صرخة قد يتحين كل منا الفرصة والمكان ليصرخ بها، أطلقها المخرج والممثل المسرحي الشاب "سعيد الحناوي"، من خلال عمله المسرحي هذا في وجه المجتمع الذي يرى أن الحوار بين شخوصه بات يحتضر ويكاد يكون مفصولا عن الحياة.

موقع "eDaraa" حضر بتاريخ "14\12\2010" العرض الذي قدمه المخرج "سعيد الحناوي" على خشبة المسرح في المركز الثقافي في محافظة "درعا" والذي شهد إقبالا جماهيريا، وعن هذا العمل يتحدث السيد "رائد مشرف" أحد الحضور فيقول: «شاهدنا عرضا جميلا قدمه لنا مجموعة من الممثلين الشباب الجيدين الذين استطاعوا أن يخلقوا حالة من التواصل مع المتلقي. المخرج استطاع أن يكون ممثلا ومخرجاً ومديرا لهذا العرض بحرفية عالية، واستطاع الممثلون الذين برعوا على الخشبة في نقل أحاسيسهم ومشاعرهم التي وصلت إلينا ولامست أحاسيسنا ومشاعرنا».

شاهدنا عرضا جميلا قدمه لنا مجموعة من الممثلين الشباب الجيدين الذين استطاعوا أن يخلقوا حالة من التواصل مع المتلقي. المخرج استطاع أن يكون ممثلا ومخرجاً ومديرا لهذا العرض بحرفية عالية، واستطاع الممثلون الذين برعوا على الخشبة في نقل أحاسيسهم ومشاعرهم التي وصلت إلينا ولامست أحاسيسنا ومشاعرنا

الممثل والمخرج المسرحي "عدنان عبد الجليل" كان حاضراً وشاهد العرض وعنه يقول: «كان عرضاً جميلاً ولو أن فكرته متأخرة قليلاً كمشكلة اجتماعية، أما إذا كان قصد المخرج حالة الحوار خارج هذا الإطار يكون قد أصاب الهدف وأوصل الفكرة جيدا.

المخرج عدنان عبدالجليل.احد الحضور

كان هناك استخدامات كثيرة للإكسوار والديكور وصلت لدرجة بسيطة من الصخب أحيانا، وفي بعض الأحيان ولم يصل مدلول بعضها أحيانا، أما أداء الممثلين فكان "سعيد" والممثلة "ليزا" في هذا العرض موهوبين جدا، ولكن في هذا العرض بدا عليهما أنهما كانا مرهقين جدا وقد نقلا هذا الإحساس إلي فصرت أفكر بحالتهم الصحية أكثر من التفكير بالعرض أحيانا، بشكل خاص وبالنسبة لي فان عروض "سعيد الحناوي" ترهقني لأنه في كل عروضه يحاول أن يقول كل مالديه دفعة واحدة من أفكار وحلول إخراجية وهذا مرهق بالنسبة لي».

"حياة...حوار" عمل مسرحي من تأليف وإخراج الممثل والمخرج المسرحي الشاب"سعيد الحناوي"، يعرض العمل للمرة الثالثة بعد أن سبق وقدم في مهرجان شبيبة "دمشق" وحصل على جائزة أفضل إخراج، ومهرجان الشباب في "حلب، والآن يقدم في المهرجان الوطني لمسرح الشباب في محافظة "درعا"، فكرة العمل ودوره فيه يتحدث عنها المخرج"سعيد الحناوي" والتي يؤديها برفقة الممثلة "ليزا نصير" والممثل "مدين حدو" فيقول:

لممثل والمخرج المسرحي سعيد الحناوي

«يتحدث العمل عن علاقة الأبناء بالآباء والآباء بالأبناء، ويعالج مشكلات اجتماعية نعيشها يوميا من ظلم وفساد كما يتحدث عن الذكورة والأنوثة ونظرة المجتمع للجنسين من الولادة حتى الممات مع أن كل الأديان تطالب بالمساواة بين الذكر والأنثى. وجدت صعوبة بالغة كوني مخرج وممثل في نفس الوقت تمثلت بعملية الفصل بين المخرج والممثل على الخشبة، وجسدت حالة اجتماعية لأحد الشباب المقموعين اجتماعيا داخل المنزل، كان يطالب بالحوار مع ذويه لتفهم حالاته الإنسانية والعاطفية والسياسية وبسبب الظروف التي نعيشها اليوم ربما صوته لم يذهب ابعد من أنفه».

وعن دورها تتحدث الممثلة "ليزا نصير" فتقول: «كان لي عدة ظهورات، الظهور الأساسي بدور الفتاة المظلومة من قبل والدها الذي يتزوج بعد ولادتها وبعد وفاة والدتها فتعاني من عذاب زوجة والدها ووالدها الذي يزوجها من رجل أكبر منها بكثير، ثم ظهرت بدور الأم المتسلطة التي تنتمي إلى طبقة مخملية والتي تفرض على ابنها العيش بالطريقة التي ترتضيها هي له، وأخيرا ظهرت بدور الراقصة التي يحبها هذا الولد المقموع من قبل أهله، تأثرت كثيرا بهذه الشخصيات وكان هناك صعوبة في العمل ولاسيما في عملية الفصل فيما بينها حيث كان الوقت قليل للقيام بذلك».

الممثلة ليزا نصير

الممثل "مدين حدو" يتحدث عن دوره فيقول: «لعبت دور الشخص الذي يمثل الحالة الصوفية التي تناجي رب العالمين لاتخاذ القرار الصحيح بالنسبة للشخصين الذين يمثلان المجتمع، فكنت امثل الخير بالنسبة لهم وحين يظهر الشر كنت أقوم بمحاربته، في لعبة الوجه التي تظهر في العمل كان سواد هذا الوجه أكثر من بياضه وهذا يمثل قسوة المجتمع، فكانت مهمة هذا الرجل الصوفي الدفاع عن البياض حتى ولو لم يبقى منه سوى ذرة واحدة على الوجه».

الفنانة "ضحى الدبس" عضو لجنة التحكيم تقول عن هذا العمل: «هذا العرض قوي وممتع لم نرى مثله على مدار السنين السابقة، حيث كانت هناك أعمال تنفرنا من الشباب، أحببت هذا العرض كثيرا لان فيه شيئا يشبه الشباب بقلقهم وخصوبتهم، يحتوي العمل على الفكرة وعلى حالة من الرقي، الجميل الذي فيه انه لم يدخل في العواطف والحالات الانفعالية ولم يعمل على قصة الميلودراما، أحببت الموسيقى كثيرا ولكن كنت أتمنى أن تكون لها شخصيتها وان لاتهمش أحيانا وتظهر أحيانا أخرى».