وضع المهندس السوري "بسام الغانم" بصمة كبيرة في مجال الزراعة التجميلية وصيانة الحدائق خلال مسيرة عمله في "الإمارات"، اعتمد على الدقة التامة والمواظبة للحصول على جوائز عالمية في تخصصه.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 22 تشرين الأول 2016، عبر موقع التواصل الاجتماعي مع المهندس "بسام الغانم" المقيم في "الإمارات"، ليحدثنا عن طبيعة عمله قائلاً: «أعمل مهندساً استشارياً في شركة ألمانية متعاقدة مع بلدية "أبو ظبي"، مع طاقم عمل مكوّن من مهندسين باختصاصات مختلفة، نقوم بالإشراف على ثلاثة عقود تشغيل وصيانة، وهي: عقد منتزه الشيخ خليفة، وعقد لسبع حدائق داخل مدينة "أبو ظبي"، إضافة إلى عقد الزراعة التجميلية وشبكة الري وحدائق الأحياء السكنية في المدينة. يتضمن عملنا الإشراف على أعمال مقاولي التشغيل والصيانة التي ستنفذ من أصول زراعية ومدنية وإلكتروميكانيكة بهدف تطوير الزراعة التجميلية، إضافة إلى شبكات وأنظمة الري. ومن المهام الموكلة إلينا أيضاً الإشراف على الفعاليات والأنشطة المتعلقة بهذه الحدائق، والتنسيق مع الدوائر والجهات المعنية، والهدف من ذلك تبنّي وجهة نظر الحكومة، وخطتها المستقبلية للاستدامة، وتوفير البيئة الآمنة والنظيفة والمريحة للأفراد والزائرين، حيث يشعر زائر هذه الحدائق بالراحة والرضا والأمان التام، ويستطيع ممارسة ما يرغب به من نشاطات أنشطة اجتماعية وثقافية ورياضية بكل سهولة واطمئنان».

تتمثل المصاعب بضرورة الدقة التامة في متابعة برامج العمل لتشغيل وصيانة الأصول وتوثيقها بالتقارير الدورية، ووجود بعض الأضرار التي قد يتسبب بها الزوار؛ وهو ما يتطلب القيام بتوعية اجتماعية سواء من العائلة أو المدارس وغيرها من الجهات الحكومية، وأيضاً التنسيق مع الجهات المعنية لإقامة ورشات وزيارات إلى المدارس لنشر التوعية بضرورة الحفاظ على هذه الأصول التي أنشئت بهدف تمكينهم من ممارسة كافة الأنشطة المرغوب بها في بيئة نظيفة ومناسبة

وعن حصوله على جائزة "العلم الأخضر" لعام 2015، حدثنا بالقول: «هي جائزة عالمية تمنح من قبل لجنة "العلم الأخضر"، ومقرها "المملكة المتحدة"، وتخضع الحديقة أو المنتزه المرشح لنيل الجائزة إلى استيفاء مجموعة من المعايير والشروط، من أهمها: كفاءة برامج التشغيل والصيانة للحديقة، وبرامج الفعاليات والأنشطة والمشاركات المجتمعية، وأعمال النظافة العامة المتبعة، وضوابط الأمن، ومعايير السلامة، واستدامة وعملية إعادة تدوير المخلفات سواء الزراعية أو مخلفات الصحة العامة، والشروط التي توفرها الحديقة أو المنتزه من راحة وترحاب ومساحات كافية للفرد لممارسة الأنشطة المختلفة.

خلال التكريم

تم ترشيح عدة حدائق من قبل دائرة بلدية مدينة "أبو ظبي"، ثم استقرت على ثلاث منها لاستيفائها الشروط، وهي: حديقة "دلما"، ومنتزه "الشيخ خليفة"، وهما من ضمن المشاريع التي أشرف عليها، والحديقة الثالثة هي حديقة "الباهية". تم التقييم من قبل لجنة مختصة من المنظمة، حيث تقوم أولاً بطلب جميع التقارير والوثائق والمستندات الخاصة بعقد وتشغيل المنتزه، وبرامج العمل (اليومية، أو الأسبوعية، أو الشهرية، أو السنوية)، ثانياً تحدد مواعيد متتالية لزيارة الموقع وإجراء التقييم الميداني للنقاط والمعايير، استغرق التحضير لهذه الجائزة مدة تقارب ثلاث سنوات من العمل الدؤوب، وأعلنت نتائج الفوز بالجائزة بعد استيفاء كافة الشروط المذكورة، وتقديم نسخ من الوثائق والتقارير المطلوبة».

