع كامل من "11-17/12/2010"، وبات تقليداً سنوياً وواحداً من أهم مفردات العمل في منظمة الشبيبة وشارك بدورته الحالية العديد من فروع الشبيبة بالقطر، وهي "الحسكة، حماة، درعا، دمشق، اللاذقية"، تتنافس من خلال /5/ مسرحيات بالمسابقة الرسمية، وتم خلال المهرجان إقامة ندوات متعددة عن المسرح ودوره في دعم الحركة الفنية، وبرنامج تظاهرة لعروض الكبار للصغار.

والعروض التي تنافست خلال المهرجان هي: "جزيرة الموت" إخراج "نضال عديرة"، "حياة.. حوار" إخراج "سعيد حناوي"، "هذيان" إخراج "فراس المقبل"، "الخروج" إخراج "يوسف شموط"، "العائلة توت" إخراج "وليد عمر".