أمضى الجمهور الكبير المتنوع في ثاني أيام مهرجان "درعا" الأول للموسيقا والتراث، ليلة حافلة أحيتها فرقة "السويداء" و"دير الزور" للموسيقا العربية، اللتان حازتا على مراكز عدة في العديد من مشاركاتهما بالمهرجانات الداخلية والخارجية، وقدمتا مجموعة من الأغاني والفقرات التراثية الفلكلورية، ومنها "الهولية"، و"الجوفيات"، و"الهودج"، و"الحواج" حيث أبدعتا بتقديم التراث والفلكلور، وقدمتا سهرةً ممتعة على ميدان مسرح دار الثقافة بـ"درعا"، الذي يحتضن هذه الأيام فعاليات المهرجان، وبنهاية الحفل قدم المطرب "أحمد زطيمة" وفرقته الموسيقية مجموعة من الأغاني التراثية الحورانية وغنى "من مفرق جاسم للصنمين".

ثلاثة وعشرون فناناً قدموا من "دير الزور" لينشروا تراث وفلكلور أهل الجزيرة في ربوع "حوران"، فأبدعوا في الفقرات واللوحات الفنية المتعددة التي قدموها وكان موقع eDaraa في 16/10/2010 التقى مع مدير الفرقة "يحيى عبد الجبار" الذي قال لنا: «هذه المرة الأولى التي نزور فيها مدينة "درعا" منذ تاسست الفرقة في العام 2003 حيث قدمت من خلال الأغاني حضارة "وادي الفرات"، وتسعى الفرقة إلى إعادة صياغة تراث "وادي الفرات" السوري ضمن أغاني حديثة مستمدة من التراث، أغاني تجسد ملحمة الإنسان مع الطبيعة وسعيه الدؤوب لتطويع كافة مكنوناتها وتسخيرها لخدمتها مراعية طبيعة المنطقة وطرق المعيشة فيها من مأكل وملبس وعادات وتقاليد. ومن أهدافها الحفاظ على التراث الفراتي السوري الأصيل من بادية ومدينة وريف وتطوير الأغاني بما يتناسب مع العصر».

حكاية فرقتنا بدأت مع شباب أحبوا محافظتهم وتعمقوا بماضيها العريق وتراثها الذي لا ينضب فتحول الحب إلى عمل جماعي. جسدوا هذا الحب في لوحات فنية تراثية تنقل صور من تراثها الفني الغني تحت اسم فرقة "السويداء" للموسيقا، جئنا ننقل تراثنا وفننا إلى أبناء "حوران" أم اليتامى التي نتوافق معها بنفس التراث والفن والعادات والتقاليد

بعد ذلك قدمت فرقة "السويداء" للموسيقا العربية فقراتها المخصصة لهذا المهرجان فكان لها وقع خاص لدى الجمهور الذي وصفها بأفضل الفرق المشاركة بالمهرجان، فعرضت عدة فقرات فنية تقليدية تتحدث عن تراث وعادات المحافظة وعلى صوت "الربابة" أنهت الفرقة فقراتها، فالتقينا الفنانة "أيلين النبواني" مطربة بالفرقة فقالت عن هذه المشاركة: «قدمنا خلال الحفل أغاني شعبية تخص محافظة "السويداء"، ومجموعة من "الجوفيات" و"الهولية" وهي من تراث المحافظة الأساسي، وبعض أغاني الفنان االكبير الراحل "فهد بلان"، وقدمت شخصياً فقرة غناء مع المنجيرة "الشبابة" أغاني "الهولية"، وهو غناء نسائي متخصص بالتراث والفلكلور القديم الخاص بالنساء، ويتناول أيام الحصاد والزرع وأغاني الأعراس والأفراح. والحمد لله تفاعل معنا الجمهور وغنى بعض المقاطع وهذا دليل حبهم لتراث "السويداء" القريب من فلكلور وتراث "درعا"».

فرقة السويداء للموسيقا

بينما قال "أدهم عزقول" مدير فرقة "السويداء": «حكاية فرقتنا بدأت مع شباب أحبوا محافظتهم وتعمقوا بماضيها العريق وتراثها الذي لا ينضب فتحول الحب إلى عمل جماعي. جسدوا هذا الحب في لوحات فنية تراثية تنقل صور من تراثها الفني الغني تحت اسم فرقة "السويداء" للموسيقا، جئنا ننقل تراثنا وفننا إلى أبناء "حوران" أم اليتامى التي نتوافق معها بنفس التراث والفن والعادات والتقاليد».

الفنان "أحمد زطيمة " الذي أختمت فعاليات اليوم الثاني بأغانيه التراثية عرف كيف يلهب السهرة طرباً وفناً. التقيناه بعد انتهاء فقراته الفنية فقال لنا: «يشكل المهرجان أهمية كبيرة في التراث والفن التراثي للارتقاء بتراث المحافظة بجميع الجوانب الثقافية والفنية، ولكي نتواصل مع جمهورنا وننقل الفلكلور والغناء الحوراني إلى محبيه. قدمنا العديد من الوصلات الغنائية التي تمثل فلكلور منطقة "حوران" عبر موشحات وتقاسيم وطرب أصيل بجميع أشكاله، بالإضافة لمعزوفات تنقل تراث وفلكلور مناطق المحافظة والأغاني المحببة، ومنها "من مفرق جاسم للصنمين"، وذلك بمشاركة نخبة من العازفين والفنانين لإغناء ونقل التراث إلى جميع مناطق القطر».

الفنان أحمد زطيمة

الشاب "سامي عقلة" أحد الحضور والمهتم بالتراث وأنواعه قال لنا: «قدمت الفرق الفنية فقرات قيمة تدل على تراث وفلكلور أهل "الجزيرة" ومحافظة "السويداء"، بعدة لوحات وفقرات فنية تحمل عبق الماضي في نهر الفرات وتجسد الحاضر، وتمجد تراث وفلكور "السويداء" الغني بأنواعه المتعددة والقريب لحد كبير من تراثنا وأغانينا بحكم الموقع الجغرافي للمنطقة وسهل "حوران". المهرجان بدأ يحظى بتوافد أعداد كبيرة من الجمهور والمهتمين بهذا المجال للاطلاع على تراث وفلكلور وغناء باقي المحافظات السورية، وهذه بادرة يجب ان تستمر وبشكل دوري وتسجل لكل من ساهم وخطط لهذه التظاهرة الفنية التي قل وجودها».

أيلين النبواني مطربة بفرقة السويداء