يحل عيد الفطر في "حوران" حاملاً معاني الحب والقيم الاجتماعية، فيكون الفرح حاضراً ويطغى على تفاصيل هذه الأيام، ويتميز بالألفة من خلال المبادرات التي يبذلها المشايخ والمخاتير لإضفاء المزيد من الود والفرح بين أهالي المحافظة، التي تضفي على العيد طابعه الاجتماعي الوطيد.

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 6 تموز 2016، استطلعت آراء بعض الناس في "حوران" للحديث عن عيد الفطر، حيث يقول الدكتور "نبيل السعدي" أحد سكان مدينة "درعا" وناشط في العديد من القضايا التي تهم المجتمع، وعين مؤخراً سفيراً للسلام العالمي: «لـ"حوران" طابعها الخاص في الأعياد، حيث توجد الألفة والمحبة وصلة الرحم والتمسك بالعادات والتقاليد المتينة، ولا ننسى ما يقوم به المشايخ وأصحاب الشأن من تنمية المحبة والتواصل مع الآخرين من خلال جلسات المصالحة.

لـ"حوران" طابعها الخاص في الأعياد، حيث توجد الألفة والمحبة وصلة الرحم والتمسك بالعادات والتقاليد المتينة، ولا ننسى ما يقوم به المشايخ وأصحاب الشأن من تنمية المحبة والتواصل مع الآخرين من خلال جلسات المصالحة. والعيد في "حوران" هو فرح عارم تتخلله الزيارات وتواصل الرحم، وهذه عادات وتراث قديم، ولا ننسى الكرم الحوراني أثناء العيد، حيث القهوة المرة والحلويات والفواكه واستقبال الضيوف والزوار، هذا تراث "حوران" منذ الأزل وتتوارثه الأجيال

والعيد في "حوران" هو فرح عارم تتخلله الزيارات وتواصل الرحم، وهذه عادات وتراث قديم، ولا ننسى الكرم الحوراني أثناء العيد، حيث القهوة المرة والحلويات والفواكه واستقبال الضيوف والزوار، هذا تراث "حوران" منذ الأزل وتتوارثه الأجيال».

الدكتور نبيل السعدي

أما الأديب "إسماعيل العمار" فيتحدث عن العيد وخصوصيته في "حوران" ويقول: «تميز العيد في "حوران" بتقاليد ورثت عبر الأجيال، حيث يرتبط العيد بالجديد، فعادة يرتدي المواطنون ملابس جديدة ، وبعد الصلاة يتوجهون لزيارة المقابر للترحم على موتاهم وقراءة الآيات القرآنية بقربهم، وفي وقفة العيد تنشغل النساء بتحضير معجنات وحلويات خاصة مثل "كعك العيد"، وخبز العيد الذي يعد أهم ما يقدم خلال الزيارات، وأهم ما يميز العيد العادات التراثية القديمة، التي تجمع أفراد العائلة والأقارب، و"العيدية" التي تتبادل بين الأقارب، وهو فرصة لمصالحة الأقارب والجيران ممن حدثت بينهم قطيعة رحم أو عداوات.

وفي المشاحنات العائلية الكبيرة يلعب في المصالحة المشايخ والمخاتير دوراً مهماً فيكون العيد مناسبة اجتماعية لتوطيد أواصر الألفة والوداد بين الأهالي في المحافظة، والاستمتاع ببهجة العيد، من خلال استعداد المحال والحدائق والملاهي التي تقصدها العائلات وأولادهم حيث المراجيح وألعاب الأطفال».

ممارسة الشعائر الدينية

أهم العادات والتقاليد التي يمارسها أهالي "حوران" حدثنا عنها "ورنس حمد" عضو قيادة فرع الطلائع بالمحافظة، ويقول: «يذهب الناس في أول أيام المباركة مهللين ومكبرين الله عز وجل، وقاصدين المسجد لتأدية صلاة العيد، كما قلوبهم البيضاء التي تغمرها المودة يجتمعون ليتسامحوا ويتبادلوا عبارات الألفة والمحبة الخاصة بالعيد، وبعدها يتوجهون إلى المقابر لزيارة موتاهم وقراءة الفاتحة على أرواحهم، وبعد مغادرة المقبرة يقوم أحد أفراد العائلة بتجهيز وجبة إفطار لجميع أقاربه، وعادة ما تكون من الفطائر الكبيرة المصنوعة من "الكشك واللحمة والسبانخ والمغطسة بالسمن العربي وزيت الزيتون"، ثم يتفرغون لزيارة "العنايا"؛ أي الأخوات والعمات والخالات لتقديم الواجب تجاههن، والعودة إلى المنازل لاستقبال المهنئين، وتقديم القهوة المرّة لهم والحلويات المصنوعة في البيوت من "خبز القالب والمعمول والمسافن والرز بحليب"».

عن أهمية التقاليد والعادات الحورانية في العيد يقول "مصطفى المقداد" (أبو إحسان) أحد كبار السن في مدينة "بصرى الشام": «لا تزال القرى والبلدات في قرى وريف حوران، تحافظ إلى الآن على تقاليد وعادات قديمة تعطي للأعياد معنى مختلفاً عما نراه في المدن الكبرى اليوم، وما إن يعلن عن موعد العيد وتبدأ تكبيرات الجوامع حتى يتجمع أهالي القرية ويتبادلون التهاني والمباركات، ويعودون إلى منازلهم حاملين معهم ما يوجد من حلويات ومأكولات للأطفال، كما أن الجميع ينامون باكراً بانتظار إشراقة شمس اليوم الأول حتى يتجمع الكبار ويؤدون صلاة العيد، ولعل أهم ما في تلك التقاليد أن الأعياد تغسل الخصومات والضغائن التي تنشأ بين العائلات والحارات خاصة في القرى الصغيرة، فتعود القلوب صافية وتنسى كل حارة خصامها مع الحارة الأخرى، كما أن تبادل التهاني والزيارات يحل الخلافات القائمة بين الجميع حتى لو اقتصر الأمر على أيام العيد».

ورنس حمد