من أهم أنواع الدبكات الحورانية التي هدفها الرئيس الحفاظ على التراث، يصطف فيها الراقصون إما على شكل صف أو دائرة، ويدبكون بطريقتهم، ولا يحتاج الراقصون إلى كثير من الموسيقا؛ بل يكفيهم شخص يحمل دربكة أو مجوزاً ليضبط إيقاع خطواتهم.

الدبكة متنوّعة في "حوران"، ولكل خطوة فيها حكاية، يقول أحد شيوخ الدبكة الحورانية "محمود الدوس"، وعمره 82 عاماً لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 3 شباط 2017: «توارثنا الدبكة أبّاً عن جد، كنا صغاراً نشاهد آباءنا يعقدون حلقات الدبكة في الأعراس. وأهم أنواعها في حوران "الحبل المودع"، وكانوا يخلون الساحة إذا دخل الأجداد للرقص بلباسهم العربي الأصيل. ولا مكان لأحد من سكان الحي رجالاً ونساءً بيننا إذا لم يكن يجيد رقصات الدبكة وأغانيها. ولكل حركة في الدبكة معنى خاص بها، حتى ملامح الوجوه وهز الأكتاف لها معانٍ تنسجم مع النص الغنائي، وهي رقصة فولكلورية شعبية منتشرة في "حوران"، تمثل تراثاً مهماً لأبناء المنطقة، تتكون الدبكة من مجموعة كبيرة من الأهل والأصدقاء يدعون "دبيكة" وعازف المجوز و"الشبابة" والطبل، وتكون عبارة عن حركات بالأرجل والضرب على الأرض».

في دبكة "الحبل المودع" يشارك خليط من الشباب والفتيات والأهل والأقارب مصطفين بعضهم إلى جانب بعض، ويقومون بأي نوع من الدبكة التي يريدون، وكلمة "مودع" تعني مرصع بالودع الذي يزين الحبل، حيث يتشكل من عقدة وودعة أي أنثى وذكر، وهي نوع من الرقص التراثي الذي يعبر عن الفرح والاحتفالات، يتميز بطابعه الجماعي. والدبكة تكون عبارة عن حركات بالأرجل وتتميز بالضرب على الأرض بصوت عالٍ مترافقة بالغناء وعزف الموسيقا الفلكلورية

دبكة "حبل المودع" تعبير صادق عن مراحل عدة في تاريخ "حوران" وبعض عائلاتها، وهنا يضيف الدكتور "نبيل السعدي" أحد المهتمين بالتراث الحوراني: «لدبكة "الحبل المودع" حكايات كثيرة وقديمة، ما زالت حتى يومنا هذا تحظى بولع جميع أبناء المدينة، وتعبر عن ملامح عديدة مميّزة طالما اشتهر بها أبناء "حوران"، ويكون الأفراد المشاركون والراقصون في الدبكة من الذكور والإناث، وتؤدى الرقصات مختلطة، يقود الدبكة أول الراقصين، ويسمى "الرويس"؛ وهو يحدد بوجه عام منحى الرقصة، ويقوم عادة بأداء حركات إضافية تظهر مهارته، وفي دبكة "حبل المودع" يقف فيها الرجال والنساء بتتابع مشترك وتشكيل فني بإيقاع العادات والتقاليد، وهي موروث مهم مازال أبناء "حوران" يحتفظون به لأنه جزء لا يتجزأ من تاريخهم الطويل».

الحبل المودع

"أحمد الجاموس" أحد كبار السن في مدينة "درعا"، قال: «تلعب الدبكة دوراً مهما وتكون ركيزة أساسية في العرس الحوراني، والدبكة المعروفة والرائجة بكثرة في مناطق وريف "حوران" الدبكة المختلطة أو "الحبل المودع"، ويختلف اللباس والأزياء التي يرتديها راقصو الدبكات حسب المنطقة في "حوران"، وهي عبارة عن أزياء مستوحاة من التراث أو من أزياء الريف. للرجال قد تكون الثوب الأبيض الطويل، وتحته سروال من الخام الأبيض، وفوق الثوب "المزنوك"؛ وهو ثوب طويل مخطط بالأبيض والأسود، ويضع على رأسه "الشورة"؛ وهي بخيوط ملونة توضع على رأس الرجل وفوقها "العقال"، بينما المرأة تلبس ثوباً طويلاً يغطي قدميها ويسمى "الشرش"، وتلبس تحته تنورة تصل حتى الركبتين، كما تلبس السروال القماشي الملون من دون زركشات، وتلبس على الرأس غطاء أسود يسمى "الشنبر"، وتثبته على رأسها بالعصبة. ولوقع القدم على الأرض، خلال الدبكة معنى تتميّز به، فهي متناسبة مع النص الغنائي واللحن الذي يعزف بالمجوز، وإذا كان العازف متمرساً، يمكن للدبيكة أن يقيموا الدنيا ولا يقعدوها في حلقة الدبكة، على الرغم من تقدّم بعضهم بالسن، فإنهم عندما يدخلون الحلقة يعودون بالعمر إلى سن العشرين بطاقتهم ورجولتهم واندفاعهم».

"محمود أكراد" وهو مخرج مسرحي، يقول: «في دبكة "الحبل المودع" يشارك خليط من الشباب والفتيات والأهل والأقارب مصطفين بعضهم إلى جانب بعض، ويقومون بأي نوع من الدبكة التي يريدون، وكلمة "مودع" تعني مرصع بالودع الذي يزين الحبل، حيث يتشكل من عقدة وودعة أي أنثى وذكر، وهي نوع من الرقص التراثي الذي يعبر عن الفرح والاحتفالات، يتميز بطابعه الجماعي. والدبكة تكون عبارة عن حركات بالأرجل وتتميز بالضرب على الأرض بصوت عالٍ مترافقة بالغناء وعزف الموسيقا الفلكلورية».

الدكتور نبيل السعدي