تزامن اختتام احتفالية "القدس" عاصمةً للثقافة العربية لعام 2009 مع ذكرى مرور عام كامل على ارتكاب إسرائيل لمجزرة "غزة"، وبدورها فقد كانت مديرية ثقافة "درعا" في الموعد، وأقامت لأجل ذلك مهرجان اليرموك الذي كان على قسمين، قصة في اليوم الأول وشعر في الثاني.

واحد وأربعون شاعراً وقاصاً تناوبوا على تقديم مساهماتهم التي حملت موضوعاً رئيسياً : القدس العاصمة الأبدية للثقافة، وتحية إجلال واحترام إلى صمود "غزة" في ذكراه الأول.

هذه الملتقيات تدفع عجلة الأدب إلى الأمام، فمجتمعنا مجتمع فلاحي يهتم باللقمة قبل الكلمة وهذه فرصة ليطلع الجمهور على الأدب

ومن أجل ملامسة مشاعر وأفكار المشاركين كان لموقعنا أكثر من لقاء معهم لكن البداية مع السيد "حسين الرفاعي" عضو اتحاد الكتاب العرب ومدير المهرجان والذي تحدث حول أهمية إقامة الفعالية ورد على الملاحظة التي وجهها العديد من الشعراء والمتعلقة بالكم الكبير من المشاركين مالم يعطي المجال لتقديم القصائد كاملةً أو الاختصار منها، فقال: «لم يكن المهرجان عادياً حيث كان العدد كبير وقد قمنا بذلك عن عمد، حيث أن أغلب المشاركين بهذا المهرجان كانوا متواجدين بفعاليات سابقة خلال العام في أماكن مختلفة من المحافظة، وأتى المهرجان ليتوج المشاركات السابقة، وقد كان هناك ثلاثة وعشرون قاصاً وثمانية عشر شاعراً، ولاحظنا تميز الحضور سواءً على مستوى المشاركين أو الجمهور»، وأضاف: «على مدار العام كان هناك نشاطات شبه يومية في المراكز الثقافية المنتشرة في أرجاء المحافظة، حتى أن بعض الفعاليات مثلت سابقة إذ أقيمت في مناطق لم تقم فيها أي فعاليات من قبل كمهرجان "القدس" في منطقة "اللجاة" والمهرجان الذي أقيم في قرية "المسيفرة"، وجاء هذا المهرجان كبيراً بحجمه ليختتم ويتوج عاماً ثقافياً حافلاً».

حسين الرفاعي

الشاعرة "ليندا عبد الباقي" والقادمة من محافظة "السويداء" قالت: «تأتي أهمية المشاركة من خلال وجودي في وسط هذا اللفيف من الشعراء، وقد حاولت من خلال الحرف والقصيدة أن أوصل ما أشعر به، وقد شاركت بعدة قصائد وجدانية، قصيدة تتعلق بـ"القدس" وهي بلسان أم فلسطينية تودع ابنها في عملية استشهادية وكانت بعنوان "بقايا دمع"، إضافةً إلى مقطع صغير عبارة عن ومضة تعبر عن حالة الشهيد»، القاصة "صباح أبو السل" أفادت بمايلي: «قدمت مجموعة من القصص حملت عناوين، شهرة، مباراة، عقوبة، تعبر جميعها عن فكرة واحدة هي أننا في هذه الظروف لا نملك إلا نترك الأمور تسير كما تشاء، وليس بإمكاننا أن نفعل شيئاً سوى الكلام، لكن الكلمة قد يكون لها التأثير الكبير»، وعن أهمية هذه المشاركة قالت: «هذه الملتقيات تدفع عجلة الأدب إلى الأمام، فمجتمعنا مجتمع فلاحي يهتم باللقمة قبل الكلمة وهذه فرصة ليطلع الجمهور على الأدب».

الشاعر والإعلامي الكبير "محمود الجمعات" تحدث عن مشاركته فقال: «أولاً شكراً لموقعكم، أنا أعلمت عن هذا المهرجان قبل يومين فقط، وشاركت بقصيدة قومية وطنية كتبتها قبل سنوات منذ ارتكاب إسرائيل لمجزرة "جنين" عام 2002، ولكنها كانت تلخص الوضع العربي بشكل عام والذي يبدو أنه لا يزال كما هو منذ ذلك الحين، وإن كان هناك شيء قد تغير فربما هو خروج "سورية" منتصرة من كل المؤامرات والضغوط التي تعرضت لها، وهي اليوم تقود النضال لرفع الحصار الحاقد عن "غزة"»، ويتابع بالقول: «المهرجان كان ناجحاً بشكل عام، والعدد الكبير للشعراء باعتقادي كان نقطة إيجابية، وقد عرفت من خلال هذه الفعالية بأن محافظة "درعا" تضم عدداً وافراً من الشعراء وهو ما أثار تساؤلي عن عدم ظهورهم بشكل فعلي وأبرز ضرورة تسليط الضوء عليهم من خلال إتاحة المجال لهم للمشاركة بفعاليات واسعة وكبيرة مشابهة للمهرجان».

الإعلامي والشاعر محمود الجمعات

القاص "علي عبد الله" قال: «ستظل القدس عاصمةً في قلوبنا، وقد كانت مشاركتي في قصة بعنوان "برد الشتاء" تناقش الهم الفلسطيني بشكل عام، وتهدف إلى معالجة الواقع الحالي في فلسطين، فنحن بأمس الحاجة لذلك».

الشاعر "أحمد الشرع" قال: «بشكل عام المهرجان كان ناجحاً، ولكن ليس بتلك الدرجة التي كنا نتوخاها، إنما كانت آمالنا أن يكون التنظيم والتنسيق بشكل أفضل، حيث كان هناك نوع من التسرع بإشراك حوالي واحد وأربعين قاصاً وشاعراً على مدار يومين فقط، إذ كان يضطر الشاعر إلى التقليل أو الاختصار من قصائده، ونأمل بمهرجانات قادمة تلافي الملاحظات المذكورة».

الأديبة صباح أبو السل