يعتبر مهرجان "أبي تمام" الشعري السنوي، محطة متميزه وهامة على طريق الإبداع الشعري، بدأت فكرته منذ عام 2008، وأصبح تقليداً سنوياً للمركزالثقافي العربي في مدينة "جاسم"، ويستقطب الشعراء المتميزين في محافظة "درعا" والمحافظات الأخرى، إضافة لشعراء عرب.

يقول الشاعر "جمال سعد الدين" من "درعا": «لعل مهرجان "أبي تمام" الشعري، من أهم المهرجانات الشعرية، ليس على مستوى مهرجانات درعا وإنما على مستوى القطر، فلا يخفى على أحد السجل العظيم للشاعر "أبي تمام" الذي ينسب إليه المهرجان، والذي يعد فعالية أدبية تعكس التجذير والانتماء، ومحاولة أصيلة لتفعيل الحالة الثقافية في محافظة "درعا"، ولتكريس مقولة إن الحضارة عنوانها أولاً وأخيراً الثقافة».

إن إحياء ذكرى "أبي تمام" دعوة للشعر العربي ليواصل مسيرة الإبداع والإبتكار، وتذكير لهذه الأمة بوحدة المصير والمسار

أما السيد "عبد السلام مسلم" أحد المتابعين للمهرجان بشكل دائم فقد ذكر: «تكمن أهمية المهرجان الشعري في كونه يعرف الأجيال بشعراء الأمة، ويرد للشاعر المحتفى به بعضاً من حقوقه، ويشجع الشعراء والكتاب المبدعين على الوصول إلى الكمال الفني شكلاً ومضموناً، ويتمتع المهرجان عادة بالحضور الجماهيري الواسع بمختلف أطيافه العمرية ومستوياته الثقافية، وهذا أول عنوان لنجاح المهرجان الذي أرى فيه ظاهرة إيجابية جداً».

الشاعر جمال سعد الدين

وحول مهرجان "أبو تمام" الشعري، تحدث السيد "أنور الجباوي" رئيس المركز الثقافي في مدينة "جاسم" لموقع eDaraa بتاريخ 10/7/2010 قائلاً: «يقام مهرجان "أبي تمام" الشعري سنوياً، إحياء لذكرى الشاعرالعربي المعروف "أبو تمام"، الذي ولد في "جاسم" عام /804/م، وقد أغنى الشعر العربي بقصائده الثرية والجميلة، ويتميز بمشاركة شعراء محليين من المحافظة ومن خارجها، ومن "القطر العراقي" الشقيق، حيث يجمع الأحبة من مكان رفاته إلى مكان مولده، ويتضمن فقرات فنية وأمسية غنائية موسيقية، وعرض فيلم وثائقي عن حياته، وتكريم الشعراء المشاركين، وبعض الفنانين السوريين».

وعن أهمية الشاعر المحتفى به ذكرت الشاعرة "بهيجة إدلبي" من "حلب" قائلة: «حري بهذا الشاعر أن يحتفى به، لتاريخه الذي كان سبباً في تشكيلنا وتشكيل الشعراء الذين سبقونا، والاحتفاء به يعني أن نحتفي بالشعر والشعراء الذين خلقوا ليقدموا رسالة الانسانية لهذا العالم لخلق كينونتنا ووجودنا».

السيد أنور الجباوي

وفيما يخص الفائدة المرجوه منه، تقول الشاعرة "مروة حلاوة" من "حماه"، وإحدى المشاركات بالمهرجان: «في المهرجان كان "أبو تمام"، وكان أحفاده فرسان القصائد، وكنتم وكان الشعر، وكانت أمسية لا تنسى، أتيت إلى "جاسم" لأضيء شمعة صغيرة لروح من كان يحترق ليشعل شموس الشعر، وهل أجمل من إحياء ذكرى الشعراء السابقين، وفاءً لهم أولاً، وتحفيزاً لشعراء اليوم المبدعين ثانياً، وفي رأيي إن أهم فائدة للمهرجان تتمثل في جمع العديد من التجارب الشعرية في بوتقة واحدة، ما يدفعهم إلى الارتقاء بتجاربهم أكثر بفعل الاحتكاك والمثاقفة».

وفيما يتعلق بإضافته الأدبية قال الشاعر العراقي "علي الاسدي": «أرى أن المهرجان قدم أسماء شعرية جميلة لجمهور الشعر في "جاسم"، وتتبدى أهميته في تفاعل الحضور مع الشعراء، إضافة إلى تقديم المهرجان لشعراء من خارج سورية لتكمن الإضافة الأدبية بأسماء عراقية، وقد كان المهرجان بشكل عام رافدا للثقافة العربية عموماً والأدب العربي والشعر خصوصاً، وفرصة ليرى منصة يبث فيها شعره للناس».

من جمهور مهرجان "أبو تمام"

وعن دعوة المهرجان للشعر ذكرت الشاعرة الدكتورة "نائلة الإمام" من "دمشق": «إن إحياء ذكرى "أبي تمام" دعوة للشعر العربي ليواصل مسيرة الإبداع والإبتكار، وتذكير لهذه الأمة بوحدة المصير والمسار».

وحول أهمية المهرجان الثقافية يقول الشاعر "عدنان المقداد" من "درعا": «يكفي أن يكون مهرجان "أبي تمام" جزءاً من الحراك الثقافي ليكون هاماً، ناهيك عن كونه يجمع الشعراء والقراء في مكان واحد».

وأخيراً وصف لنا الشاعر العراقي "وليد الصراف"، "أبي تمام" بقوله: «"أبو تمام" ليس كأي من الشعراء، إنه الشاعر الذي خرج على عمود الشعر، الشاعر الذي جاب أرض الخيال ومخر بحور الشعر، وعاد بدرر جديدة، ولحظة الاحتفاء به هي لحظة من أعمق اللحظات، لحظة تنبض عن مئات السنين، إنها بحث جديد لماض أكثر حياة من حاضر، ماض يمد جذروه عميقاً في مستقبل بعيد، والغريب أننا في "الموصل" احتفينا "بأبي تمام" مرتين وبانتظارالمهرجان الثالث، فدرعا والموصل إذن متفقتان على أبي تمام».