عن المصاعب التي كانت تصادفهم يومياً في المشاريع، يقول: «تتمثل المصاعب بضرورة الدقة التامة في متابعة برامج العمل لتشغيل وصيانة الأصول وتوثيقها بالتقارير الدورية، ووجود بعض الأضرار التي قد يتسبب بها الزوار؛ وهو ما يتطلب القيام بتوعية اجتماعية سواء من العائلة أو المدارس وغيرها من الجهات الحكومية، وأيضاً التنسيق مع الجهات المعنية لإقامة ورشات وزيارات إلى المدارس لنشر التوعية بضرورة الحفاظ على هذه الأصول التي أنشئت بهدف تمكينهم من ممارسة كافة الأنشطة المرغوب بها في بيئة نظيفة ومناسبة».

شهادة تقدير وشكر

المهندس "بدوي البدري" من "السودان" زميل المهندس "بسام" في المشاريع، حدثنا عنه وعن إدارته للوقت وطاقم العمل بالقول: «هو مدرك لأهمية الزمن واستثمار ساعات العمل بالصورة الأمثل لإنجاز الأعمال بكل دقة، والتمسنا ذلك من تأكيده على الالتزام بمواعيد الدوام والاجتماعات ومتابعة جداول الخطط الزمنية الموضوعة لإتمام النشاطات المختلفة بغاية إنجاز أعمال المشاريع، مع توزيع النشاطات الطارئة المتعددة وإعادة ترتيبها على الجداول الزمنية، وتنفيذها وفق الخطة، كما أنه يمتلك مهارة جيدة في إدارة الطاقم الإشرافي المسؤول عنه ومتابعة ما تم توكيله إلى طاقمه بصورة لصيقة، والحرص على أن يكون فريق العمل جماعياً متعاوناً ومتكاملاً لإتمام الأعمال بصورة مرضية، كما يمتلك القدرة على التواصل والتفاوض».

ويتابع: «ويعدّ المهندس "بسام" من الكوادر الفنية الفريدة في مجال المعرفة العميقة بالعلوم الزراعية مع خبرة تفوق 17 عاماً في بناء وتطوير وصيانة المشاريع الزراعية، حيث يعمل بكل جهد لتقديم ما يمتلكه من خبرات ورؤية للحرص على الحفاظ والارتقاء بالمظهر الجمالي للمدينة وراحة مواطنيها والوافدين إليها، وله مساهمات متنوعة، منها: رفع مستوى التجميل الطبيعي للمشاريع الواقعة تحت إشرافه على مدى أعوام عمله، وتطوير مناطق مختلفة بالتخطيط الجيد، واستخدام أنواع من النباتات المناسبة لإخراجها بالصورة الجمالية التي تليق بالمدينة، ومساهمات في مجال الأمن والسلامة المتعلقة بحماية الأصول والأشخاص، وأيضاً في مجال مكافحة وقاية النباتات والحدّ من استخدام المبيدات الكيميائية الضارة للبيئة وفقاً لقوانين دولة "الإمارات"، كما ساهم في تطبيق المعايير والمواصفات العالمية العاملة بها بلدية المدينة في مختلف منتزهاتها؛ وهو ما ساعده على نيل الجائزة».

يذكر أن المهندس "بسام الغانم" من مواليد ريف محافظة "درعا" عام 1971، حاصل على شهادة بكالوريوس زراعة من جامعة "دمشق"، كرّم خلال عمله كمهندس في بلدية "أبو ظبي" عن جهوده المبذولة أثناء العاصفة المطرية الشديدة التي هبّت على المدينة في آذار 2016، وحاصل على شهادات تقديرية لمشاركاته الفعالة بأسابيع التشجير، كما يطمح إلى تقديم خبرته في خدمة بلده الأم "سورية".