اثنان وأربعون لوحة فنية تشكيلية ازدانت بها جدران صالة "المركز الثقافي العربي" في "درعا" في معرض الفنون التشكيلية الذي أقامه فرع اتحاد التشكيليين بالمحافظة.

وافتتح في أول أيام تظاهرة مهرجان الموسيقا والتراث الذي يعد ترجمة حقيقية لشعار العروبة والانتماء من خلال الخصوصية التي تتمتع بها المحافظة بعاداتها وتقاليدها الأصيلة، وحرصها في الحفاظ على الهوية الأصيلة للتراث العربي وحمايته من الضياع.

شاركت بلوحتين بعنوان القرية التراثية وأسماك، قدمت خلالهن الفن التشكيلي التراثي من خلال التركيز على عادات وتراث القرية التي خرجنا منها، وتختزن العديد من العادات والتقاليد والتراث الفلكلوري بجميع أشكاله خلال الأسلوب الواقعي الانطباعي، لرصد تفاصيل الطبيعة بكل تكويناتها الصغيرة والكبيرة

المواطن "أحمد الراشد" أحد زوار المعرض قال: «المعرض بلوحاته نقل لكل من زاره طبيعة المنطقة التي عاش فيها الفنانون، البيئة النظيفة والبيت الحوراني المبني من الطين، وعادات وتقاليد هذه المناطق بعفويتها وبساطتها. قدموا أعمالاً تحمل قيمة عالية تظهر وتقدم لمسات التطور التي تعيشها محافظة "درعا" في الفن بمختلف أنواعه، وأهمها الحركة الفنية التشكيلية التي خطت خطوات لا بد أن تتواصل في مسيرة تطور تقنيات العمل الفني».

الفنان عبد الكريم الحوراني

الفنان "حنا بشارة" أحد المشاركين بالمعرض الفني قال لموقع eDaraa عن أهمية مشاركته: «شاركت بلوحتين بعنوان القرية التراثية وأسماك، قدمت خلالهن الفن التشكيلي التراثي من خلال التركيز على عادات وتراث القرية التي خرجنا منها، وتختزن العديد من العادات والتقاليد والتراث الفلكلوري بجميع أشكاله خلال الأسلوب الواقعي الانطباعي، لرصد تفاصيل الطبيعة بكل تكويناتها الصغيرة والكبيرة».

الفنانة التشكيلية "إليزابيث مسالمة" قالت عن المعرض وما يضمه من لوحات فنية مهمة: «الأرض والطبيعية والتراث والفلكلور نبع الخير والعطاء ومصدر الوحي والإلهام، هي البداية والنهاية هي من تشبثت بها الشعوب وشيدت عليها صروح الحضارات، لأجلها أثيرت مشاعر الفنانين فألهمتهم أجمل الإبداعات وجعلت همهم مشتركاً، من هنا كانت فكرة هذا المعرض التكاملية بين التراث والفن والفلكلور، بين الطبيعة والمشاعر لتكون هذه الخطوة إبداعاً لمن ساروا على طريق الفن التشكيلي الذي أصبح له حضور دائم وثابت في المحافظة».

الفنانة التشكيلية إليزابيث مسالمة

بينما قال الفنان "عبد الكريم الحوراني" من المشاركين بالمعرض: «تنبع فكرة معظم اللوحات المعروضة على جدران المعرض، من تراث منطقتنا وريفنا الذي عشنا به طفولتنا، وتكونت من خلاله أحاسيسنا الفنية من خلال هذه الطبيعة الجميلة التي عشناها يوماً بعد يوم. قدمت لوحات انطباعية فكرتها جاءت من وحي الطبيعة والريف الحوراني المتعدد، نقلناها عبر أفكار ومخزون في الذاكرة إلى لوحات وتذكارات وجماليات لا حصر لها، تمتع عين كل من ينظر إليها، تعود به إلى أيام الماضي في زحمة المدينة الحالية، إلى العادات والثقافات إلى مطحنة القمح الصخرية القديمة والمنجل وأدوات القهوة».

واعتبر النحات "سعد شوقي": «أن التجربة الفنية والتراثية التي تقام لأول مرة في "حوران"، تجربة عميقة بمضمونها الفني وتتمتع بحرفية عالية وبمشاركة خبرات أكاديمية، ولاسيما أن الأعمال تركز على مواضيع التراث والفلكلور وإعادة هذا الموروث الفني إلى زمنه السليم والأصيل، ونحن بهذه الفترة بحاجة لوجود مثل هذه المهرجانات والمعارض التي تحيي التراث وتحافظ عليه، اللوحات الفنية المعروضة تعطي بألوانها المريحة أريحية نفسية لمتاعب الحياة بكل تفاصيلها وتساعد الفنان أيضاً في التعبير عن أفكاره ومكنوناته من منظور رؤيته على اللوحة، شاركت بالمعرض بعملين نحتيين بعنوان "محمد الدرة والأمومة"، بمنحوتات صخرية "حجر جداري أبيض"».

النحات سعد شوقي

فيما قال الفنان التشكيلي "محمود بجبوج" رئيس اتحاد الفنانين التشكيلين بـ"درعا": «ضم المعرض الذي يعتبر أحد أهم النشاطات المقامة في مهرجان التراث والموسيقا، 42 عملاً فنياً موزعاً بين نحت وتصوير وحفر بمشاركة 31 فناناً بأعمال تحمل أسلوب وخصوصية كل فنان على حدة، يعبر عن الهم والتراث الإنساني، لتكريس ثقافة العراقة من خلال طرح أعمال تهتم بالموروث الشعبي والإنساني، ومن أهم الفنانين المشاركين المرحوم "مصطفى فتحي" وهو فنان عالمي، و"هيال أبازيد" وهما من الذين حملوا تراث حوران على أكتافهم على مدار حياتهم، لهم صياغات بالتراث الزخرفي والبيوت الحورانية الطينية، وكانوا الثقافة الحقيقية التي كرست وأكدت أهمية هذا التراث».